مشهد من فيلم الخبز الحافي لرشيد بن حاج
وتروي قصة الفيلم "عطور الجزائر" الذي يصور بين الضفتين قصة مصورة جزائرية مغتربة بباريس تجبر على العودة إلى موطنها بسبب أبيها الذي يحتضر بعد مرض عضال اجبره على ملازمة الفراش لسنوات طوال، المصورة التي تركت الجزائر بكل قيودها من اجل أن تعيش بعاصمة الجن والملائكة رمز الحرية المطلقة و النقيض الأول للعاصمة الجزائر على أصعدة كثيرة ومتنوعة ،وتترتبط هذه العودة في استرجاع المصورة لذكريات ماضية ينبني عليها الفيلم برجعات ورائية لها دلالات كبيرة، ترتبط بالعشرية الحمراء عشرية الممنوع المطلق والعطور التي تبعث منها، رائحة الدم والأمل ولم يعط المخرج تفاصل اكبر عن الفيلم الذي يعد بان يعرض في قاعات السينما في الأشهر القادمة .
للإشارة فقد سبق وان اخرج رشيد بن حاج فيلما عنوانه"الخبز الحافي" اقتبس قصته عن رواية تحمل نفس العنوان تروي قصتها السيرة الذاتية للروائي المغربي محمد شكري، رغم أن النقاد اعتبروا أن تحويل رواية "الخبز الحافي"، للكاتب المغربي محمد شكري، إلى فيلم سينمائي مجازفة وتحد إذ اعتبر العديد أن العمل الروائي ينتمي إلى ما يسمى بالأدب الفضائحي الكاشف و"الناخر كسوس في لب الحياة الحقيقة التي عاشها الكاتب، بكل قسوتها التي تبدأ بمساس الروحي والعقدي ولا تنتهي بالمادي والجنسي " كتبها محمد شكري كجزء أول من سيرة حياته الذاتية في 1972 ولم تنشر الا في 1982، وتلتها رواية "زمن الأخطاء" كجزء ثان ثم "وجوه" جزءا ثالث. وكان محمد شكري قد صرح أن فكرة كتابة سيرته الذاتية كانت بدافع من صديقه الكاتب الأمريكي بول بولز المقيم في طنجة وقد باعه إياها مشافهة قبل أن يشرع فعلا في تدوينها ، وبعدما نشرها أثار هذا الجزء "الخبز الحافي" ضجة ومنع في معظم الدول العربية إذ اعتبره منتقدوه جريئا بشكل لا يوافق تقاليد المجتمعات العربية لهذه الأسباب اعتبر المخرج الجزائري رشيد بن حاج مخرجا مجازفا وجريئا ولأسباب أخرى تمكن في إثارة لا يمكن تجاهلها، يتمثل في حياة هذا الأديب المغربي الذي تعلم القراءة والكتابة في العشرين من عمره، وإنه كاد يقدم على قتل أبيه بالفعل، وليس كما يوحي الفيلم، لفرط قسوة أبيه وشخصيته الفظة ، ومعاملته غير الإنسانية لزوجته -أم محمد شكري- ، التي كانت تلعب دور الأم والأب في مواجهة قسوة الواقع، وعلى الرغم من هذا لم يعترف لها الأب بالجميل، وأمعن في التنكيل بها، وبولديه محمد وعبد القادر، إلى ان انتهى به الأمر إلى قتل «عبد القادر» . .
مات الطفل المسكين ومن لحظتها لم يغفر محمد شكري فعلة أبيه الشنعاء. واقعة كهذه، جعلت شكري يكتب «الخبز الحافي»، ودفعت بن حاج للتشبث بإخراج الفيلم وإن لم يستطع لظروف كثيرة تتعلق بالإيجاز السينمائي والتكثيف، اللذين تتطلبهما عملية الخلق السينمائي، وأن يظل مخلصا لكل وقائع الرواية والسيرة الذاتية لكاتبها ، فاستغنى عن بعضها، وأسقط البعض الآخر، لكنه لم يبتعد كثيرا عن روح الرواية . اختار المخرج رشيد بن حاج، الممثل المغربي المهاجر سعيد طغماوي، لتجسيد دور «محمد» في فترة شبابه، واستثمر بذكاء إطلالة أخيرة لشكري نفسه، قبل رحيله عام 2003، ظهر فيها عند مقبرة شقيقه عبد القادر، ونجح في إضافتها للفيلم، كآخر مشاهده، ثم تنزل العناوين ليحقق بهذا مكسبا مزدوجا للفيلم، حيث أضاف بعدا معنويا مهما ، كما أضفى مصداقية غير محدودة على أحداث الفيلم الذي تحول إلى ما يشبه الوثيقة
للإشارة فقد سبق وان اخرج رشيد بن حاج فيلما عنوانه"الخبز الحافي" اقتبس قصته عن رواية تحمل نفس العنوان تروي قصتها السيرة الذاتية للروائي المغربي محمد شكري، رغم أن النقاد اعتبروا أن تحويل رواية "الخبز الحافي"، للكاتب المغربي محمد شكري، إلى فيلم سينمائي مجازفة وتحد إذ اعتبر العديد أن العمل الروائي ينتمي إلى ما يسمى بالأدب الفضائحي الكاشف و"الناخر كسوس في لب الحياة الحقيقة التي عاشها الكاتب، بكل قسوتها التي تبدأ بمساس الروحي والعقدي ولا تنتهي بالمادي والجنسي " كتبها محمد شكري كجزء أول من سيرة حياته الذاتية في 1972 ولم تنشر الا في 1982، وتلتها رواية "زمن الأخطاء" كجزء ثان ثم "وجوه" جزءا ثالث. وكان محمد شكري قد صرح أن فكرة كتابة سيرته الذاتية كانت بدافع من صديقه الكاتب الأمريكي بول بولز المقيم في طنجة وقد باعه إياها مشافهة قبل أن يشرع فعلا في تدوينها ، وبعدما نشرها أثار هذا الجزء "الخبز الحافي" ضجة ومنع في معظم الدول العربية إذ اعتبره منتقدوه جريئا بشكل لا يوافق تقاليد المجتمعات العربية لهذه الأسباب اعتبر المخرج الجزائري رشيد بن حاج مخرجا مجازفا وجريئا ولأسباب أخرى تمكن في إثارة لا يمكن تجاهلها، يتمثل في حياة هذا الأديب المغربي الذي تعلم القراءة والكتابة في العشرين من عمره، وإنه كاد يقدم على قتل أبيه بالفعل، وليس كما يوحي الفيلم، لفرط قسوة أبيه وشخصيته الفظة ، ومعاملته غير الإنسانية لزوجته -أم محمد شكري- ، التي كانت تلعب دور الأم والأب في مواجهة قسوة الواقع، وعلى الرغم من هذا لم يعترف لها الأب بالجميل، وأمعن في التنكيل بها، وبولديه محمد وعبد القادر، إلى ان انتهى به الأمر إلى قتل «عبد القادر» . .
مات الطفل المسكين ومن لحظتها لم يغفر محمد شكري فعلة أبيه الشنعاء. واقعة كهذه، جعلت شكري يكتب «الخبز الحافي»، ودفعت بن حاج للتشبث بإخراج الفيلم وإن لم يستطع لظروف كثيرة تتعلق بالإيجاز السينمائي والتكثيف، اللذين تتطلبهما عملية الخلق السينمائي، وأن يظل مخلصا لكل وقائع الرواية والسيرة الذاتية لكاتبها ، فاستغنى عن بعضها، وأسقط البعض الآخر، لكنه لم يبتعد كثيرا عن روح الرواية . اختار المخرج رشيد بن حاج، الممثل المغربي المهاجر سعيد طغماوي، لتجسيد دور «محمد» في فترة شبابه، واستثمر بذكاء إطلالة أخيرة لشكري نفسه، قبل رحيله عام 2003، ظهر فيها عند مقبرة شقيقه عبد القادر، ونجح في إضافتها للفيلم، كآخر مشاهده، ثم تنزل العناوين ليحقق بهذا مكسبا مزدوجا للفيلم، حيث أضاف بعدا معنويا مهما ، كما أضفى مصداقية غير محدودة على أحداث الفيلم الذي تحول إلى ما يشبه الوثيقة


الصفحات
سياسة








