ابن عاشور مدير الاليكسو
وقد صاحب الدعوة لعقد القمة الثقافية لغط كثير في ما يتصل بمصادر إنطلاق الفكرة، ممّا جعل جهات كثيرة تتتبناها على طريقة تبني العشاق في زمن ليلى، والذي عبّر عنه الشاعر العربي في قوله "وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك".
* حتى لا تكون للثقافة العربية قمّتها المقلوبة...
وللحديث عن الأطراف التي تشترك في تبني الفكرة لابد من عودة تاريخية بسيطة إلى بعض الوقائع الإعلامية المتصلة بالثقافة، ولكن نؤسس ذلك على مبدأ أن مثل هذه الفكرة كامنة في رأس جميع المثقفين حين ينظرون إلى أنفسهم بصفتهم فئة واحدة متجانسة ومتكاتفة مقابل فئة السياسيين العرب الذين يمسكون بزمان الأمور المتصلة باتخاذ القرار السياسي. ولعل ما بين الفئتين من تشابهات كثيرة واختلافات أكثر يمكن أن يجعل نظر المثقف في مرآة السياسي أشبه بالنظر إلى وجهه في مرآة عاكسة.
فمن هنا تصبح فكرة القمة الثقافية هي صورة موازية ولو بشكل مقلوب للقمة السياسية، فكلاهما قمة على الرغم من انقلاب رأس كل منها في اتجاه الرأس الآخر، وذلك النحو الذي تختصره النكتة التي تروى عن حجا حين طلب منه تعريف المأذنة فأجاب بأنها بئر مقلوبة.
قبل عامين طلعت علينا فضائية خليجية إسمها رواسي، يدعو فيها صاحب القناة إلى ضرورة عقد قمة للمثقفين العرب، وخلال اجتماع المكتب الدائم للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد بمدينة سرت الليبية في أكتوبر 2009 ، طرحت فكرة عقد قمة ثقافية تليق بالمثفقين على النحو الذي يفعله السياسيون في قممهم، كما تم الإتفاق على أن ترفع المذكرة إلى الأمين للجامعة تحمل الفكرة لكي يرفعها بدوره إلى الزعماء العرب في قمرة سرت.
وقد تولى رئيس إتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي، القيام بجميع الخطوات وطلب من الإتحادات الأعضاء العرب الإستعداد للمؤتمر والتفكير ما يمكن رفعه من توصيات وذلك خلال اجتماع سعقد في القاهرة للمكتب الدائم للأدباء العرب مطلع شهر جوان يونيو القادم .
وفي الوقت نفسه تقدم المدير العام للألكسو بالشكر والتقدير لمؤسسة الفكر العربي وأثنى على مؤسسها الأمير خالد الفيصل كونه صاحب فكرة عقد قمة ثقافية عربية ، أيضا تم تعيين أحد أعضاء المؤسسة عضوا في اللجنة التحضيرية.
وإذا كان من الضروري اليوم الإهتمام أكثر من ذي قبل بالثقافة، ووضع سبل كفيلة لصيانة ثقافتنا ونشر آدابنا والمضي قدما من أجل تعزيز العناية بالتراث العربي الاسلامي، القادر دوما على إثراء الثقافة وإغناء الفكر العربي وتطوير الإبداعات العربية والإنتاجات الفنية بكل أنواعها، فلأن السياسيين العرب بدأوا ينظرون إلى الثقافة من زاوية مختلفة من شأنها أن تضيق المسافة التقليدية بين الضفتين الثقافية والسياسية.
وهذا ما جعل سياسيين عرب ينتمون إلى العائلات الحاكمة في بلدانهم يفكرون في إنشاء مؤسسات للفكر العربي والثقافة والتراث مثل التي أسسها الأمير خالد الفيصل وذلك لرأب الصدع بين الثقافة والسياسة.
وهذا إعتراف من السياسيين العرب بأهمية الثقافة في المرحلة الراهنة لا للمجتمع العربي وتطوره فحسب، بل للسياسيين الذين يحكمون هذا المجتمع العربي، فلا تطور للسياسة إلا بالتطور الثقافي، ولا رؤيا سياسية صحيحة إلا بالأخذ في الحسبان الرؤيا الثقافية التي يؤسسها المثقفون بجميع إبداعاتهم، وإلا صار مآل الأمة العربية إلى ما آلت إليه قبيلة زرقاء اليمامة حين كذبوها في ما رأته عن أعدائها المتخندقين وراء الشجر الذي يمشي .
إن الذي يقرّب المسافة اليوم بين السياسيين العرب والمثقفين العرب، وهو ما يجعل فكرة عقد القمة الثقافية شاخصة لكلا الطرفين كما يجعل كلا منهما مندفعا من جانبه لتنفيذها، أي لملاقاة الآخر في نقطة تقاطع واحدة هي (القمة) هو ما تمليه المرحلة من التشبث بما يسمى إقتصاد المعرفة، الذي يحول الإقتصاد من عملية استثمار في القطاعات الإقتصادية التقليدية إلى عملية إستثمار في البشر، أي أن يكون الإنسان هو رأس المال الحقيقي لأي رأس مال يعود على الأمة بالخير والرفاه .
وإذا كان السياسيون العرب لم يبنوا رؤيتهم السياسية على فهم الإنسان العربي، فاستعانتهم اليوم بالمثقف العربي والإهتمام بعقد قمة تجمع المثقفين العرب يعتبر الخطوة الأولى الصحيحة للإرتباط بالإنسان العربي، لا من خلال النظام السياسي فحسب، بل من خلال دعامتي السياسة والثقافة أو السياسة المدعومة بالثقافة، التي تستطيع الأنظمة العربية أن تتقرب من خلالها تقربا حقيقيا من الواقع العربي عبر إنسانه وتطويره والإستثمار فيه.
ولاشك أن دخول العامل الإقتصادي على العلاقة المزدوجة والمتكافئة بين مزدوجة السياسة والثقافة، يجعل القمة الثقافية تقوم على دعامتين أساسيتين هما سلطة السياسة وسلطة الإقتصاد، وبذلك تأخذ الثقافة مكانها الحقيقي لتصبح سلطة حقيقية على مستوى الواقع في مثلث السلطات السياسة الاقتصادية والثقافية.
وبغير هذا المثلث لا يمكن أن تنهض لأيه أمة كانت حالة حضارية أو إجتماعية لتأخذ مكانها بين الأمم المعاصرة ..
* حتى لا تكون للثقافة العربية قمّتها المقلوبة...
وللحديث عن الأطراف التي تشترك في تبني الفكرة لابد من عودة تاريخية بسيطة إلى بعض الوقائع الإعلامية المتصلة بالثقافة، ولكن نؤسس ذلك على مبدأ أن مثل هذه الفكرة كامنة في رأس جميع المثقفين حين ينظرون إلى أنفسهم بصفتهم فئة واحدة متجانسة ومتكاتفة مقابل فئة السياسيين العرب الذين يمسكون بزمان الأمور المتصلة باتخاذ القرار السياسي. ولعل ما بين الفئتين من تشابهات كثيرة واختلافات أكثر يمكن أن يجعل نظر المثقف في مرآة السياسي أشبه بالنظر إلى وجهه في مرآة عاكسة.
فمن هنا تصبح فكرة القمة الثقافية هي صورة موازية ولو بشكل مقلوب للقمة السياسية، فكلاهما قمة على الرغم من انقلاب رأس كل منها في اتجاه الرأس الآخر، وذلك النحو الذي تختصره النكتة التي تروى عن حجا حين طلب منه تعريف المأذنة فأجاب بأنها بئر مقلوبة.
قبل عامين طلعت علينا فضائية خليجية إسمها رواسي، يدعو فيها صاحب القناة إلى ضرورة عقد قمة للمثقفين العرب، وخلال اجتماع المكتب الدائم للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقد بمدينة سرت الليبية في أكتوبر 2009 ، طرحت فكرة عقد قمة ثقافية تليق بالمثفقين على النحو الذي يفعله السياسيون في قممهم، كما تم الإتفاق على أن ترفع المذكرة إلى الأمين للجامعة تحمل الفكرة لكي يرفعها بدوره إلى الزعماء العرب في قمرة سرت.
وقد تولى رئيس إتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي، القيام بجميع الخطوات وطلب من الإتحادات الأعضاء العرب الإستعداد للمؤتمر والتفكير ما يمكن رفعه من توصيات وذلك خلال اجتماع سعقد في القاهرة للمكتب الدائم للأدباء العرب مطلع شهر جوان يونيو القادم .
وفي الوقت نفسه تقدم المدير العام للألكسو بالشكر والتقدير لمؤسسة الفكر العربي وأثنى على مؤسسها الأمير خالد الفيصل كونه صاحب فكرة عقد قمة ثقافية عربية ، أيضا تم تعيين أحد أعضاء المؤسسة عضوا في اللجنة التحضيرية.
وإذا كان من الضروري اليوم الإهتمام أكثر من ذي قبل بالثقافة، ووضع سبل كفيلة لصيانة ثقافتنا ونشر آدابنا والمضي قدما من أجل تعزيز العناية بالتراث العربي الاسلامي، القادر دوما على إثراء الثقافة وإغناء الفكر العربي وتطوير الإبداعات العربية والإنتاجات الفنية بكل أنواعها، فلأن السياسيين العرب بدأوا ينظرون إلى الثقافة من زاوية مختلفة من شأنها أن تضيق المسافة التقليدية بين الضفتين الثقافية والسياسية.
وهذا ما جعل سياسيين عرب ينتمون إلى العائلات الحاكمة في بلدانهم يفكرون في إنشاء مؤسسات للفكر العربي والثقافة والتراث مثل التي أسسها الأمير خالد الفيصل وذلك لرأب الصدع بين الثقافة والسياسة.
وهذا إعتراف من السياسيين العرب بأهمية الثقافة في المرحلة الراهنة لا للمجتمع العربي وتطوره فحسب، بل للسياسيين الذين يحكمون هذا المجتمع العربي، فلا تطور للسياسة إلا بالتطور الثقافي، ولا رؤيا سياسية صحيحة إلا بالأخذ في الحسبان الرؤيا الثقافية التي يؤسسها المثقفون بجميع إبداعاتهم، وإلا صار مآل الأمة العربية إلى ما آلت إليه قبيلة زرقاء اليمامة حين كذبوها في ما رأته عن أعدائها المتخندقين وراء الشجر الذي يمشي .
إن الذي يقرّب المسافة اليوم بين السياسيين العرب والمثقفين العرب، وهو ما يجعل فكرة عقد القمة الثقافية شاخصة لكلا الطرفين كما يجعل كلا منهما مندفعا من جانبه لتنفيذها، أي لملاقاة الآخر في نقطة تقاطع واحدة هي (القمة) هو ما تمليه المرحلة من التشبث بما يسمى إقتصاد المعرفة، الذي يحول الإقتصاد من عملية استثمار في القطاعات الإقتصادية التقليدية إلى عملية إستثمار في البشر، أي أن يكون الإنسان هو رأس المال الحقيقي لأي رأس مال يعود على الأمة بالخير والرفاه .
وإذا كان السياسيون العرب لم يبنوا رؤيتهم السياسية على فهم الإنسان العربي، فاستعانتهم اليوم بالمثقف العربي والإهتمام بعقد قمة تجمع المثقفين العرب يعتبر الخطوة الأولى الصحيحة للإرتباط بالإنسان العربي، لا من خلال النظام السياسي فحسب، بل من خلال دعامتي السياسة والثقافة أو السياسة المدعومة بالثقافة، التي تستطيع الأنظمة العربية أن تتقرب من خلالها تقربا حقيقيا من الواقع العربي عبر إنسانه وتطويره والإستثمار فيه.
ولاشك أن دخول العامل الإقتصادي على العلاقة المزدوجة والمتكافئة بين مزدوجة السياسة والثقافة، يجعل القمة الثقافية تقوم على دعامتين أساسيتين هما سلطة السياسة وسلطة الإقتصاد، وبذلك تأخذ الثقافة مكانها الحقيقي لتصبح سلطة حقيقية على مستوى الواقع في مثلث السلطات السياسة الاقتصادية والثقافية.
وبغير هذا المثلث لا يمكن أن تنهض لأيه أمة كانت حالة حضارية أو إجتماعية لتأخذ مكانها بين الأمم المعاصرة ..


الصفحات
سياسة








