تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


مدرس ظفار آخر رواياته لكن الكاتب البحريني - السعودي خالد البسام لا يختبئ وراء الروايات




القاهرة - خالد البسام كاتب يبدو انه تأخر عن الرواية مع انه بدأ مبكرا مع التاريخ بأكثر من 14 كتابا في التاريخ، ومع ذلك إلا انه لا يزال يكتب في الصحافة والتاريخ والرواية أيضا بنهم كبير.
البسام الذي وصفه الراحل غازي القصيبي بأنه "الشاب الطموح السعودي البحريني" واشتهر بكتاباته التاريخية لمنطقة الخليج. فهذا حوار صغير معه:


الكاتب خالد البيسام
الكاتب خالد البيسام
* من التاريخ إلى الرواية.. كيف تفسر انتقالك هذا ؟

_الرواية ليست غريبة عن التاريخ، فكلاهما يرويان الحكايات والقصص والأحداث ولكن بأسلوب مختلف. وفي كل كتاباتي بالتاريخ كنت اكتبه بشكل حكاية وليس بأسلوب أكاديمي جاف وممل لا يبدأ القارئ قراءة الصفحة الأولي حتى يركنه إلى الرفوف.

غير اننى لن اترك التاريخ ولن ابتعد عنه، فقد قضيت معه أكثر من ثلاثين عاما باحثا وكاتبا ومنقبا عبر أكثر من عشرين كتابا، ولا أظن أن هذا سوف يتوقف بكل هذا البساطة.

* في روايتك الأولي " لا يوجد مصور في عنيزة" يشعر القارئ انه أمام واقع وليس خيال، كأنك تروي حدثا ما مر بك؟

_ في رواية " لا يوجد مصور في عنيزة" كان الواقع اكبر من الخيال، بل من أن يستوعبه الخيال نفسه. فكان اغلب القراء الذين التقيتهم يؤكدون إن الرواية هي قصة واقعية، وهى بصراحة تقارب الحقيقية كحكاية وتاريخ وشخصيات وأحداث.

* لماذا نشاهد في كل كتبك التاريخية صورا فوتوغرافية تدل على الحكايات.. هل أنت مغرم بالصور أكثر من الحكايات ؟!

_ الصور الفوتوغرافية القديمة هامة جدا بالنسبة لكاتب مثلي يتناول حكايات التاريخ في بداية القرن العشرين. فكيف اقنع قارئا بأن هناك ناديا أدبيا في البحرين تأسس في بداية الثلاثينات مثلا وليس به صورة للنادي ولمؤسسيه.

الصور تشوق القارئ لقراءة الحكاية ولا تطرده منها. أنها صديقة النص ونصريته. هناك كلام وصورة، الحكاية مقنعة جدا وموثقة، والصورة القديمة بالأسود والأبيض تقول الحقيقة، تقول إن ما يقوله الكاتب صحيح مئة بالمئة. بصراحة لا يمكنني الاستغناء عن الصور القديمة في كل كتبي لأنها تعطيني وتعطي القراء ما يريدون من ثقة وطمأنينة وتشويق وربما إثارة أيضا.

* يشعر القارئ بأن روايتك عن مدينة عنيزة وكأنها رواية حنين أو رواية طفولة لك ؟

_ كان الحنين هو ما سيطر علي وأنا عائد من مدينتي القديمة " عنيزة" في نجد بالسعودية التي ولدت بها، كان الحنين جارفا والشوق عظيم وذكريات الطفولة كثيرة، ولم اصدق اننى أتذكر كل هذه الأشياء إلا عندما بدأت في كتابة الرواية. اعتقد إن الحنين والذكريات هما جزءان أساسيان من الرواية ولكنهما طبعا ليسا كل شئ. لقد كتبت الكثير عن المدينة وزيارتي لها لكن قلبي وروحي لم يكتفيا بذلك بل طالباني بالمزيد، والمزيد هو الرواية.

* في أكثر كتبك التاريخية نلاحظ انك تنتقد الوقائع نفسها وأحيانا تشكك في الأحداث.. هل يمكن تفسير ذلك؟


_ أنا لا انتقد أحدا، لكنني أحاول دائما أن انتقد نفسي وعملي. فأكثر كتب التاريخ العربي ينقصها لا التوثيق ولا الوثائق ولا المراجع ولا التحليل، ولكن أشياء بسيطة مثل التشويق والسرد بطريقة عصرية والاهم من كل ذلك أن يجعلوا القارئ يعشق التاريخ. كما أن اخطر مهمة في رأيي هي كيف يختار المؤرخ موضوعه ودراسته، فالمشكلة عندنا إن الجميع يختارون المادة السهلة التي يجدون عنها مئات المراجع عنها، ولا يتعبون أنفسهم في الكتابة أو البحث في مناطق تاريخية لم يتطرق إليها احد من قبل. هذا هو المطلوب الآن في رأيي هو الكتابة بشكل مختلف سواء في بحث الموضوعات الجديدة واستخدام أساليب كتابة جديدة وغيرها.

* باختصار.. ماذا استفدت من التاريخ بعد كل هذه الكتب؟

_ التاريخ يفيد في كل شئ. عندما تكتب في الصحافة فهو يفيدك وعندما تكتب في الأدب فهو يزيدك ثقافة. التاريخ جميل لأنه يعلمنا كيف نقرأ من بعيد، ونعيش كأننا حاضرون في نفس الوقت.

* في بعض كتبك التاريخية هناك اهتمام واضح بوثائق التبشير الأمريكي التي جاءت إلى الخليج في نهاية القرن التاسع عشر؟


_ وثائق الإرساليات الأمريكية في الخليج هم من أعظم الوثائق في رأيي التي كتب عن مدن وقري الخليج والتي تجول أعضاءها فيها منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى بداية الستينات من القرن العشرين. أنها تقارير مهمة جدا كانت تصف الحياة والناس والعادات ووسائل المواصلات وتحكي عن الأمراض وتتحدث طبعا عن التبشير الفاشل وغيرها. إنها كنوز يجب أن يتم ترجمتها بالكامل من قبل مركز متخصص أو مراكز متعددة، وهذا الترجمة سوف تخرج منها عشرات الكتب الجميلة وبالصور النادرة أيضا.

* لديك كتاب هام عن البحرين والقضية الفلسطينية كشفت فيه عن وثائق هامة ونادرة عن اهتمام البحرينين المبكر بالقضايا العربية !

_ في كتاب " كلنا فداك.. البحرين والقضية الفلسطينية " هناك بحث طويل وموثق اشتغلت على تجميع وثائقه من البحرين والأردن وبريطانيا وقبرص على مدار أكثر من خمسة عشر عاما. في هذا الكتاب حاولت شرح ما قدمه البحرينيون من مساندة ودعم مادي ومعنوي ومحبة للشعب الفلسطيني منذ عام 1917 حتى عام 1948 م، أما السبب في تركيزي على هذه الفترة فهو إن غالبية الفلسطينيين والعرب يعرفون أن البحرين والخليج لم يساندوا فلسطين إلا بعد نكبة 1948 م وهذا غير صحيح إطلاقا، بل وأثبته بالوثائق والمنشورات وصور المظاهرات و صفحات الجرائد المختلفة والتبرعات التي بدأت منذ عام 1917م.

* تكتب التاريخ وكأنك نصير الناس وصديق بطولاتهم ومناصر ثوراتهم وشجاعتهم.. حدثنا عن ذلك؟

_ إذا لم تكتب عن تاريخ الناس فماذا يمكن أن تكتب في التاريخ؟ التاريخ الذي كتبه المنتصرون والسلاطين والمستعمرين وغيرهم هو تاريخ كتب بالمزاج وأحيانا بالضغط والإكراه، ولكنه ليس مصدري ولا هو المصدر الذي اعتمد عليه. فالتاريخ يصنعه البشر بمعاناتهم وحروبهم وبؤسهم أو كما يقول المثل الفرنسي الشهير " الشعوب السعيدة ليس لها تاريخ"، والخليج في بداية هذا القرن وحتى منتصفه على الأقل لم تكن من الشعوب السعيدة على الإطلاق.

* لعل أكثر كتبك شهرة هو كتاب " نسوان زمان".. فقد نال الكثير من المدح والشهرة والاحتفاء ؟

_ "نسوان زمان" هو احتفاء بكل النساء الشجعان والبطلات والرائدات اللواتي تحدين مجتمعاتهن وحكوماتهن ومارسن كل المهن التي كن يوددن الاشتراك بها منذ بداية القرن العشرين. ففي هذا الكتاب هناك نماذج من المرأة الثائرة والزعيمة السياسية والفدائية والكاتبة والقائدة النسائية والممثلة والمطربة وعارضة الأزياء وملكة الجمال والتاجرة وغيرهن.

* روايتك الأخيرة وهى الثانية " مدرس ظفار" بدت وكأنها انت نفسك الذي خضت التجربة وحملت السلاح.. هل هذا صحيح؟ ولماذا اختبئت وراء الرواية ؟
* لا لم اختبئ وراء الرواية ولم ادعي البطولة.. هي تجربة حقيقية. لكن المشكلة ليست هي أنا أكون بطلها أو لا أكون.

كانت التجربة جميلة بكل المقاييس وقاسية بكل المقاييس أيضا. أنها عمل أدبي ولكنها قصة حقيقية. فهل يهم القارئ أن أكون البطل أو أكون الكومبارس فيه؟

الحمد لله الرواية نجحت بشكل كبير. وانوي طباعة الطبعة الثانية منها في القاهرة قريب

القاهرة - الهدهد
الاربعاء 10 نوفمبر 2010