تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


مذكرات القرارات الحاسمة .....جورج بوش رفض قصف موقع سوري بطلب من أولمرت




واشنطن - باتريك باير - قاوم الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ضغوط اسرائيل التي طلبت منه قصف موقع نووي مفترض في سوريا في 2007، كما روى في مذكراته التي صدرت الثلاثاء في الولايات المتحدة.
وفي كتابه "قرارات حاسمة" الذي تصدر ترجمته الفرنسية الاربعاء، كشف بوش ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود اولمرت طلب منه مطلع 2007 تدمير موقع الكبر في دير الزور شمال شرق سوريا الذي كان يشتبه في انه يضم مفاعلا نوويا سريا.
وكتب بوش ان اولمرت قال له عبر الهاتف "جورج، اطلب منك قصف هذاالموقع".
واجابه الرئيس الاميركي "اشكر لك طرح المسألة. دعني استشير اجهزة الاستخبارات ثم اعطيك ردي".


 مذكرات القرارات الحاسمة .....جورج بوش رفض قصف موقع سوري بطلب من أولمرت
وروى بوش انه ناقش آنذاك مع جنرالاته خيارات ممكنة: شن غارة جوية "يمكن ان يدمر الهدف، لا مشكلة. لكن قصف دولة تتمتع بالسيادة من دون تحذير او مبرر علني يمكن ان يؤدي الى ازمة خطيرة".

واستبعدت الادارة الاميركية ايضا ارسال فريق من العملاء السريين المدججين بالمتفجرات الى الاراضي السورية، لان العملية اعتبرت "بالغة الخطورة". وقررت واشنطن عندئذ ان تكشف علنا عن هواجسها حيال الانشطة السورية وتزيد الضغوط الدبلوماسية على دمشق، المرفقة بالتهديد بشن عملية عسكرية.

واوضح بوش ان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) مايكل هايدن قال له انه يشكك في وجود برنامج نووي عسكري سوري، مما اثار نقاشا متوترا مع اولمرت.

وقال بوش لرئيس الحكومة الاسرائيلية "لا اريد ان ابرر هجوما على بلد يتمتع بالسيادة اذا لم تؤكد اجهزة الاستخبارات الاميركية انه يضم برنامجا عسكريا".

ورد اولمرت "حتى اكون صادقا وصريحا معك، سأقول لك ان استراتيجيتك تسبب لي الارباك الشديد". ثم دمرت اسرائيل بنفسها المنشأة السورية خلال غارة في السادس من ايلول/سبتمبر 2007.
واكد الرئيس الاميركي السابق ان اولمرت "لم يطلب موافقة ولم اعط هذه الموافقة".

وبعد سنة على العملية الاسرائيلية، فتحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقا حول موقع دير الزور حيث تشتبه الولايات المتحدة بأن سوريا ارادت بناء مفاعل بمساعدة من كوريا الشمالية.

وتؤكد الوكالة الدولية ان الموقع قدم بعض خصائص مركز نووي. ووجد مفتشون من الوكالة "اثارا مهمة" ليورانيوم مصنوع في الموقع نفسه ولم تفسر دمشق هذا الواقع.

واعلنت الوكالة الدولية في بداية ايلول/سبتمبر انها لم تتمكن من تحقيق اي تقدم في التحقيق منذ حزيران/يونيو 2008 لان دمشق ترفض التعاون.
لكن دمشق اكدت انها ردت على اسئلة وكالة الامم المتحدة.

وفي اواخر ايلول/سبتمبر قال السفير السوري لدى الوكالة الدولية بسام صباغ في الجمعية العامة في فيينا ان "سوريا قدمت معلومات الى الوكالة واعطت الاجوبة الضرورية على كل اسئلتها وهذا يكفي للتحقق من طبيعة الموقع".

ومع هذا الكتاب يعود الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي توارى عن الانظار منذ انتهاء ولايته الرئاسية قبل عامين تقريبا، الى الاضواء الثلاثاء مع نشر مذكراته التي يدافع فيها عن "الحرب على الارهاب" وغزو العراق.
ويصدر كتاب "لحظات حاسمة" بعد اسبوع على الانتخابات التشريعية الاميركية التي جرت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي والتي تمكن فيها الجمهوريون من استعادة الغالبية في مجلس النواب الاميركي بعد سنوات حكم بوش الثماني العاصفة في غالب الاحيان.
وسيحفل جدول اعمال بوش، الذي تفادى اي مقابلات منذ تسليمه مفاتيح البيت الابيض الى باراك اوباما في كانون الثاني/يناير 2009، بالمواعيد والمقابلات مع وسائل الاعلام للترويج لكتابه الذي طبعت منه 1,5 ملايين نسخة.

وكتب بوش في 500 صفحة عن اخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على اسلحة دمار شامل بعد ان كانت تقارير استخباراتية اكدت ان الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها.

وقال بوش في مقتطف من الكتاب نشره تلفزيون "ان بي سي" خلال مقابلة مع الرئيس السابق "كنت اكثر من اصيب بالصدمة والغضب عندما لم نعثر على الاسلحة. انتابني شعور مقزز كلما فكرت بالامر. ولا ازال".

ولدى سؤاله من قبل "ان بي سي" عما اذا كان يعتزم الاعتذار عن اخطائه، اجاب الرئيس السابق بالنفي.
وقال بوش في المقابلة "الاعتذار معناه ان القرار كان خاطئا".

ومن المقرر ان يجري بوش سلسلة من المقابلات منها مع اوبرا وينفري ومقدم البرامج الاذاعية المحافظ راش ليمبو.
واضاف بوش "لا اعتقد ان القرار كان خاطئا. اعتقدت ان المقاربة الافضل هي معرفة السبب وموضع الخطأ وكيفية معالجته".

واصر على ان "العالم افضل من دون صدام حسين في السلطة لان ذلك معناه ان 25 مليون شخص يعيشون في حرية".

واقر بوش في مقتطف من الكتاب نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بأنه اعطى عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) موافقته الشخصية على ان يعرضوا خالد شيخ محمد الذي خطط لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، لعملية ايهام بالغرق.

واوضح انه كان يعتقد ان المشتبه به يملك معلومات حيوية حول اعتداءات قيد الاعداد وانه سيتخذ القرار نفسه اذا كان معناه انقاذ حياة اشخاص.

كما كشف انه فكر في الانفصال عن نائبه ديك تشيني الذي عرض عليه ان لا يترشح معه لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004 واعيد فيها انتخابه.

وقال بوش في مقتطف نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" "لقد فكرت فعلا في قبول العرض". وكان تشيني بات "نقطة سوداء يركز عليها الاعلام واليسار اذ كان ينظر اليه على انه كائن بلا قلب يعمل في الظل داخل الادارة".
الا ان بوش قرر في النهاية انه بحاجة الى تشيني "لاتمام العمل".

ويشمل كتاب "لحظات حاسمة" 14 قرارا منفصلا اتخذها بوش خلال ولايته الرئاسية مع تحليل لكيفية توصله اليها، وذلك في محاولة منه لالقاء الضوء على ادارته الرئاسية.

ويبدأ الكتاب مع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن والتي غيرت السياسات الخارجية والعسكرية لبوش بشكل جذري، وينتهي بالانهيار الاقتصادي في ايامه الاخيرة في البيت الابيض.

وسيعود عهد بوش الى الاضواء مجددا اذ سيصدر وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد مذكراته في كانون الثاني/يناير المقبل على ان يصدر نائب الرئيس السابق ديك تشيني مذكراته بعده باشهر.

واقر بوش ان رده لم يكن بحجم ازمة اعصار كاترينا وهو ما ينظر اليه بعض النقاد على انه اسوأ مرحلة في عهده الرئاسي.

واشار الى ان تحليقه فوق نيو اورلينز بطائرة اثر حصول اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر كان "خطأ فادحا" مقرا بانه كان يجب ان يتوجه الى لويزيانا ليقول للمسؤولين وضحايا الكارثة "انا مصغ لكم".

وقال ان الصور التي انطبعت في ذهن الشعب والتي تظهر الرئيس يطل من نافذة الطائرة الرئاسية خلال عودته الى واشنطن جعلته يبدو وكأنه "غير مهتم".

وقال بوش في كتابه "المشكلة لم تكن في الحقيقة بل في كيفية رؤية هذه الحقيقة". واضاف "لقد انفطر قلبي لرؤية اناس عالقين على اسطح منازلهم بانتظار المساعدة".

ويتناول الكتاب جوانب اخرى اكثر حميمية في شخصية بوش فهو يصف معركته مع الكحول في شبابه والتي انتصر فيها عندما بلغ الاربعين.

باتريك باير
الاربعاء 10 نوفمبر 2010