وقد اصدرت منظمة روبرت مالي في اطار اعادة تأهيل الاسد تقريرا فاضحا في الاونة الاخيرة تظن ان صياغته تمت في احد فروع حزب البعث السوري لانه يتماهى حتى الكربونية مع سياسات وتوجهات نظام بشار الكيماوي .
ونحن هنا امام اسلوب واحد في تسويق شخصيتين تقوم به مجموعة الازمات ،وغيرها من المنظمات ذات الصلة بالعالم السري ٫ فهم كمرحلة عاجلة يسوقون بشار الكيماوي كمحارب ضد الارهاب تنسجم سياساته مع توجهات المجتمع الدولي ٫ ويسوقون ابا محمد الجولاني كمتطرف
و.يستخدم روبرت مالي مستشار اوباما السابق ٫ ورئيس "مجموعة الازمات الدولية" الاسلوب نفسه الذي استخدمه لتلميع الاسد الابن دوليا في محاولة ثانية لتلميع ابو محمد الجولاني.
والحقيقية ان تلميع الجولاني واعادة رسم صورته كمتطرف اعتدل ٫ وصار قابلا للتطويع تبدو أسهل من تلميع بشار الكيماوي ٫ فالجولاني على الاقل في المقابلة التي اجرتها معه دارين خليفة مسؤلة القسم السوري في منظمة روبرت مالي ونشرها موقع المجموعة باسلوب ليس فيه سين وجيم يعترف بببعض اخطائه .
وهذه مسألة يحبها الغرب بمسحته المسيحية كثيرا ٫ فالغفران لابد ان يأتي بعد اعتراف
بينما بشار الكيماوي يرفض الاعتراف حتى الآن بأي خطأ ٫ فالعالم كله لا يفهم ومخطئ ٫ وهو حسب خطابه السياسي المكرر ربان السفينة الشجاع ٫ الوحيد الذي لم يرتكب اي خطأ .
الجولاني يقول بصراحة في المقابلة نعم بايعت القاعدة لكن يجب ان تعرفوا في اي ظرف فللانفصال عن داعش لم يكن هناك خيارات كثيرة امامي ٫وربما كان ذلك هو الطريق الوحيد للتخلص ممن داعش ومع البيعة للقاعدة اوضح لهم انه يعمل داخل سوريا فقط ولا يريد اي توريط في عمليات خارجية .
هنا ايضا يبدو الجولاني اذكى من بشار او ان "مجموعة الازمات الدولية" صاغت الامر بهذه الطريقة لمعرفة روبرت مالي "مسوق الخصمين المتخاصمين نظريا " ان الغرب يحب ان يسمع هذه الجملة ٫ فللجولاني وغيره ان يقتلوا من شاؤا ٫ ويدمروا في اي مكان شريطة الا يقتربوا من الغرب ٫ ولا ينفذوا عمليات ضده .
ويعترف الجولاني ايضا انه حارب فصائل كثيرة وقضى عليها ولا يذكر احرار الشام ولا الزنكي بالاسم لكن لسان حاله يقول انها ظروف حرب ٫ وانتم تعلمون انه في مثل هذه الظروف ان لم يسرع المرء للتصرف قبل خصومه يصبح هو الضحية .
وفي محاولة للتعامل مع قضية المقاتلين الاجانب يقسمهم الئ فئتين التركستان وهؤلاء من الاويغوروستعتقلهم الصين ان عادوا وهذا تلميح الى انه يمكنهم البقاء في ادلب لانهم وعدوا الا يقوموا بعمليات خارج سوريا.
وبعد التركستان يأتي حراس الدين وهؤلاء الفرع الجديد للقاعدة ٫ والتركيز عليهم وعلى التركستان ايحاء من بعيد بان الغرب سيحتاجه مستقبلا للجم الغلاة والمتطرفين في المنطقة التي يسيطر عليها ٫وهذه ايضا نغمة اصبحت مقبولة غربيا بعد حوارات الولايات المتحدة مع طالبان .
ويؤكد الجولاني لمحاوريه انه لا يتحكم بالكامل في قرارات حكومة الانقاذ الا في ما يتعلق بالسياسة الامنية ٫ أما ما عدا ذلك فهم أحرار في التصرف وفق القوانين ٫ وهنا يزج المحاورون في السياق " الشريعة والنظام المصرفي الاسلامي" وبهذه الاشارة لوجود قوانين في ما يعتقدون انه يمكن ان يصبح امارة مستقلة تصبح الشخصية المراد تسويقها جاهزة للتعليب ٫وتوجيه اكثر من رسالة واضحة وملغومة عن امكانية التعامل مستقبلا مع هذا النوع من الشخصيات .