تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


مهرجان الثقافة الأمازيغية في هولندا يتيح للمهاجرين الإحتفاء بحرية بجذورهم المغاربية




امستردام - محمد أمزيان - نحن مهاجرون، ولكننا أيضا مواطنون في هذا البلد وجزء من تاريخه. وإلى جانب كل هذا، لدينا جذور مغروزة في موطن الأجداد. هذا مضمون ما يحاول مهرجان للثقافة الأمازيغية التعبير عنه في تظاهرة ثقافية وفنية تمتد من 2 أكتوبر إلى غاية 31 منه، تنظم في مدينة أمرسفورت بمناسبة مرور حوالي ثمانية قرون على تأسيس هذه المدينة.


من الفلوكلور الموسيقي المغربي
من الفلوكلور الموسيقي المغربي
تأسست مدينة أمرسفورت (وسط هولندا) منذ 750 سنة. وبهذه المناسبة، تنظم في المدينة مهرجانات ثقافية تستعيد تاريخ المدينة القديم وتقف عند حاضرها وتستشرف مستقبلها المتنوع ومتعدد الثقافات.

تتضمن الاحتفالات جانبا من ثقافة المهاجرين المغاربة المستقرين في هذه المدينة منذ أربعة عقود. وهم في غالبيتهم من سكان شمال المغرب؛ الأمازيغ. ولكن ما العلاقة بين تاريخ مدينة أمرسفورت والثقافة الأمازيغية؟ طرحنا هذا السؤال على السيد محمد العلاطي، وهو أحد المنظمين للمهرجان: "هذا المهرجان يأتي في سياق احتفاء مدينة أمرسفورت بـ 750 سنة من تاريخها. ونحن نظن أن من بين 750 سنة من تاريخ أمرسفورت، هناك أربعون سنة من تاريخ الهجرة المغربية".

تاريخ الهجرة المغربية نحو هولندا، تاريخ طويل إذا قيس بعمر الإنسان، ولكنه قصير إذا ما قيس بعمر المجتمعات. إلا أن تأثير الهجرة - سواء من المغرب أو تركيا، أو غيرهما من البلدان المتوسطية والبلقانية أو من المستعمرات الهولندية السابقة - في المجتمع الهولندي، تأثير واضح تصادفك ملامحه في كل مناحي الحياة.

فلا يكاد يخلو فريق رياضي على سبيل المثال، من لاعبين أجانب، أو فن من الفنون كالغناء والرقص والتمثيل والتشكيل. كما إن الأجانب، وخاصة الشباب منهم، غالبا ما يتصدرون صفحات الجرائد بسبب ما يقومون به من شغب، وأعمال إجرامية تتفاوت خطورتها من أعمال النشل إلى الاعتداء على المسنين، أو اعتناق أفكار متطرفة قادت بعضهم إلى ارتكاب أعمال إرهابية.

مع ذلك لا يمكن اختزال تاريخ الهجرة في هذه المفردات. ولعل الخوف من الاختزال هو ما دفع بالمنظمين إلى التفكير في تقديم برنامج ثقافي متنوع، يبدأ بإعطاء الكلمة لمغاربة من الجيل الأول للحديث عن مغامراتهم ومعاناتهم الشخصية. قصص الهجرة الأولى جمعتها الباحثة آنماري كوتار، الباحثة في ’المعهد الدولي للتاريخ الاجتماعي‘ في أمستردام. وإعطاء الكلمة كذلك لأحد المدافعين الأوائل عن حقوق المهاجرين، السيد محمد الرباع الذي جسد في وقت من الأوقات صورة ذلك المهاجر الملتزم بقضايا الهجرة، وأصبح لاحقا أول مهاجر يتزعم حزبا سياسيا في هولندا ويصل إلى البرلمان الهولندي.

ترك الجيل الأول بصمات منقوشة على جسد المجتمع الهولندي. لكن ماذا تعني الهجرة لأبناء الجيل الثاني؟ العلاطي: "تعني لي كل شيء. أربعون سنة من التاريخ لا يمكن تهميشها. الهجرة تعني لي شخصيا أن الغربة لا تمنع من أن أكون مواطنا أنتمي لهذا المجتمع، لكن دون أن أنسى جذوري."

هذه الجذور هي التي يحاول الفنان محد أبطوي تجسيدها في لوحاته التشكيلية التي يعرضها طيلة أسابيع المهرجان. ويحاول كذلك محمد العلاطي نفسه، وهو فنان موسيقي شاب، النهل منها في أغانيه التي يمزج فيها الموسيقى الأمازيغية بموسيقى الفلامينكو الإسبانية: "نحن نستمد أغانينا من التراث الشعبي القديم، نستعيد الأغاني التي كانت تغنى في منطقة الريف حينما كان آباؤنا وأجدادنا يهاجرون من أجل لقمة العيش. وبها نعبر نحن عن أسانا وعن فرحنا. نعبر عن وجودنا في المهجر."

مهرجانات المغاربة في هولندا أضحت مشهدا مألوفا في معظم المدن. وكانت أربعون سنة من الهجرة مناسبة لانطلاق سلسلة من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، تستمر طيلة السنة الحالية. فماذا يميز مهرجان أمرسفورت عن بقية المهرجانات؟ يؤكد السيد العلاطي على أن مهرجان أمرسفورت يوفق ما بين السلف والخلف. ففي ميدان الفن "أعطينا المجال للمواهب الجديدة لتعبر عن نفسها، كما استقدمنا فنانين يعدون علامات بارزة في الفن الأمازيغي الريفي."

لا تختلف الهجرة في صورتها العامة، لكن تفاصيلها تختلف. ولعل هذه التفاصيل هي ما يجعل أبناء الجيلين الثاني والثالث يعون أكثر من الجيل الأول معنى الانتماء إلى وطنين؛ وطن حقيقي ووطن متخيل. والمتخيل عادة ما يكون جميلا ومدعاة إلى الافتخار والاستحضار.

محمد أمزيان– إذاعة هولندا العالمية
الثلاثاء 27 أكتوبر 2009