نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


اتبعي قلبك ...وصايا الجدة ينقلها طلعت الشايب الى الحفيدة




سوزانا تومارو كاتبة ايطالية تتقمص صوت المرأة في كل مراحل العمر والانثى في كل الأدوار، تجارب انسانية لا تخص إيطاليا بل العالم لتخلص الى ان هناك علامات تأخذك دوماً الى الطريق المرسوم لك في الحياة بما يشبه الإجبار في رواية اتبعي قلبك التي نقلها طلعت الشايب الى العربية.


 اتبعي قلبك ...وصايا الجدة ينقلها طلعت الشايب الى الحفيدة
رواية في حجم اليد ، سطور مكثفة حول تجربة امرأة تكتب حياتها و هي تلتقط انفاسها الأخيرة ، تحتضرعلى فراش الموت ، تلك المسافة الزمنية التي لا يستطيع المرء الا ان يكون فيها إلا صادقا و أمينا مع نفسه و مع الآخر ،ذاك الصدق الذي يصل القارئ بشفافية من خلال سطور الرواية ، المرأة / الجدة تناجي الحفيدة عبر رسالة مطولة هي الرواية ذاتها، لتفترش المناجاة صفحات الرواية في محاولة من الجدة للتواصل مع حفيده فضلت البعاد عن المرأة العجوز، المشتاقة لرؤية حفيدة نشأت في حضنها بعد رحيل الإبنة / الجيل الوسط والتي أيضا كان الجفاء نصيب الام/الجدة منها .
تأخذ الرواية قارئها عبر حكي الجدة مع الحفيدة وتبدأ في سرد قصة حياتها و نشأتها في منزل عائلة محافظة و حتى زواجها و فقدها الأب و الأم ، الشيئ الذي يشعل الرغبة في الحصول على طفل ما كان ليأتي من الزواج الشرعي المعلن ، و هنا – في لحظات الموت الصادقة - لا تتردد الجدة في الاعتراف للحفيدة البعيدة و التى تظهر على صفحات الرواية فقط كمتلقى لرسالة/ رواية / حكاية الجدة المختضرة والتي تتمسك باللحظات الأخيرة لتعلم حفيدتها عن تفاصيل قصة الحب التي ربطتها-الجدة- بطبيب المنتجع الذي قصدته للاستحمام و الإنفراد بالذات ، فإذا بها تعود من الرحله تحمل في أحشائها للخلية الأولى للطفل الذي تشتاقه ، ثم يصير إبنة ذات علاقة فاترة و جافة مع والديها ، تختار ان تبتعد عنهما لتتكفل شؤونها بنفسها ، لكنها تموت لتعود طفلتها الى الجدة ،فتحاول – الجدة- التواصل والصغيرة بالشكل الذي فاتها مع الجيل الوسط/الابنة الراحلة ، لكن الفجوة بين الأجيال لابد لها من الظهور و الاعلان عن نفسها بمجرد ان تصير الحفيدة كائناً قادرا على الاعتماد على الذات ، تماما كما كان من الام / الابنة الراحلة / والدتها و لا يبقى للجدة التي فقدت الأحبة جميعاً بما فيهم الوالد الحقيقي للأبنه الجد الحقيقي للحفيدة ، لا يبقى للعجوز الوحيدة سوى انتظار بطاقات البريد من الحفيدة مرة في كل شهر او ربما شهرين .
تفترض الجدة ان خبر وفاتها المفاجئ سيزعج الحفيدة البعيدة فقتول "لو تلقيت برقية تخبرك بموتي ، الا تعتبرين ذلك نوعا من الخيانة ؟ و عملا شريراً ؟ هل اعاقبك بانصرافي دون كلمة بسبب إهمالك لى في الأشهر اللأخيرة "و لأجل هذا الاحساس الغير مريح ، تحاول المرأة الجدة ذات الحياة الزحمة و الخبرات المتراكمة ان تكتب خلاصة تلك الحياة والسنوات الممتلئة بالتجارب المكثفة ، تبدأ في كتابة رسالتها المطوله ، ففي احدى فقرات الرسالة الرواية تقول الجدة لحفيدتها " عندما تجربين الحب لأول مرة ستفهين كيف تكون الآثار مختلفة و غريبة ، و عندما لا تكونين في علاقة حب مع احد ، عندما يكون قلبك حراً ، و عيناك لا تبحثان عن عيني شخص آخر من بين كل من ترين من الرجال الجذابين ... لن يهتم بك أحد " و لكن ومن خلال الأحداث والقفزات الروائية تصل الراوية /الجدة الى خلاصة الحكمة بعد عمر مثقل بالخبرات في كلمات تختتم بها رسالتها/ روايتها ، تلك الخلاصة تقول لشابة في مقتبل العمر شكل وصية " عندما تصلين الى مفترق عدة طرق ، ولا تعرفين أيها تختارين ، لا تختاري عشوائياً .. انتظري و فكري .. تنفسي على النحو الواثق العميق الذي تنفست به عندما جئت الى الدنيا ، لا تجعلي شيئا يشتت ذهنك ، انتظري وواصلي الإنتظار ، اسكني و انصتي لقلبك في صمت ، و عندما يكلمك أنهضي و اتبعيه "
و من هذة الكلمات التي تختتم بها الرواية يأتي عنوان الرواية "اتبعي قلبك" لسوزانا تامارو ، الروائية الايطالية التي بدات تكتب الرواية القصيرة و كتب الاطفال ، و التي حققت لها رواية "اتبعي قلبك" التي نحن بصددها شهرة عالمية بمجرد حصولها على جائزةPremio Donna Citta di Romaو ذلك بمجرد صدور الرواية عام 1994 ، الشيئ الذي اخذ الرواية الى عالم الترجمة ، فتنقل الى 18 لغة عالمية ، ثم انها توزع اكثر من ثلاث ملايين نسخة في انحاء العالم خلال سنواتها الاولى ، و بعد صدور الرواية الايطالية بخمس سنوات اي في العام 1999 تصدر الترجمة العربية منقولة عن النسخة الانجليزية والصادرة عام 1996، و ذلك من خلال ترجمة طلعت الشايب في مصر .


الصورة : غلاف الرواية








د.هدى النعيمي
الجمعة 13 مارس 2009