وعلى الرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها ميليشيا (آل بري) ومن يقف خلفها للسيطرة على المطار، إلا أن الإيرانيين داخله استماتوا في القتال وأحبطوا الكثير من الهجمات التي شنتها الميليشيات المحلية بين الفينة والأخرى العام الماضي.
من بغداد وبيروت
وفقاً لما نشرته مصادر إعلام موالية لنظام أسد، فإن مدير شركة الطيران المدني في نظام أسد (باسم منصور)، منح الموافقة لشركة طيران (فلاي بغداد)، التي يديرها العراقي (عبد الله الجبوري)، للقيام برحلات بين مطار أربيل وحلب اعتباراً من يوم الأحد الماضي، وهو ما أثار بحد ذاته التساؤلات مرة أخرى، إذ إن أولى الرحلات التي استقبلها المطار الدولي بعد توقفه لمدة 8 سنوات كانت من بيروت وقد تم ذلك في الأسبوع الماضي، والآن بدأت الرحلات من أربيل، بغض النظر عن الجدل القائم بخصوص المدير التنفيذي لشركة (فلاي بغداد) وعلاقته ببعض الأطراف السياسية والعسكرية المرتبطة بإيران في العراق.
نقل للسلاح والعتاد
وأضافت المصادر: "على مدار السنوات السابقة التي كان المطار فيها هدفاً لفصائل المعارضة، كان المطار يستخدم لأغراض الدعم العسكري واللوجستي الإيراني في حلب، إذ اعتمدت إيران عليه بشكل شبه كامل في نقل عناصر ميليشياتها وسلاحها إلى مناطق شمال سوريا، بعيداً عن النقل البري الذي يعد خطراً ويكون في الغالب هدفاً لفصائل وأطراف عدة تسيطر على الطريق بين دمشق (المقصد الأول لإيران) ومناطق الشمال (خاصة حلب)".
وتابعت: "كانت إيران تعتمد في النقل على المروحيات كحد أقصى، نظراً لأن المطار بات بعد العام 2014 غير مؤهل لاستقبال الطائرات كبيرة الحجم، وبعد سيطرة ميليشيات أسد على القسم الشرقي من مدينة حلب، بدأت إيران على الفور بالبدء يأعمال الصيانة، بالتزامن مع سحب مقاتليها منه منتصف العام 2020، إلى المبنى الجديد الذي شيدته قرب المطار، بهدف إعادة تفعيل المطار الدولي بشكل كامل وتأهيله لاستقبال طائرات الشحن والركاب.
مبنى لقيادة العمليات
وأكدت: "تم وضع المبنى تحت حراسة مشددة، وأن أول من زار هذا المبنى هو قائد ميليشيا فيلق القدس الإيرانية (قاسم سليماني)، إضافة لقادة الميليشيات الآخرين، وقد شكل هذا المبنى غرفة عمليات إيرانية، متصلة بشكل مباشر بقيادات الميليشيات في طهران، كما كان منطلقاً لغالبية الخطط العسكرية والإجرامية التي نفذتها إيران في حلب وخاصة في ريفيها الجنوبي والشرقي".
ولفتت إلى أن إيران "ومع وضع يدها على ثاني المطارات الدولية في سوريا، تكون بذلك قد حققت طريقاً جديداً (جوي) يصل بين (طهران - بغداد - دمشق - بيروت)"، مع امتلاك قواعد استراتيجية هامة في شمال البلاد من ضمنها (قاعدة المطار) ضمن نطاق المدينة، وقواعدها في (نبل والزهراء) بريفها الشمالي.
المبنى الزجاجي في دمشق
وسبق أن تحدثت تقارير غربية عن (مبنى سري) في العاصمة دمشق تدير منه إيران عمليات القوات المرتبطة بها في سوريا، حيث أوردت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تقريراً أواخر العام 2016 عن المبنى والذي أطلق عليه اسم (المنزل الزجاجي) وقالت الصحيفة حينها إن إيران تدير العمليات منه، وبحسب الصحيفة، فإن المبنى المذكور مؤلَّف من خمسة طوابق ويقع بالقرب من مطار دمشق الدولي، وتدير المجموعات الإيرانية عملياتها الحربية منه عبر عمليات استخباراتية مع فرق لمكافحة التجسُّس، وأن البناء يحتوي على أنظمة أمان فائقة تجعل من جدرانه مضادة للتفجير، وهو ما يوحي بأن المبنى الجديد في حلب مشابه لمبنى دمشق من حيث منظومة عمله والمهمة المرجوة منه.