نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


استماتت بالقتال لأجله وقامت بترميمه:ماذا تفعل إيران بمطار حلب؟




منذ اندلاع الاقتتال بين الميليشيات الموالية والمساندة لنظام أسد في حلب، والتي انقسم دعمها بين (شيعية أجنبية) تابعة لإيران، وأخرى ذات غالبية محلية (سنية) تابعة لروسيا، حاولت إيران جاهدة الإبقاء على بعض المواقع الاستراتيجية في ثاني أكبر محافظات سوريا تحت سيطرتها، لاسيما وأن الميليشيات السنية التي قادها (آل بري) أطاحت بوجود أتباع إيران في معظم أحياء حلب، إلا أن الأخيرة تمكنت من الإبقاء على مطار حلب الدولي والنيرب العسكري تحت سيطرتها، لتكون بذلك الجهة النافذة فيه على غرار مطار دمشق.


 
 وعلى الرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها ميليشيا (آل بري) ومن يقف خلفها للسيطرة على المطار، إلا أن الإيرانيين داخله استماتوا في القتال وأحبطوا الكثير من الهجمات التي شنتها الميليشيات المحلية بين الفينة والأخرى العام الماضي.
 
من بغداد وبيروت
 وفقاً لما نشرته مصادر إعلام موالية لنظام أسد، فإن مدير شركة الطيران المدني في نظام أسد (باسم منصور)، منح الموافقة لشركة طيران (فلاي بغداد)، التي يديرها العراقي (عبد الله الجبوري)، للقيام برحلات بين مطار أربيل وحلب اعتباراً من يوم الأحد الماضي، وهو ما أثار بحد ذاته التساؤلات مرة أخرى، إذ إن أولى الرحلات التي استقبلها المطار الدولي بعد توقفه لمدة 8 سنوات كانت من بيروت وقد تم ذلك في الأسبوع الماضي، والآن بدأت الرحلات من أربيل، بغض النظر عن الجدل القائم بخصوص المدير التنفيذي لشركة (فلاي بغداد) وعلاقته ببعض الأطراف السياسية والعسكرية المرتبطة بإيران في العراق.

 
 
 وقالت مصادر خاصة  في حلب لـ أورينت نت، إن "ميليشيات إيران وعلى مدار الأشهر الماضية سحبت قسماً كبيراً من عناصرها إلى منطقة (مخيم النيرب ومطار النيرب العسكري)، وتركت مجموعات صغيرة داخل المطار الدولي (بهدف الحماية)، وقد شهد المطار على مدار العام الماضي، عمليات ترميم شبه مستمرة من قبل إيران التي أبدت اهتماماً كبيراً بإعادة تفعيل المطار، وعلى الرغم من اندلاع اشتباكات بين ميليشياتها والميليشيات الأخرى، إلا أن ذلك لم يدفع إيران لإيقاف ما بدأته، سيما وأنها شيدت أواخر العام 2019 (مبناها الجديد) قرب المطار.

نقل للسلاح والعتاد
 وأضافت المصادر: "على مدار السنوات السابقة التي كان المطار فيها هدفاً لفصائل المعارضة، كان المطار يستخدم لأغراض الدعم العسكري واللوجستي الإيراني في حلب، إذ اعتمدت إيران عليه بشكل شبه كامل في نقل عناصر ميليشياتها وسلاحها إلى مناطق شمال سوريا، بعيداً عن النقل البري الذي يعد خطراً ويكون في الغالب هدفاً لفصائل وأطراف عدة تسيطر على الطريق بين دمشق (المقصد الأول لإيران) ومناطق الشمال (خاصة حلب)".

 وتابعت: "كانت إيران تعتمد في النقل على المروحيات كحد أقصى، نظراً لأن المطار بات بعد العام 2014 غير مؤهل لاستقبال الطائرات كبيرة الحجم، وبعد سيطرة ميليشيات أسد على القسم الشرقي من مدينة حلب، بدأت إيران على الفور بالبدء يأعمال الصيانة، بالتزامن مع سحب مقاتليها منه منتصف العام 2020، إلى المبنى الجديد الذي شيدته قرب المطار، بهدف إعادة تفعيل المطار الدولي بشكل كامل وتأهيله لاستقبال طائرات الشحن والركاب.

مبنى لقيادة العمليات
 
 المبنى الجديد هو بحد ذاته كان أكبر دليل على سعي إيران لإبقاء موطئ قدم لها في حلب، حيث وبحسب المصادر فقد شيدت إيران أواخر العام 2019 مبنى جديدا قرب مطار حلب الدولي، وجهزته بكافة أسلحة الدفاع الجوي والأرضي، إضافة لتجهيزه بأجهزة بث واستقبال ورادار، وقد حاولت إيران جاهدة إخفاء أمر المبنى.

 وأكدت: "تم وضع المبنى تحت حراسة مشددة، وأن أول من زار هذا المبنى هو قائد ميليشيا فيلق القدس الإيرانية (قاسم سليماني)، إضافة لقادة الميليشيات الآخرين، وقد شكل هذا المبنى غرفة عمليات إيرانية، متصلة بشكل مباشر بقيادات الميليشيات في طهران، كما كان منطلقاً لغالبية الخطط العسكرية والإجرامية التي نفذتها إيران في حلب وخاصة في ريفيها الجنوبي والشرقي".

 ولفتت إلى أن إيران "ومع وضع يدها على ثاني المطارات الدولية في سوريا، تكون بذلك قد حققت طريقاً جديداً (جوي) يصل بين (طهران - بغداد - دمشق - بيروت)"، مع امتلاك قواعد استراتيجية هامة في شمال البلاد من ضمنها (قاعدة المطار) ضمن نطاق المدينة، وقواعدها في (نبل والزهراء) بريفها الشمالي.
 
المبنى الزجاجي في دمشق
 وسبق أن تحدثت تقارير غربية عن (مبنى سري) في العاصمة دمشق تدير منه إيران عمليات القوات المرتبطة بها في سوريا، حيث أوردت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تقريراً أواخر العام 2016 عن المبنى والذي أطلق عليه اسم (المنزل الزجاجي) وقالت الصحيفة حينها إن إيران تدير العمليات منه، وبحسب الصحيفة، فإن المبنى المذكور مؤلَّف من خمسة طوابق ويقع بالقرب من مطار دمشق الدولي، وتدير المجموعات الإيرانية عملياتها الحربية منه عبر عمليات استخباراتية مع فرق لمكافحة التجسُّس، وأن البناء يحتوي على أنظمة أمان فائقة تجعل من جدرانه مضادة للتفجير، وهو ما يوحي بأن المبنى الجديد في حلب مشابه لمبنى دمشق من حيث منظومة عمله والمهمة المرجوة منه.

أورينت نت - حسان كنجو
السبت 23 يناير 2021