الإمارات ضيف شرف ....بالطاقة المتجددة أفتتحت أصيلة موسمها الثقافي الثاني والثلاثين

وتستمر أشغال المنتدى الذي يحتفي بدولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف إلى غاية 26 يوليو الجاري .
بكل أنواع الطاقة والألوان واللغات واللهجات كانت انطلاقة المهرجان بندوة "الطاقات المتجددة: وثبة على طريق التنمية البشرية"،
وحول الطاقة توجه الملك محمد السادس بكلمة إلى المشاركين في الندوة جاء فيها على لسان مستشاره محمد المعتصم :"إن الطاقة المتجددة موضوع يرتبط بشكل وثيق بقضايا البيئة التي لم تعد اليوم مجرد انشغالات نظرية مجردة بل تحولت إلى تحديات مصيرية تساءل المجموعة الدولية والبشرية جمعاء، بفعل التدهور المتسارع للأنظمة البيئية واختلال توازنها والاستغلال المفرط للثروات الطبيعية".
ومضى مستشار الملك في تلاوة كلمة محمد السادس التي ورد فيها: "ومن هدا المنطلق نؤكد بأنه إذا كانت الثروات الطبيعية والطاقية الهائلة التي تزخر بها دول الجنوب، قد تعرضت خلال المرحلة الاستعمارية للاستغلال المفرط ، فانه مع كامل الأسف لم يتم استثمارها على أحسن وجه بعد الاستقلال، ما عدا بعض النماذج الحكيمة النادرة بل تم تسخيرها في عدة حالات مؤسفة لخدمة نزوعات الهيمنة والتوسع، والتسلح المفرط وغير المجدي و مؤامرات التجزئة ومطامع و أوهام الاستقطاب الإيديولوجي وبدلك تحولت هده الثروات إلى نقمة بدل أن تكون نعمة" .
وتتالت ورقات المتدخلين، وان غلب عليها الطابع الدبلوماسي وهدا طبيعي جدا في الجلسات الافتتاحية، لكنها تناولت بعمق ما بات يعرف بالطاقات المتجددة وما سيكون لها من انعكاسات مباشرة على مختلف أوجه البشرية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وقد وصفها وزير الخارجية الاسباني ميغيل انجيل موراتينوس بالثورة الجديدة التي تتطلب من العالم التوقف والمراجعة والحوار واعتبر أن منتدى أصيلة ساحة رحبة للتبادل الثقافي والحضاري العربي والعالمي وقد فتح فعلا بوابة جادة للحوار في مجال الطاقة.

الجلسة الافتتاحية كانت غنية بالوجوه المميزة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، يتقدمهم المايسترو الثقافي العالمي محمد بن عيسى، امين عام منتدى اصيلة ومءسسه ومعه أمينة بنخضرا وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة بالمملكة والمغربية، وشكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا وبن سالم حميش وزير الثقافة المغربي، والشيخة رشا الحمود الجابر الصباح وعبد الرحمن العويس وزير الثقافة الإماراتي، و الأمير الحسن ابن طلال الذي ألقى كلمة مسجلة أرسلها حين تعذر عليه الحضور، وقد كانت كملته ابلغ ما طرح في مجال الطاقة المتجددة وعلاقتها بالإنسان، الإنسان الفقير والمهجر والمحتلة أرضه والفاقد لهويته ولأرضه، والإنسان الغير مستقر اجتماعيا وعاطفيا وسياسيا وماديا، ولان كلمة الأمير الحسن كانت أكثر واقعية وموضوعية فقد ختمها بالتمنيات التي يتمناها كل إنسان مسحوق ودعا أصيلة إلى مزيد من ربط مثل هده اللقاءات والحوارات .
من الجانب الإماراتي حضر وفد رسمي كبير ضم فنانين وكتابا ومثقفين يتقدمهم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، كما حضر عبد الرحمن العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والدكتور سامي المصري نائب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعبد الله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة.
وبالمناسبة ستعقد هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عدة ورش عمل ومعارض فنية ومحاضرات وحلقات دراسية تناقش مواضيع مختلفة من بينها صناعة الكتاب والنشر (وعلى وجه الخصوص معرض أبوظبي للكتاب) ومشروع "كتاب" و "قلم" و"جائزة الشيخ زايد للكتاب". كما ستكون هناك ورشة عمل تسلط الضوء على سوق الحرف اليدوية الإماراتية المميزة.