
ميدان التحرير بات محجاً لكثير من الشخصيات العالمية والسياح
أسئلة كثيرة تدور في ذهن من يستعدون للقدوم إلى مصر والذين لم يعاصروا تلك الأحداث العاصفة التي شهدتها البلاد بداية من 25 يناير الماضي.
البداية كانت في مطار القاهرة الدولي والابتسامة العريضة التي ارتسمت على وجه الضابط المسئول عن مراجعة جوازات السفر وهو يهنئك بسلامة الوصول في مشهد يختلف عما اعتاده العديد من المصريين المعتادين على التعامل مع تجهم الكثير من ضباط الجوازات. طريقة تعاطي الشرطة مع المواطنين اختلفت كثيرا لكن صاحبها نوع من التراخي الأمني مما أدي إلى تنامي نسبة الفوضي في الشارع المصري. هذه الفوضي كان لها تأثير على المشهد المروري في العاصمة المصرية القاهرة والتي تعد واحدة من أكثير مدن العالم تكدسا بالسكان. حدة الزحام لم تقل بل يبدو انها ازدادت وقد يمثل هذا خبرا سيئا للملايين الذين يعلقون في شوارع القاهرة يوميا لكنه من جهة أخري يمثل دليلا على أن الحياة في مصر قد عادت إلى طبيعتها. يمكنك أن تلمس الرغبة في عودة الحياة في عدم الالتزام بتطبيق حظر التجوال الذي يمتد من الثانية صباحا حتي الخامسة فجرا. فهناك مطاعم ومقاهي لا تغلق ألوابها إلا بعد الثالثة صباحا وهو الأمر الذي كان معتادا في قاهرة ما قبل 25 يناير.
المصريون في الشوارع جميعا يريدون مصر افضل وهناك حالة من البعث للوطنية المصرية، فالروح الوطنية قد ازدادت في الشارع زيادة ملحوظة.لكن المشهد الأبرز في الشارع المصري هو الأعداد الضخمة من الأعلام المصرية التي تزين السيارات وواجهات وشرف المنازل. مشهد الأعلام المصرية كان دائما ما يرتبط بالانتصارات الرياضية وهو مشهد لم يكن ليستمر لأكثر من يوم. الأعلام لم تكن الغنيمة الوحيدة التي حصدها المشهد السياسي على حساب عالم الرياضة، فالسياسة وأمور الحكم صارت هي العنصر الأول والرئيسي في أغلب النقاشات التي تدور في مصر الأن.
ففي كل موقع وفي كل تجمع لا يمكن أن تتفادي أذنك ألفاظ مثل الدستور، الثورة، مبارك، الأخوان. في جميع الزيارات العائلية يدور النقاش دائما حول مستقبل البلاد بعد ان كانت تهيمن عليه الرغبة في معرفة الأحوال في الخارج. حتي عادات مشاهدة التليفزيون تأثرت هي الأخري بما جري في البلاد. فنشرات الأخبار والبرامج الحوارية صارت الأكثر مشاهدة وأمسي الناشطون والمعلقون السياسيون هم نجوم الشاشة الصغيرة، وأصبح من الطبيعي ان يدور النقاش حول ما إذا كانت قناة الجزيرة هي الأكثر مصداقية أم العربية والبي بي سي.
السياسة تصحبك أيضا إلى مقهي الانترنت المجاور للمنزل. فبعد أن كانت كرة القدم و ممارسة الألعاب الالكترونية بالإضافة إلى محاولة التعرف على الفتيات بمثابة الهاجس الأكبر لرواد المقهي صار المكان بمثابة محاكمة لتقييم أداء رئيس الوزراء الجديد. وبعد أن تستمع إلي سائق سيارة الأجرة الذي يؤكد على اهمية عودة الاستقرار للبلاد قبل فصل الصيف وموسم السياحة العربية يكون عليك على أن تنصت إلى مجموعة من الطلبة وهم يشددون على ضرورة" استمرار الثوره للقضاء على كل رؤس الأفعي. ثم تحوض نقاش مع تاجر يعبر عن نقمه وسخطه حيال ما يحدث في مصر في الشهور الماضي ويطالب بمعاملة مبارك معاملة تليق "برئيس سابق واحد أبطال حرب أكتوبر." وهكذا فإن أهم ما تغير في مصر هو أن الكثير من المصريين قد أمسوا مهمومين بالسياسة نتيجة للأحداث الجسام التي عاصروها سواء الملايين الذي احتشدوا في الميادين للتعبير عن معارضتهم لنظام مبارك أو عشرات الملايين الذين قضوا العديد من الليالي ساهرين يتطلعون إلى شاشات التليفزيون لمعرفة كيف سيكون مصيرهم أو يحرسون منازلهم وممتلكاتهم. وهذا الهم السياسي هو في حد ذاته ظاهرة صحية بكل ما يصاحبه من اختلاف ونقاش وجدل وهي أعراض تدل على أن الجسد السياسي حي يرزق أو قد عادت إليه الحياة. وبدأت في الظهور ارهاصات توجهات سياسية محافظة لكن تميل إلى الاعتدال بجانب نزعات ثورية.
صحيح أن العديد من النقاشات السياسية تلك قد ينقصها دقة المعلومات والتفاصيل لكنها البداية لتشكل وعي سياسي لبلد ظل أكثر من 50 عاما يعتبر السياسة من المحرمات
البداية كانت في مطار القاهرة الدولي والابتسامة العريضة التي ارتسمت على وجه الضابط المسئول عن مراجعة جوازات السفر وهو يهنئك بسلامة الوصول في مشهد يختلف عما اعتاده العديد من المصريين المعتادين على التعامل مع تجهم الكثير من ضباط الجوازات. طريقة تعاطي الشرطة مع المواطنين اختلفت كثيرا لكن صاحبها نوع من التراخي الأمني مما أدي إلى تنامي نسبة الفوضي في الشارع المصري. هذه الفوضي كان لها تأثير على المشهد المروري في العاصمة المصرية القاهرة والتي تعد واحدة من أكثير مدن العالم تكدسا بالسكان. حدة الزحام لم تقل بل يبدو انها ازدادت وقد يمثل هذا خبرا سيئا للملايين الذين يعلقون في شوارع القاهرة يوميا لكنه من جهة أخري يمثل دليلا على أن الحياة في مصر قد عادت إلى طبيعتها. يمكنك أن تلمس الرغبة في عودة الحياة في عدم الالتزام بتطبيق حظر التجوال الذي يمتد من الثانية صباحا حتي الخامسة فجرا. فهناك مطاعم ومقاهي لا تغلق ألوابها إلا بعد الثالثة صباحا وهو الأمر الذي كان معتادا في قاهرة ما قبل 25 يناير.
المصريون في الشوارع جميعا يريدون مصر افضل وهناك حالة من البعث للوطنية المصرية، فالروح الوطنية قد ازدادت في الشارع زيادة ملحوظة.لكن المشهد الأبرز في الشارع المصري هو الأعداد الضخمة من الأعلام المصرية التي تزين السيارات وواجهات وشرف المنازل. مشهد الأعلام المصرية كان دائما ما يرتبط بالانتصارات الرياضية وهو مشهد لم يكن ليستمر لأكثر من يوم. الأعلام لم تكن الغنيمة الوحيدة التي حصدها المشهد السياسي على حساب عالم الرياضة، فالسياسة وأمور الحكم صارت هي العنصر الأول والرئيسي في أغلب النقاشات التي تدور في مصر الأن.
ففي كل موقع وفي كل تجمع لا يمكن أن تتفادي أذنك ألفاظ مثل الدستور، الثورة، مبارك، الأخوان. في جميع الزيارات العائلية يدور النقاش دائما حول مستقبل البلاد بعد ان كانت تهيمن عليه الرغبة في معرفة الأحوال في الخارج. حتي عادات مشاهدة التليفزيون تأثرت هي الأخري بما جري في البلاد. فنشرات الأخبار والبرامج الحوارية صارت الأكثر مشاهدة وأمسي الناشطون والمعلقون السياسيون هم نجوم الشاشة الصغيرة، وأصبح من الطبيعي ان يدور النقاش حول ما إذا كانت قناة الجزيرة هي الأكثر مصداقية أم العربية والبي بي سي.
السياسة تصحبك أيضا إلى مقهي الانترنت المجاور للمنزل. فبعد أن كانت كرة القدم و ممارسة الألعاب الالكترونية بالإضافة إلى محاولة التعرف على الفتيات بمثابة الهاجس الأكبر لرواد المقهي صار المكان بمثابة محاكمة لتقييم أداء رئيس الوزراء الجديد. وبعد أن تستمع إلي سائق سيارة الأجرة الذي يؤكد على اهمية عودة الاستقرار للبلاد قبل فصل الصيف وموسم السياحة العربية يكون عليك على أن تنصت إلى مجموعة من الطلبة وهم يشددون على ضرورة" استمرار الثوره للقضاء على كل رؤس الأفعي. ثم تحوض نقاش مع تاجر يعبر عن نقمه وسخطه حيال ما يحدث في مصر في الشهور الماضي ويطالب بمعاملة مبارك معاملة تليق "برئيس سابق واحد أبطال حرب أكتوبر." وهكذا فإن أهم ما تغير في مصر هو أن الكثير من المصريين قد أمسوا مهمومين بالسياسة نتيجة للأحداث الجسام التي عاصروها سواء الملايين الذي احتشدوا في الميادين للتعبير عن معارضتهم لنظام مبارك أو عشرات الملايين الذين قضوا العديد من الليالي ساهرين يتطلعون إلى شاشات التليفزيون لمعرفة كيف سيكون مصيرهم أو يحرسون منازلهم وممتلكاتهم. وهذا الهم السياسي هو في حد ذاته ظاهرة صحية بكل ما يصاحبه من اختلاف ونقاش وجدل وهي أعراض تدل على أن الجسد السياسي حي يرزق أو قد عادت إليه الحياة. وبدأت في الظهور ارهاصات توجهات سياسية محافظة لكن تميل إلى الاعتدال بجانب نزعات ثورية.
صحيح أن العديد من النقاشات السياسية تلك قد ينقصها دقة المعلومات والتفاصيل لكنها البداية لتشكل وعي سياسي لبلد ظل أكثر من 50 عاما يعتبر السياسة من المحرمات