نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


المخاوف تساور اليمنيين من مؤتمر لندن ومنظمات المجتمع المدني تستبقه بمنتدى مواز بصنعاء




صنعاء – ياسر العرامي - ينظر اليمنيون بترقب وحذر شديدين إلى مؤتمر لندن الدولي الذي تبقى على انعقاده 8 أيام فقط، وما يمكن أن يسفر عنه من قرارات ، حيث يعتقد البعض أنها قد إلى تصل حد انتزاع إجماع دولي للتدخل العسكري في اليمن بحجة محاربة تنظيم القاعدة الذي تزايدت قوته في الآونـة الأخيرة وخطف أنظار العالم نحوه.


المخاوف تساور اليمنيين من مؤتمر لندن ومنظمات المجتمع المدني تستبقه بمنتدى مواز بصنعاء
وفي هذا الصدد من المقرر أن تحتضن صنعاء في الـ24 من الشهر الجاري منتدى موازي لمؤتمر لندن، ويهدف المنتدى الذي تنظمه منظمات المجتمع المدني في اليمن إلى مطالبتة المجتمع الدولي واليمن إشراك المجتمع المدني في مؤتمر لندن، ومناقشة أجندته بشفافية، وعبرت تلك المنظمات عن خوفها وقلقها حيال طبيعة الأجندة التي سيناقشها المؤتمر ببعديه الأمني والسياسي وإمكانية أن يكون نموذجاً لمؤتمرات سابقة بشأن أفغانستان والعراق، فضلاً عن نتائجه واحتمال تأثيراتها على الحقوق والحريات في البلاد. بينما تراهن الحكومة اليمنية بدورها على الحصول على دعم تنموي من خلال المؤتمر.

وزادت المخاوف اليمنية بشأن دعوة رئيس وزراء بريطانيا براون المفاجئة للجميع بعقد مؤتمر لندن في 27 يناير من الشهر الجاري ، بما فيها الحكومة اليمنية نفسها التي لم يتم مشاورتها في الإعداد لهذا المؤتمر، فضلاً عن أنها حتى اليوم لا تعرف ما هي أجندة مؤتمر لندن على وجه الدقـة ولا من هم المشاركيـن فيه. وتضاربت في هذا الصدد التصريحات الصحافية للمسؤولين اليمنيين وأخرى عربية بشأن المشاركة في المؤتمر من عدمـه.

ولعل دعوة علماء الدين في اليمن كانت هي الأكثر صدى إزاء المخاوف من تدخل عسكري في اليمن، فقد اعتبر العلماء في بيانهم الأسبوع الماضي "هدف دعوة بعض القوى الأجنبية إلى عقد مؤتمر دولي حول اليمن (...) هو النيل من أمن اليمن ووحدته واستقراره وانتهاك سيادته تحت ذرائع واهية لتكرار ما حصل في العراق وأفغانستان وباكستان".

غير أن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أكد رفض اليمن القاطع لأية تدخلات خارجية في شئونها الداخلية أو المساس بسيادتها. وقال في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي بصنعاء "إن مؤتمر لندن المزمع عقده أواخر يناير الجاري بالعاصمة البريطانية لندن والذي دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ستطرح فيه مكافحة الإرهاب في اليمن والتحديات الاقتصادية والتنموية التي تواجه اليمن منها: إنشاء مجموعة أصدقاء اليمن، وصندوق خاص بدعم اليمن التي تهدف جميعها إلى الخروج بإستراتيجيه واضحة لدعم التنمية في اليمن".

لكن، وعلى العكس من ذلك يرى مراقبون ومحللون سياسيون إن المجتمع الدولي والمانحون لن يقدموا أي مساعدات مالية جديدة لليمن من خلال مؤتمر لندن المقرر انعقاده نهاية الشهر، بسبب الفساد المستشري في الحكومة وعدم تمكنها خلال الأربع السنوات الماضية من تقديم مشاريع تنمويـة تمولها الدول المانحة التي تعهدت في العام 2006 وبلغت ـ4.7 مليار دولار.

وفي هذا السياق، أكد الباحث والخبير في الشؤون اليمنية عبدالغني الإرياني عدم حصول اليمن خلال مؤتمر لندن على أي دعم مادي على الإطلاق، وقال في تصريحات لـ"صحيفة الهدهد الدولية" إن الإجتماع في الأساس هدفه شيء واحد فقط هو مناقشة كيف نهدئ اليمن؟ كيف تكون اليمن مستقرة؟ واتخاذ قرار للتحدث مع اليمن بصوت واحد. اكرر الهدف التنسيق والتشاور والتفاوض والخروج بصوت واحد من أجل ان يضمنوا لليمن فرصة اكبر للاستقرار".

وأضاف "المؤتمر لن يقدم دولار واحد لليمن وأنا أضمن لك ذلك. ولكن بالمقابل لماذا الدعم المادي؟ ولماذا طبيعة الشحت؟ فاليمن لم تستوعب 4 مليار وسبعمائة دولار قدمها المانحون في 2006 وإلى الآن لم تصرف منها إلا 4%، بأي وجهة تروح تقول للناس هاتوا لنا مساعدات".

وأكد الإرياني أنه "إذا لم تتخذ الإصلاحات المطلوبة في اليمن لإعادته إلى مسار العافية والاستقرار النمو فلن تقدم مساعدات من أحد بما فيها تلك المساعدات التي التزموا بتقديمها خلال بضعة أشهر، اذا لم تنجح الحكومة في تحريكها في اتجاه تنفيذ الاصلاحات، فلن تقدم". غير أنه اعتبر "مؤتمر لندن ليس مؤامرة على اليمن بل هو محاولة للإنقاذ".

من جانبه، أكد الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ياسين سعيد نعمان، أن مؤتمر لندن سينتزع دعما دوليا للتدخل العسكري في بلاده بحجة محاربة تنظيم القاعدة. وأضاف نعمان وهو أول رئيس برلمان لدولة الوحدة اليمنية أن "المؤتمر الذي سيعقد على هامش المؤتمر الخاص بأفغانستان – قبل تقديمه يوم - لن تكون له سوى مهمة رئيسية وهي انتزاع دعم دولي للتدخل الأمني العسكري في اليمن بما يسمى بمكافحة الإرهاب". وتابع أن "المؤتمر سيجعل الأولوية في علاقة هذه البلدان باليمن للتعاون العسكري وسيصبح النجاح في هذا الميدان هو المؤشر الفعلي لتطور العلاقة معها وليس مؤشر الديموقراطية كما كانوا يقولون بها من سابق".

وتساءل: "هل يعقل أن يتقرر عقد مؤتمر على هذا المستوى من دون التشاور المسبق مع الدولة المعنية؟"، لافتا إلى أن "ذلك لا يتم إلا بالنسبة للدول فاقدة أو ناقصة السيادة"، مضيفا أنه "من المؤسف أن تتهافت السلطة اليمنية بالموافقة على الحضور من دون أن تتساءل أو تحتج لماذا الدعوة إلى مؤتمر من دون التشاور معها؟".

وبشأن معلومات اليمن عن أجندة المؤتمر، قال نائب رئيس الوزراء اليمني صادق أمين أبو راس أمس في مقابله صحيفة الخليج الإماراتية "ما نعرفه أنه مؤتمر مخصص لدعم اليمن في الجوانب الأمنية والتنموية لأن الجوانب التنموية جزء من الجوانب الأمنية وكيفية وضع سياسة لدعم اليمن، ونحن نرحب بهذا الموقف، أما غير هذا فإننا لا نرحب به ونرفضه جملة وتفصيلا ".

وعن إعلان بروان لهذا المؤتمر دون التشاور مع اليمن وإحداث مفاجئة لها، قال المسؤول اليمني "لم تفاجئنا الدعوة بحد ذاتها، لكن لم نكن نتوقع التوقيت الذي حدده براون".

على المستوى العربي، وعدا دولة الكويت التي أعلن وزير خارجيتها مشاركة بلاده في المؤتمر ودعمها لليمن، فلم تعلن حتى كتابة هذا التقرير يوم الثلاثاء أي دولـة عربية بشكل رسمي مشاركتها في مؤتمر لندن بشأن اليمن بمن فيها دول الخليج والمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، كونها الأكثر اهتماماً بقضايا اليمن نتيجة ما تربطها من علاقة جوار من اليمن المضطرب.

وبينما قالت وسائل إعلام يمنية رسمية نشرت الأسبوع الماضي إن الجامعة العربية ستشارك في مؤتمر لندن، فقد سارعت الجامعة إلى نفي هذه المعلومات، ونقلت صحيفة اليوم السابع المصرية السبت الفائت عن عمرو موسى تأكيده "على عدم وجود أعمال واضح لمؤتمر لندن، وغير معروف المدعوين ولا حتى الهدف من المؤتمر". وقال إن "هناك مشاروات مع عدد من وزراء الخارجية العرب حول هذا الأمر وأن الجامعة تراقب باهتمام التحضيرات لهذا المؤتمر وربما يكون هناك تفصيلات أكثر في الفترة القادمة". وأكد السفير هشام يوسف مدير مكتب عمرو موسى أن الجامعة العربية لم تتلق أي دعوات رسمية من الحكومة البريطانية للمشاركة في المؤتمر.

أما الحراك الجنوبي الذي ينادي بإنفصال جنوب اليمن عن شماله، فقد استغل هذا لدعوة مؤتمر لندن لإتخاذ موقف مؤيد لمطالبهم بالإنفصال.

وطالب بيان صادر عن الحراك أمس الأثنين من وصفه بـ"الرئيس الشرعي علي سالم البيض وكل القيادات الجنوبية بالخارج لسرعة التحرك السياسي, بما يضمن إدراج ملف الجنوب في جدول أعمال المؤتمر الدولي".

كما دعا البيان كل المهتمين والمنظمات ذات العلاقة بحقوق الإنسان لرفد مؤتمر لندن بكل ما يتوفر عن معلومات عما وصفها بـ"الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد أبناء الجنوب".

ياسر العرامي
الثلاثاء 19 يناير 2010