الأسبوع الثقافي اللبناني النروجي
المرأة النروجية قبل السبعينات
في البداية تحدث ريم عن "المرأة في الغرب وفي الشرق من وجهة نظر رجل". أشار الى أنه قبل مجيء الجالية المسلمة الى النروج، كان "أقرب مما تصوّرون الى الثقافة المسلمة". روى أنه قبل اعتناق المجتمع النروجي الحداثة، كان هذا المجتمع، في الستينات من القرن الماضي، قريباً جداً من المجتمعات الإسلامية: "كانت أماكن العبادة كالمساجد، لا تظهر داخلها الصور، والزينة الوحيدة على جدرانها كانت متمثلة بنصوص وكتابات دينية. الكحول كانت ممنوعة وكان يعتبر شرب الكحول خطيئة حتى داخل منازلنا. أمّي لم تقدّم لنا يوماً مأكولات ممنوعة. النساء كانت مضطرات لوضع غطاء ما على رأسهنّ ابتداءً من عمر الثامنة او التاسعة".
روى ريم ذكريات من طفولته وشبابه. تحدث عن أخواته الإناث كيف كنّ يحترمن سلطة الأب داخل العائلة وكيف كنّ مضطرات للإقتداء بالمثل الإجتماعية ليكنّ نموذجاً للفتيات الصالحات. كما استذكر كيف كان الناس يؤمنون بكل كلمة ترد في الإنجيل. روى واقع حياة والدته التي اضطرت الى ترك المدرسة في الثلاثينات من القرن الماضي، رغم تفوّقها في الدراسة، لرفض اهلها تحمّل تكاليف تعليمها، وتفضيلهم تعليم أخيها الصبيّ، الذي كان أقل براعة منها.
من ذكرياته، خلص ريم الى أنه "في السبعينات فقط سمحت القوانين ببعض الحريات للمرأة. وقبل ذلك كان مسموحاً للأهل ضرب اولادهم، ولم يكن للأقليات الحق في التكلّم بلغاتهم الخاصة".
ولاحظ ريم أنه بعد تمتع النساء النروجيات بالحقوق التي تتيح لهنّ التعلّم واختيار مجال العمل، وتشجيع الحكومة على تحقيقهنّ هذه الحرّيات، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على الثورة الثقافية التي شهدتها النروج، "نرى مثيراً للإهتمام ان غالبية النساء الشابات يخترن مجالات عمل مخصصة تقليدياً للنساء، فيردن أن يصبحن ممرضات وأساتذة". ولكنه لفت الى أنه "في ثقافة ليبرالية وحقيقية لدينا حرية الإختيار على عكس والدتي" وإن كانت النروجيات "يخترن ما كان سائداً من قبل".
وختم حديثه بدعوة الحكومات الى تثبيت تعددية الفرص وحرية الإختيار لافتاً الى أنه "عندما تتوفر هذه الخيارات نحن بأنفسنا علينا القيام بالإختيار فلا يمكن للحكومة أن تحلّ مكاننا".
مؤنث اللغة العربية
ثم القت الباحثة اللبنانية يسرى مُقدّم محاضرة بعنوان "مؤنث اللغة العربية" اعتبرت في بدايتها أن "لا شيء يستقيم خارج اللغة وبدونها. فنحن لا نستطيع معرفة العالم إلا من خلال ما يسمح به اللسان ويجيزه".
مقدّم اشارت الى ان اللغة "ليست وصفاً للعالم بل إنطلاقاً للعالم ومعرفة به"، مشيرة الى ميزة ايجابية للغة العربية على سائر اللغات "بوصفها لغة المثنى في الأصل" متسائلة "كيف للغة المثنى أن تصير لغة الواحد المفرد؟"
ورأت أن أحكام نظام اللغة العربية هي التي وضعت قواعد التمييز التراتبي والتفاضلي بين المؤنث والمذكّر، متهمة هذا النظام "بالإنحياز والعنصرية الذكورية جنسياً وجنوسياً"، ومبرءة ساحة اللغة نفسها. فاللغة برأيها، "تمحضنا أمومتها وتوسّع لنل بيتها لنقيم فيه... وتصوغ ميولنا ومنازعنا وتشكّل فكرنا ومفاهيمنا"، فهي، أي اللغة، "تنشط جدلياً كوجود يفعل وينفعل، يشكّل ويتشكّل، ينتِج وينتَج".
ولاحظت الباحثة جعل الإنسان هو المذكّر الذي يخرج منه المؤنث خروج حواء الضلع من آدم، على ما اشارت قصة الخلق الواردة في سفر التكوين، وتبنّي النحاة لهذه الفوارقية متجاهلين الآية القرآنية المصدرية التي تقول: "وخلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها".
مقدّم رأت ان نظام اللغة العربية يهمّش المؤنث ويصفه "بالثقل والدونية والضعف والفرعية والإلحاقية والسلبية والإنفعالية" على عكس المذكّر الأوّل الأشد تمكّناً، موضحة أن المؤنث يصبح تبعيّاً في الواقع الفعلي لا في القاعدة اللغوية فحسب، وهكذا "زعم الضعف للمرأة بالطبيعة لا بالإكتساب". فالأنيث في اللغة هو الضعيف المنبسط وغير القاطع، ومنه كلمة المؤنث.
وخلصت الباحثة الى ان لغة المثنى مهدّدة إذ لم يبق من مثنّاها غير إدعاء لفظي لا يطاوع معناه
في البداية تحدث ريم عن "المرأة في الغرب وفي الشرق من وجهة نظر رجل". أشار الى أنه قبل مجيء الجالية المسلمة الى النروج، كان "أقرب مما تصوّرون الى الثقافة المسلمة". روى أنه قبل اعتناق المجتمع النروجي الحداثة، كان هذا المجتمع، في الستينات من القرن الماضي، قريباً جداً من المجتمعات الإسلامية: "كانت أماكن العبادة كالمساجد، لا تظهر داخلها الصور، والزينة الوحيدة على جدرانها كانت متمثلة بنصوص وكتابات دينية. الكحول كانت ممنوعة وكان يعتبر شرب الكحول خطيئة حتى داخل منازلنا. أمّي لم تقدّم لنا يوماً مأكولات ممنوعة. النساء كانت مضطرات لوضع غطاء ما على رأسهنّ ابتداءً من عمر الثامنة او التاسعة".
روى ريم ذكريات من طفولته وشبابه. تحدث عن أخواته الإناث كيف كنّ يحترمن سلطة الأب داخل العائلة وكيف كنّ مضطرات للإقتداء بالمثل الإجتماعية ليكنّ نموذجاً للفتيات الصالحات. كما استذكر كيف كان الناس يؤمنون بكل كلمة ترد في الإنجيل. روى واقع حياة والدته التي اضطرت الى ترك المدرسة في الثلاثينات من القرن الماضي، رغم تفوّقها في الدراسة، لرفض اهلها تحمّل تكاليف تعليمها، وتفضيلهم تعليم أخيها الصبيّ، الذي كان أقل براعة منها.
من ذكرياته، خلص ريم الى أنه "في السبعينات فقط سمحت القوانين ببعض الحريات للمرأة. وقبل ذلك كان مسموحاً للأهل ضرب اولادهم، ولم يكن للأقليات الحق في التكلّم بلغاتهم الخاصة".
ولاحظ ريم أنه بعد تمتع النساء النروجيات بالحقوق التي تتيح لهنّ التعلّم واختيار مجال العمل، وتشجيع الحكومة على تحقيقهنّ هذه الحرّيات، وبعد أكثر من ثلاثين سنة على الثورة الثقافية التي شهدتها النروج، "نرى مثيراً للإهتمام ان غالبية النساء الشابات يخترن مجالات عمل مخصصة تقليدياً للنساء، فيردن أن يصبحن ممرضات وأساتذة". ولكنه لفت الى أنه "في ثقافة ليبرالية وحقيقية لدينا حرية الإختيار على عكس والدتي" وإن كانت النروجيات "يخترن ما كان سائداً من قبل".
وختم حديثه بدعوة الحكومات الى تثبيت تعددية الفرص وحرية الإختيار لافتاً الى أنه "عندما تتوفر هذه الخيارات نحن بأنفسنا علينا القيام بالإختيار فلا يمكن للحكومة أن تحلّ مكاننا".
مؤنث اللغة العربية
ثم القت الباحثة اللبنانية يسرى مُقدّم محاضرة بعنوان "مؤنث اللغة العربية" اعتبرت في بدايتها أن "لا شيء يستقيم خارج اللغة وبدونها. فنحن لا نستطيع معرفة العالم إلا من خلال ما يسمح به اللسان ويجيزه".
مقدّم اشارت الى ان اللغة "ليست وصفاً للعالم بل إنطلاقاً للعالم ومعرفة به"، مشيرة الى ميزة ايجابية للغة العربية على سائر اللغات "بوصفها لغة المثنى في الأصل" متسائلة "كيف للغة المثنى أن تصير لغة الواحد المفرد؟"
ورأت أن أحكام نظام اللغة العربية هي التي وضعت قواعد التمييز التراتبي والتفاضلي بين المؤنث والمذكّر، متهمة هذا النظام "بالإنحياز والعنصرية الذكورية جنسياً وجنوسياً"، ومبرءة ساحة اللغة نفسها. فاللغة برأيها، "تمحضنا أمومتها وتوسّع لنل بيتها لنقيم فيه... وتصوغ ميولنا ومنازعنا وتشكّل فكرنا ومفاهيمنا"، فهي، أي اللغة، "تنشط جدلياً كوجود يفعل وينفعل، يشكّل ويتشكّل، ينتِج وينتَج".
ولاحظت الباحثة جعل الإنسان هو المذكّر الذي يخرج منه المؤنث خروج حواء الضلع من آدم، على ما اشارت قصة الخلق الواردة في سفر التكوين، وتبنّي النحاة لهذه الفوارقية متجاهلين الآية القرآنية المصدرية التي تقول: "وخلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها".
مقدّم رأت ان نظام اللغة العربية يهمّش المؤنث ويصفه "بالثقل والدونية والضعف والفرعية والإلحاقية والسلبية والإنفعالية" على عكس المذكّر الأوّل الأشد تمكّناً، موضحة أن المؤنث يصبح تبعيّاً في الواقع الفعلي لا في القاعدة اللغوية فحسب، وهكذا "زعم الضعف للمرأة بالطبيعة لا بالإكتساب". فالأنيث في اللغة هو الضعيف المنبسط وغير القاطع، ومنه كلمة المؤنث.
وخلصت الباحثة الى ان لغة المثنى مهدّدة إذ لم يبق من مثنّاها غير إدعاء لفظي لا يطاوع معناه


الصفحات
سياسة








