تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


بصمة راعي بقر ثمانيني .... كلينت إيستوود يقدم فيلما عن التواصل مع العالم الآخر





لوس أنجليس - ليليانا مارتينيز سكاربيلليني - بدأ اعتبارا من منتصف الشهر الجاري العرض التجاري في جميع أنحاء العالم لأحدث أفلام الممثل والمخرج الأمريكي كلينت إيستوود "الآخرة" وهو من انتاج استديوهات (وارنر براذرز) وبطولة النجم مات ديمون ويسرد العلاقة المتشابكة والمعقدة بين ثلاث شخصيات تبحث عن إجابات مصيرية حول وضعها في العالم الآخر


الفيلم من بطولة النجم مات ديمون
الفيلم من بطولة النجم مات ديمون
يشارك ديمون بطولة الفيلم الذي كتب له السيناريو العملاق بيتر مورجان، كلا من سيسيل دو فرانس والتوأم جورج وفرانكي ماكلارين، بالإضافة إلى جاي مور وبرايس دالاس هوارد وتيري نيوفيتش ومارثا كيللر التي سبق ترشيحها للأوسكار عن درها في فيلم (رجل الماراثون).

ويستعرض العمل قصص ثلاثة أشخاص وصلاتهم بحياتهم بعد الموت بالرغم من أن كلا منهم يتواجد في مكان مختلف من العالم (سان فرانسيسكو، باريس، لندن)، سعيا منهم للتوصل إلى إجابة حول حقيقة وجوده إلا أنه في اللحظة التي تتقاطع فيها خطوط حياتهم، يبدو وأن قوى العالم الآخر الخارقة باتت تسيطر على كل شيء.

يقوم ديمون بدور المواطن الأمريكي (جورج) الذي يتمتع بقدرات خاصة في التعامل مع عالم الأموات، وفجأة يجد نفسه يتعرض لحوادث مرتبطة بحياة الشخصين الآخرين اللذين يشاركانه بطولة الفيلم، بخلاف أحداث غريبة أخرى تنقله رغما عنه إلى تسونامي إندونيسيا المدمر، وأحداث عنف الشوارع التي تقع في العاصمة البريطانية لندن.

وهكذا يصبح جورج رغما عنه وسيطا روحانيا للاتصال مع العالم الآخر وهي قوى خارجية وصفات خارقة استثنائية لا يريدها لما لها من تأثير غير حياته بصورة جذرية عندما اكتشف بالفعل قدرته على التواصل مع أشخاص لقوا حتفهم بالفعل، إلا أن هذه القدرات الخاصة أصبحت مصدر قلق دائم بالنسبة له حيث باتت تفسد عليه حياته وتقتحم بدون سابق إنذار أكثر لحظاته حميمية، لما لتجربة اللاتصال مع العالم الآخر من تأثير هائل عليه.

كان مخرج أفلام الخيال العلمي الشهير ستيفن سبيلبرج المنتج المنفذ للفيلم، هو من عرض على كلينت إيستوود فكرة عمل فيلم عن التواصل بين الأحياء والأموات في إطار من الفانتازيا غير المنفصلة عن الواقع، وقد راقت الفكرة راعي البقر العجوز الذي لا يزال يشعر بالحيوية والنشاط برغم أعوامه الثمانين، والذي تحمس لها كثيرا منذ البداية لدرجة أنها استحوذت على تفكيره تماما.

يقول إيستوود الحائز على خمس جوائز اوسكار، وخمس جوائز جولدن جلوب، وجائزة النجم السينمائي المفضل في كل العصور، إن "أسلوب عرض القصة مبهر للغاية ولم أر له مثيلا من قبل، لقد أدهشتني المعالجة التي قدم من خلالها بيتر مورجان القصص الثلاثة، لدرجة أن كل قصة منها تصلح لأن تكون عملا قائما بذاته، إلا أنه نجح في نسج شبكة الصلات بينها بمهارة لتبدو في نسق واحد"

يشار إلى أنه بالإضافة إلى الإخراج، شارك إيستوود في عملية الانتاج، كما أصر أيضا على اختيار أبطال العمل، وتحديد أدوارهم، وهو بالطبع المسئول عن ترشيح ديمون لدور البطولة، والذي تحمس بدوره للمشاركة في الفيلم بالرغم من جدول أعماله المشحون.

يؤكد ديمون أن مرونة إيستوود كان لها العامل الأكبر في مساعدته على الانتهاء من تصوير مشاهده دون الالتزام بجدول التصوير العادي لباقي الأحداث. وكان إيستوود قد فكر في مبادرة جريئة جدا، تقوم على تصوير القصص الثلاثة كل على حدة، كما لم يبدأ بتصوير مشاهد ديمون بل قام بها في مراحل متقدمة من المشروع.

ولم يكن أمام كاتلين كينيدي، مسئولة (الكاستنج) والمشرفة على الانتاج سوى الانصياع لنزوات راعي البقر العجوز، مؤيدة اختياره لديمون لبطولة الفيلم، لإيمانها أيضا بقدراته كممثل خاصة بعد تألقه اللافت في أفلام هامة مثل "مستر ريبلي الموهوب" لأنطونيو مينجيلا، و"صانع المطر" لفورد كوبولا مع داني دي فيتو، و"الراحلون" مع جاك نيكلسون وليو دي كابريو، وإخراج مارتن سكورسيزي، كما حصل على الأوسكار عن دوره في فيلم "العثور على جود ويل هانت".

وتؤكد كينيدي أن "تألق ديمون المستمر يجعلنا نكتشف فيه واحد من أفضل نجوم هوليوود على الإطلاق هذه الأيام، نظرا لأهمية وتنوع الأدوار التي يقدمها".

أما ديمون، وهو من مواليد ماساشوستس، فيؤكد وهو على مشارف الأربعين أنه يشعر بوجود "كيمياء قوية" بينه وبين إيستوود، وأن هذا يعد بالإضافة إلى أشياء أخرى تجمع بينهما، من أهم العوامل التي شجعته على التعاون مع مخرج فيلم "فتاة بمليون دولار"، الذي يتعلم منه دائما الكثير سواء كمخرج أو كممثل

بالإضافة إلى فريق العمل المميز، يحظى الفيلم بثراء كبير من حيث تنوع المشاهد ومواقع التصوير، التي تتنقل بين هاواي وباريس وسان فرانسيسكو ولندن، وهذا ما دفع ديمون للتأكيد على أن الفيلم يحمل ملامح عالمية تمثل أهمية كونية كبيرة، وبالتالي يتوقع أن يجذب انتباه قطاع كبير من المشاهدين من جميع أنحاء العالم.

استخدم إيستوود تقنيات ومؤثرات خاصة للتمييز بن محاور وملامح القصص الثلاثة، سواء من حيث مواقع التصوير أو من حيث الأحداث التي تقع بها، ومن هنا كان التعاون الوثيق بين المخرج الثمانيني وبين مدير التصوير توم شتيرن، أثناء مراحل تنفيذ عملية المونتاج الرقمية أو وضع المؤثرات التي تضفي على كل مدينة طابعها الخاص مما أسهم بدوره في في تسليط المزيد من الضوء على أبعاد القصة في مجملها.

وكانت المحصلة النهائية شريط مميز يحمل بصمة راعي البقر العجوز الخاصة والذي شارك أيضا في إعداد الموسيقى التصويرية للفيلم. يشار إلى أن مسئولة الموسيقى التصويرية بالفيلم الأسترالية أشلي إيرفين، قامت بالتعامل مع 22 مقطوعة موسيقية مختلفة بالتعاون مع إيستوود ومهندس الصوت روبرت لورنزو، والمونتير جويل كوكس.

يؤكد النقاد أن الفيلم يقدم إيستوود في أفضل حالاته، والذي برغم أعوامه الثمانين لا يزال يمتلك القدرة على الإبهار وإحداث الدهشة لدى الجماهير التي عرفته ممثلا وأشادت به مخرجا صاحب رؤية فذة بينما يؤكد إيستوود نفسه أنه لن يتوقف عن العمل أبدا سواء أمام الكاميرا كممثل إذا عرض عليه الدور المناسب، أو خلفها كمخرج.

في الوقت نفسه أعلن المخرج والممثل المخضرم، بعد الانتهاء من "الآخرة" عن التحضير للوقوف خلف الكاميرا مجددا لإخراج فيلمه الجديد (هوفر) الذي يتناول جوانب معقدة من شخصية مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI السابق "إدجار هوفر.

يُشار إلى أن آخر أدوار "إيستوود" على الشاشة كانت في فيلم "جران تورينو" عام 2008 وناقش قضايا التعايش والعنصرية بين أبناء الجاليات المختلفة في الولايات المتحدة، ومع ذلك لا يفكر النجم الكبير في الاعتزال، بالرغم من اعترافه أن الفكرة تراوده منذ سنوات.

وأصبح "إيستوود" رمزا لأفلام الغرب الأمريكي بالصورة التقليدية "للكاو بوي" منذ أعماله الأولى في المسلسل التليفزيوني Rawhide أو ثلاثية أفلام وهو مصطلح يشير لمجموعة من أفلام الغرب الأمريكي أخرجها عدد من المخرجين الإيطاليين، التي لعب بطولتها والتي دفعت به نحو النجومية في منتصف الستينيات من القرن الماضي.

وتميزت هذه الأفلام التي تنتج في إيطاليا، بالرغم من أنها تتناول الغرب الأمريكي، بانخفاض الميزانية والأجر، لذلك عزف عنها كثير من نجوم هوليوود في ذلك الوقت. وكان من الممكن أن يواصل في أدوار أفلام الغرب الأمريكي، ولكنه اتجه للتنويع مع الاحتفاظ بالشخصية الهادئة ذات النظرة الثاقبة وأيضا للإخراج والإنتاج

وكانت بدايته كمخرج بفيلم Play Misty for Me ثم قدّم أعمالا مثل Unforgiven والذي حاز عنه جائزة الأوسكار لأفضل مخرج وأفضل فيلم عام 1992 في أول تعاون له مع مورجان فريمان.

ثم عاد بعدها بـ12 عاما ليحصد أكبر عدد من جوائز الأوسكار عام 2005 عن فيلمه Million Dollar Baby، حيث يروي قصة مدرب ملاكمة يمتاز بالقسوة، ويقع في غرام متدربة لديه، ويضطر لمواجهة شعوره.

ويمتلك "إيستوود" الذي ولد لأبوين عاملين بأحد المصانع في كاليفورنيا، من الأبناء خمسة من سبع زيجات، ويرى محبو الفن السابع أنه من الصعب تكرار نموذج "إيستوود" من جديد بكل ما يمتاز به من إبداع وتنوّع

ليليانا مارتينيز سكاربيلليني
الاربعاء 27 أكتوبر 2010