نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


تنظيم نسل الأفيال بجنوب أفريقيا حل للصراع على الموارد مع السكان




جوهانسبرج – تواجه حديقة تيمبي للأفيال مشكلة، فهذه المحمية الكائنة في أقصى الشمال الشرقي لدولة جنوب أفريقيا، عانت من سلسلة اقتحامات قام بها "لصوص" ذوي جلود سميكة، وتتسلل عبر الحدود القريبة مع موزمبيق، غير أنها لا تأتي بغرض الصيد المحظور للحيوانات الأخرى.


 

وهؤلاء اللصوص هم أفيال يجعلون الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لمحمية الأفيال التي أنشئت في عام 1983، والسبب في ذلك أن الفيلة الشابة الدخيلة من الذكور في سبيل بحثها عن المال والطعام والتزاوج، تواصل الاندفاع من المنطقة المجاورة عبر الأسوار التي أقيمت خارج المحمية لحمايتها.
والحل الأمثل لهذه المشكلة هو إقامة منطقة محمية تمتد عبر الحدود. وبإضافة الحديقة إلى مناطق من موزمبيق ومملكة اسواتيني (سوازيلاند سابقا)، فقد صارت جزءا من مشروع مماثل يعرف باسم "منطقة محمية لوبومبو عبر الحدود"، وهو يساعد المجتمعات المحلية على الاستفادة من الحياة البرية دون أن تدمرها.
ولكي تعمل المحميات بشكل يحقق أهدافها، يتعين أن تكون قادرة على الارتباط بالمحميات الأخرى، وتشير كاثرين هانيكوم على خريطة لموقع حديقة تيمبي التي تمتد على مساحة 30 ألف هكتار تقريبا، وتتصل بمحمية "ريزرفا إسبيسيال" في موزمبيق التي تكبرها حجما بثلاثة أمثال.
وهذا الممر الطبيعي يسمح للحيوانات بالتنقل في حرية بين الحديقتين، ولكن لا يزال يوجد سور مزدوج يمتدا بطول الحدود الوطنية بين جنوب أفريقيا وموزمبيق، مما يفصل عالم الحيوان عن بعضه بعضا، كما أنه ليس العقبة الوحيدة للتواصل بين الحيوانات.
وإحدى المشكلات، على سبيل المثال، هي أن الحديقة على الجانب الموزمبيقي ليست محاطة بأسوار بالكامل، وحيث إن حديقة تيمبي توجد بها أسود أيضا فليس من الممكن فتح الحدود بين المنطقتين لأسباب أمنية، وتسعى موزمبيق إلى استكمال الأسوار الخارجية لمحميتها قبل أن تفتح الممر جزئيا.
و ترى جنوب أفريقيا أن هناك فرصا تتيحها محمية طبيعية واسعة تمتد عبر الحدود، إلى جانب مواصلة حماية حديقة تعمل بشكل جيد طوال عقود.
وتمتد حديقة تيمبي على مدى سهول ساحلية فائقة التنوع، ليست بعيدة عن المحيط الهندي، وتكيفت الفيلة التي تطوف أنحاء الغابة الطبيعية ذات التربة الرملية والمهددة بالتجريف، مع هذه الظروف البيئية على مدى مئات الأعوام، وعلى خلاف المتنزهات الوطنية الأخرى، لم يتم نقل الفيلة وإدخالها فيها، ولكنها جاءت طواعية وظلت في المنطقة إلى يومنا هذا.
ولحماية النظام البيئي الهش في المنطقة، فإن العدد المثالي للفيلة يجب أن يقتصر على 120 فيلا، وتضاعف عددها حاليا تقريبا ليصل إلى 220، رغم أن ذلك يمثل فرصا أكبر بالنسبة للسياح لإلقاء نظرة على هذه الحيوانات، رغم أن هذا التطور بزيادة أعدادها يلحق الضرر بالبيئة.
ويحاول المسؤولون عن الحديقة إحداث توازن في أعداد الأفيال، بنقل بعضها إلى مناطق محمية أخرى، أو حقن كثير من الإناث بموانع الحمل من خلال سهم كل عام، ومع ذلك يبقى لب المشكلة الذي يتمثل في محدودية منطقة المعيشة، الأمر الذي يؤدي إلى صراع بين البشر والحيوانات وقتال على الموارد .
وبشكل مباشر، يعلم الفلاحون الذين يعيشون متاخمين لمحمية "ريزرفا إسبسيال دي مابوتو"، كيف تؤثر هذه الأوضاع على معيشتهم حيث تأتي الفيلة مرارا وتكرارا من الحديقة لتتجول في حقولهم.
وتسعى الحديقة إلى تقديم برامج تدريبية تشجع على الزراعة المستدامة للمساحات الصغيرة، والتي يكون من السهل حمايتها من الحيوانات، غير أن الفلاحين لا يزالون ينظرون إلى الفيلة على أنها وباء، كما أن العلاقة بين الحديقة والسكان ليست متناغمة.
وأحد عناصر الترويج الكبرى للحديقة أنها تشمل شواطئ، فمثلا نجد أن السلاحف البحرية تمرح فوق الشعب المرجانية ذات الألوان البهيجة وتدفن بيضها في الرمال، المطلة على المياه الدافئة للمحيط الهندي.
ويفترض أيضا أن الفردوس الحافل بالمناطق الرعوية هو المفتاح الضروري، للحفاظ على المساحات والمناظر الطبيعية مع البدء في إقامة أكواخ فاخرة، والتي تم افتتاح أول كوخ منها داخل الحديقة ومن المتوقع افتتاح المزيد.
ومن المتوقع أن تجذب الحديقة السياح، وهذا بدوره يجب أن يتيح وظائف وأن يحدث تحسنا اقتصاديا، ويقول سيث مافالالا وهو مدير للبرامج بمنطقة محمية لوبومبو عبر الحدود: "السكان يسألون : كيف نستفيد كمالكين للأراضي ؟ ويتم النظر غالبا للسياحة البيئية على أنها عصا سحرية يمكن عن طريقها حل كل المشكلات، غير أن الحقيقة ليست كذلك".
وكما يعلم مافالالا أن مثل هذه التوقعات المبالغ فيها يمكن أن تكون مخادعة، خاصة وسط التجمعات السكانية الفقيرة، ويقول: "إن اكبر مخاوفنا يتمثل في احتمال أن نفقد اهتمام السكان، لأنهم يعتقدون أنهم لا يستفيدون من البرامج بما يكفي، ومن هنا، فقد نعود للمربع رقم واحد".

كريستيان سيلز
الاربعاء 28 أكتوبر 2020