تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


حتى لا يكون التعليم مملاً المتاحف تتحول إلى أماكن تقدم مصادر عملية لا نهائية لاجتذاب الأطفال





بيونس أيرس - سيسيليا كامينوس - ترقد كاميليا على أرضية الحجرة وهي ترسم تحيط بها مجموعة من الأقلام الملونة بالضبط كما يفعل غيرها من الأطفال، وتتنقل عيناها من صفحة الورق الماثلة أمامها إلى مرآة ثم إلى رسم لامرأة لها حاجبان غليظان سوداوان


الأطفال الزائرون لمتحف فن ببيونس أيرس ويحيط بهم مجموعة من الأقلام الملونة وأدوات الرسم
الأطفال الزائرون لمتحف فن ببيونس أيرس ويحيط بهم مجموعة من الأقلام الملونة وأدوات الرسم
وتتعلم كاميليا كيف ترسم أول صورة ذاتية لها وتقلد في ذلك لوحة عذبت الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو التي صورت فيها نفسها عام 1942.

وبجوار البنت لصغيرة توجد أشكال كبيرة مستديرة - تعد كبيرة الحجم بالنسبة لها - من إبداع الرسام الكولومبي فيرناندو بوتيرو، وتجد كاميليا هذه الأشياء مسلية، ويثير ذلك مشاعر الضيق البالغ لدى الزوار الآخرين لمتحف فن أمريكا اللاتينية ببيونس أيرس والذي يعرف بالاسم المختصر ( مالبا )، وسبب الانزعاج الذي يشعر به الكثيرون من الزوار هو أن حرس المتحف بات يسمح للأطفال بأن ينبطحوا أرضا ويضحكون ويتحدثون بصوت مرتفع وأيضا – يا للسماء – أن يرسموا.

وتقول فلورنشيا جونزاليز المسئولة عن قسم التعليم والأنشطة الثقافية بمتحف مالبا إن الأطفال يريدون شيئا مختلفا تماما، وهم لا يرون المتحف كمكان يبعث على الملل وذلك عندما تلبي الأنشطة توقعاتهم وتسمح لهم بالسيطرة.

وكنتيجة لذلك يتم رفع شعار " فضلا المس " في متحف العلوم التفاعلي الذي لا يبعد كثيرا عن متحف مالبا، وحيث تتحول فيه نظريات التعليم إلى تجربة ملموسة ومرئية وبالتالي تحصل على الإعجاب من الصغار والكبار معا.

وثمة قاعدة أخرى في متحف العلوم التفاعلي تقول إنه لا ينبغي أن يكون تعلم العلوم مملا، وتحولت المتاحف من مجرد كونها أماكن تعرض القطع الفنية والأشياء إلى أماكن للناس، والتحدي الذي يواجه خبراء المتاحف هذه الأيام يتمثل في تفهم وجهة نظر الأطفال واجتذابهم وجعلهم يهتمون بما هو معروض.

وتضيف جونزاليز قائلة : " إنه لا يمكنك أن تطلب من الأطفال أن يقضوا ثلاثين دقيقة وهم ينظرون إلى لوحة، ذلك لأن انتباههم سيتشتت، وبإمكان الطفل أن يفعل أربعة أشياء في نفس الوقت، وهذا لا يعني أنهم يفتقرون إلى الانتباه ولكن انتباههم مختلف في النوعية، وهم قد كبروا مع وجود أجهزة التلفاز والميكروويف ثم الإنترنت وغرف الثرثرة

وثمة مصادر عملية لا نهائية للمعرفة متاحة لاجتذاب الأطفال للمشاركة في العملية التعليمية مثل مشاهدة طريقة توليد الكهرباء من يد الإنسان أو معرفة كيف يتكون قوس قزح أو تجربة قوانين الميكانيكا على الجسم البشري.

وأحيانا قد تحتاج عملية الشرح إلى قطعة من الورق فقط وأسئلة تتدفق بحرية من خيال طفل في الثامنة من عمره، ويستخدم الأطفال الموسيقى والصناديق ذات الملمس المختلف ونسخ من الأعمال الفنية التي يمكنهم لمسها والألعاب وألغاز تركيب الصور المقطعة التي تسمح كلها لهم بالاقتراب من الفن وتفهمه من وجهة نظر غير جادة.

ويحاول الأطفال الصغار ملء إطار شاغر مثل الشكل الذي يبدو في لوحة أبابورو وهي من إبداع الفنان البرازيلي تارسيلا دي أمارال، أما الأطفال الأكبر سنا فهم يحاولون توصيل مجموعة من الخطوط لتكوين رسم يشبه لوحة باسم " إظهار " من إبداع الفنان الأرجنتيني أنطونيو بيرني.

وكتبت بنت صغيرة على لوحة عبارات تقول : " أريد طعاما أفضل مذاقا في المدرسة " الأمر الذي أصاب مدرسها بالدهشة، ورسمت البنت في ورشة الرسم صينية حافلة بالأطعمة الشهية التي يسيل لها اللعاب واضطر المدرس إلى الاعتراف بأن الأطعمة التي تقدمها المدرسة في فترة الغداء لا طعم لها.

وتوضح جونزاليز أن الأطفال البالغين يوجهون الانتقادات بشكل أكثر ويطرحون أسئلة وبالتالي على المعلمين أن يوفروا منابر ومواقع لإجراء حوارات ومناقشات، وأشارت إلى أن لوحة الفنان بيرني المعروضة تطلق العواطف دائما، وعندما يأتي الآباء في صحبة أطفالهم تكون العملية أكثر وضوحا.

وتضيف جونزاليز إنه تجرى مناقشات بين الأجيال ويتم توليد المعرفة من جانب الجميع في جهد مشترك، وتتحول زيارة المتحف إلى محيط اجتماعي وتسمح بتعلم دروس حول المصلحة العامة، ويتم ذلك من خلال تعلم كيفية الإصغاء إلى الآخر وكيف تطرح وجهة النظر أو ببساطة كيف يصمت المرء ويرى.

وتؤكد أن التحدي يتمثل في تحويل زيارة المتحف إلى شيء خاص حتى تصبح الزيارة منتظمة في وقت لاحق، وهذا يتطلب التدريب ومسئولية المتحف أن يحقق ذلك

سيسيليا كامينوس
الاربعاء 3 نوفمبر 2010