تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


حفاوة جزائرية بطبعة من " الحفيدة الأمريكية " تستقصي هوية العراق المغدور بحضور المؤلفة




الجزائر – انشراح سعدي - قالت الروائية العراقية إنعام كجة جي أثناء تقديمها لروايتها" الحفيدة الأمريكية "المنشورة بطبعة جزائرية عن منشورات البرزخ، إن هذه الرواية التي استطاعت أن تكون في القائمة المصغّرة في البوكر العربية، تعد تكملة لرواية ''سواقي القلوب'' التي نشرت في 2005 ترجمت فيها الحياة المغدورة بالعراق في محاولة استقصاء لهوية العراق المتأرجح بين بينين.


الكاتبة العراقية انعام كجه جي
الكاتبة العراقية انعام كجه جي
واعتبرت الروائية أن مأساة العراق والحرب التي أطاحت ببغداد هي السبب الرئيس في تحولها من الكاتبة الصحفية إلى الكتابة الروائية، وقالت إن الموضوع المحوري الذي ترتكز عليه الرّواية العراقية هو الحرب وتبعاتها السّياسية والعسكرية، الاجتماعية والثقافية،في حين تحولت الروائية العراقية على وجه الخصوص قليلا عن هذا المسار لتكتب عن مخلّفات هذه الحرب على المستوى النفسي والاجتماعي، خاصّة على مستوى الأسرة العراقية، حيث نجد الروائية عموما تشتكي من غياب الزوج، من غياب الشباب، ومن غياب الرجل في الحياة اليومية العراقية لتجنيده من طرف الحكومة أو التحاقه بجبهة من جبهات الاقتتال في عراق ما بعد الغزو.
وأضافت إنعام كجةجي أثناء الندوة التي نشطتها إلى جانب كل من أمال بشيري من الجزائر وخناثة بنونة من المغرب أن "هويتها كعراقية مكتملة وهي تسعى عبر أعمالها لتكريس وتأكيد هوية الأجيال العراقية الجديدة التي طحنتها الحرب". وأضافت صاحبة العمل، لدى استعراضها لتجربة "الحفيدة الأمريكية" أمام الحضور، أنها "لم تعد تعرف العراق اليوم، فعراق التعصب والانفجارات وتصفية الحسابات ليس هو العراق الذي عرفته؛ عراق التسامح الذي كان يجاور فيه السني الشيعي والمسلم المسيحي، العراق الذي عاشت فيه كل الطوائف والاتجاهات في مزيج ثقافي شكل على امتداد أجيال هوية العراق الحضارية".

"الحفيدة الأميركية " رواية بطلتها اسمها "زينة" ، عراقية مسيحية "آشورية" غادرت صغيرة مع أسرتها العراق إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب سياسية، إذ كان والدها مذيعا في الإذاعة العراقية و تعرض للاعتقال على أيدي رجال مخابرات النظام البعثي السابق بسبب اعتراضه على طول نشرة الأخبار. وفي المعتقل كما جاء في الرواية قبل أن يضربوه ويبولوا عليه ويكسروا أسنانه ويسحبوا طرف لسانه بالكلابتين ويحرقوه بسجائرهم، أجلسوه إلى طاولة وهو عار، ونصبوا أمامه كاميرا تلفزيونية وأعطوه أوراقا مكتوبة لقراءة النشرة. وكان الخبر الأول عن إعدام المذيع" صباح شمعون بهنام "شنقا حتى الموت، بعد إدانته بالتآمر على الحزب والثورة ،أي أنهم أجبروه على إذاعة خبر إعدامه، ترهيبا له، وظل الأب، حتى بعد أن أستقر نهائيا في أميركا يطارده كابوس الحكم بالإعدام، ويتوهم أنه محكوم بالإعدام.
بالرغم من ذلك ماتزال زينة تحفظ عن ظهر قلب ترنيمة موصلية "مسيحية" كانت جدتها ترددها على مسامعها في طفولتها المبكرة "ديل ... ديل .. ديلاني ... بعشيقة وباحزاني. راح بابا ع الضيعة اشترى كشمش وقضامي."
وبعد سنوات عندما قررت الولايات المتحدة الإطاحة بنظام صدام حسين وأرسلت جيوشها لهذا الغرض، كانت زينة واحدة من الذين تطوعوا للعمل مع القوات الأميركية القادمة إلى العراق. وكان تطوعها لأسباب مادية من جهة و بدافع وطني من جهة أخرى، إذ كانت الأميركية زينة على قناعة يشوبها بعض التردد بأنها ذاهبة في مهمة وطنية ويظهر ذلك في النص الروائي إذ تقول "هل أنا منافقة، أميركية بوجهين ؟ أم عراقية في سبات مؤجل مثل الجواسيس النائمين المزروعين في أرض العدو من سنوات ؟ " .
تتقدم الأحداث و تكتشفت زينة أن جدتها العراقية المسيحية التي ظلت في العراق ولم تغادره، لم تستقبلها بالترحيب، هي (الحفيدة الأميركية) القادمة إلى بيت العائلة، بل بازدراء واحتقار، بعد أن عرفت أنها قادمة مع القوات الأميركية ، وأن هذه الجدة تفيض حد الطفح بالمشاعر الوطنية العراقية.

ومن أهم الأفكار التي عالجها العمل بل اتكأ عليها لصفحات طويلة من السرد هو كون زينة العراقية المسيحية أخت بالرضاعة لحيدر ومهيمن، الأخوين العراقيين المسلمين الشيعيين، وأكثر من هذا، فبتعرفها على أخيها بالرضاعة، الشاب العراقي المسلم"مهيمن" ، تشعر انه هو "الدواء"، و "البلسم" الذي يشفي خواءها الروحي، أثر خيبتها المريرة بعد خدمتها مع القوات الأميركية في العراق .
"الحفيدة الأمريكية "نص روائي يسيل له لعاب أي قارئ واع للظروف التي يمر بها العراق،وهي محاولة جادة لرسم الصورة الحقيقية للعراقي في وطن مزقه الاقتتال لسنوات طوال.
للإشارة فإن الرواية ترجمت إلى الفرنسية، ضمن قائمة أفضل 30 رواية نالت إعجاب أصحاب المكتبات في فرنسا من أصل 659 رواية زخر بها الموسم الأدبي الفرنسي الحالي، وصدرت الترجمة الفرنسية عن دار "ليانا ليفي" في باريس بعنوان "إذا نسيتك يا بغداد" وأنجزها المصريان علا مهنا وخالد عثمان


انشراح سعدي
الاربعاء 4 نوفمبر 2009