تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


سرد غير مباشر لتاريخ الارجنتين خلال حقبة الديكتاتورية في رواية جديدة




برشلونه- جوردي ميرو - يحكي الكاتب الأرجنتيني مارتين كوهان (بوينوس أيرس 1967) في روايته الجديدة "حسابات معلقة " الصادرة عن دار النشر انا جراما، قصة ماساوية تتناول بعمق حياة رجل تعيس في الثمانين من عمره من خلال إطار سردي يتميز بالكوميديا السوداء يغلب عليها الطابع التراجيدي.


الكاتب الأرجنتيني مارتين كوهان
الكاتب الأرجنتيني مارتين كوهان
وهذا هو ما أكده كوهان نفسه خلال حفل الإفطار الأدبي الذي أقيم على شرفه بمقر مؤسسة بيت الأمريكتين بإقليم كتالونيا بمناسبة صدور روايته الجديدة مؤخرا، قائلا إن "أحداث العمل قد اتخذت منعطف الكوميديا" وهو ما يفضله ويبدو بالنسبة إليه طريقة مناسبة تجنبه الوقوع في فخ التسرع أو الأحكام المسبقة.

وأضاف معلقا مع الناشر خورخي هيرالدي أن هناك أشياء لا يجب أن تقال إلا من خلال ابتسامة ومع ذلك "فقد كنت حذرا جدا في طرح هذه القضايا".
يحكي كوهان في روايته قصة خيمينيث وهو رجل مسن في الثمانين من عمره وعلاقته بزوجته وحماته التي تعيش منفصلة ولكنها في نفس المبنى كما يتناول علاقته بابنته اينستيا والمالك صاحب البيت والذي كان مدينا له بإيجار عدة أشهر.
ويروي المالك بقسوة قصة بطل الرواية ويستغل صداقة خيمينيث لبيلانوبا العقيد المتقاعد ليشير إلى زمن الديكتاتورفيديلا – حقبة الديكتاتورية العسكرية الأسوأ في تاريخ الأرجنتين من 1976 إلى 1981- وامهات ميدان مايو - أحد أبرز ميادين العاصمة الأرجنتينية- ومطالبتهن بالتحقيق في اختفاء أبنائهن وبناتهن وقصة أبناء المعتقلات اللائي تم اغتصاب أمهاتهم وحملن في المعتقلات.

أضاف مارتين "لقد حاولت تجنب المرجعية المباشرة للتاريخ والإشارة إليه بشكل مباشر حتى يفهم القارئ أن ما يقال له وقع أقوى مما لا يقال".
ووفقا لما يقوله كوهان في روايته فإن الحسابات المعلقة ليست فقط بين بطل الرواية ومالك البيت ولكنها حسابات مفتوحة بين شخصيات الرواية ولعل أكبر الحسابات المعلقة هو حساب الارجنتين مع مفقوديها. بحسب الروايات الرسمية شهدت فترة الديكتاتورية العسكرية اختفاء 9 آلاف مواطن فقط، بينما ترى جمعية أمهات الرابع من مايو، أن أعدد المفقودين جراء القمع العسكري تتجاوز ثلاثة أضعاف هذا الرقم.

وقد أضاف كوهان بشكل مباشر أن أكثر المعنيين بالحسابات المعلقة هي حسابات المسئولين عن معرفة مصير المفقودين ومن ناحية أخرى ضرورة معرفة الآباء الحقيقيين لأبناء المختطفين. تشير بعض الروايات أن المعتقلين كانوا يعذبون حتى الموت، وكان يتم التخلص من جثثهم بإلقائها في المحيط بالطائرات، حتى لا يعثر لهن على أثر بعد ذلك.

ومنذ أكثر من ثلاثة عقود مضت أي بعد رحيل فيديلا، ساد اتجاه في الثمانينيات من القرن الماضي بعودة الديمقراطية يدعو إلى ضرورة معرفة ما قد حدث وعلى الرغم من هيمنة هذه الفكرة إلا أن هذا الاتجاه كان يتأرجح بين التقدم خطوة والتراجع خطوات.

ويوضح كوهان أن هذا الاتجاه هو ما يفسر زيادة الطلب على هذه القصص التي تسرد ما قد حدث في هذه الحقبة السوداء من تاريخ الأرجنتين لاسيما إذا كان يغلب عليها طابع التوثيق التاريخي.

وبعد ذلك وخلال حكم الرئيس كارلوس منعم، شهدت البلاد مرحلة تراجع قوية عن فكرة كشف أسرار الحقبة التاريخية الديكتاتورية وبدأت تجتاح البلاد نوع من "الليبرالية الجديدة" تقوم على أساس عدم تطبيق العدالة وإسدال ستار من النسيان على ما حدث في الماضي.
ويرى كوهان أن هذا الأمر قد تغير في السنوات الأخيرة حيث يقول "نحن نعيش الآن فترة خصوبة عالية للأدب تمنح مساحة أكبر من الحرية للأدب السياسي".

وقد صنف خورخي هيرالدي صاحب دار نشر اناجراما رواية "حسابات معلقة" بأنها رواية ذات طابع خاص ومتفرد كما أثنى على أعمال الكاتب الذي نشر له رغم حداثة سنه ست روايات وثلاثة كتب تتضمن مقالات ومجموعتين من القصص القصيرة هذا وقد حصل كوهان في عام 2007 على جائزة هيرالدي للرواية عن رواية "علوم أخلاقية".

يشار إلى أن الرئيس الأرجنتيني السابق نستور كيرشنر، المنتخب عام 2003، نجح في تحقيق تقدم جوهري خلال رئاسته في مجالات حقوق الإنسان، و تغيير في السلطات العسكرية والبوليسية، و إعادة تنظيم السلطة القضائية بإضفاء مهم للديمقراطية على تعيين القضاة، إضافة إلى تقديم اعتذار رسمي لضحايا القمع وكذا الاعتراف الرسمي لأول مرة بالمختطفين والمختفين. ويحتل النضال للمطالبة بالذاكرة الجماعية للفاعلين الاجتماعيين والضحايا اليوم مكانة أساسية في الحياة اليومية الأرجنتينية وهو نضال ضد الإفلات من العقاب ومن اجل مبدأ "لا نسيان ولا صفح".

lazikani lazikani
الاحد 18 أبريل 2010