ثلاثة أسباب
عادة ما تلجأ المصارف المركزية في دول العالم إلى طباعة فئات نقدية جديدة، في حالتين؛ الأولى في حال تلف العملة واستهلاكها، وبالتالي استبدالها بجديدة ولكن من نفس الفئة.
والحالة الثانية هو لجوء المصارف لطباعة فئة نقدية جديدة أكبر في البلاد، عندما يزيد التضخم الاقتصادي وتصبح الفئات النقدية الأدنى لاتغطي حاجات الشعب، وهذا ما حدث مع مصرف نظام أسد.
ولكن هذا بشكل عام؛ أما في أسباب ومآلات القرار الأعمق، أوضح الباحث والخبير الاقتصادي خالد تركاوي أن وراء إصدار نظام أسد لفئة العملة الجديدة ثلاثة أسباب:
أما السبب الأول – كما يقول تركاوي في مقابلة خاصة مع أورينت- فهو استسلام النظام وعجزه التام على ضبط سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأخرى، وبالتالي إقرار واعتراف رسمي منه بأسعار السوق السائدة (السوق السوداء)، وهو ما أنكره لسنوات حتى إلى ما قبل إصدار الفئة الجديدة بأيام.و السبب الثاني وهو الأخطر - وفق تركاوي - فهو النقص الكبير لدى نظام أسد في المعروض النقدي لتمويل الموازنة والرواتب والمشاريع وحروبه المستمرة على السوريين، ما كشف بأنه لايملك أي موارد أخرى إنتاجية أو من عملات أجنبية لسد هذا العجز، وهو الأمر الذي مايزال يتستر عليه المصرف المركزي.
ورغم أن هذا الخيار يزيد بحد ذاته من تدهور وانهيار الليرة السورية أكثر مما هي عليه حاليا ونظام أسد يعلم بذلك، لكن ليس لديه خيار إلا هذا الحل بحسب تركاوي.
وأرجع السبب الثالث إلى علم نظام أسد المسبق بأن الليرة السورية ستنهار إلى مستويات كبيرة جدا فلجأ إلى طباعة هذه الفئة من العملة.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن ما يؤكد ذلك هو تاريخ الموافقة على إصدار تلك العملة والعائد لعام 2019، لكن يبدو أن النظام أخّر طرحها خوفا من ربطها بقانون عقوبات قيصر وبالتالي الوصول إلى انهيار مضاعف.
ورجح الخبير الاقتصادي أن يتم طرح فئة أخرى ربما تكون بوقت قريب من فئة العشرة آلاف ليرة، مستشهدا بما قاله حاكم مصرف أسد المركزي السابق أديب ميّاله حول ذلك في أحد لقاءاته مع وسائل إعلام النظام قبل أشهر.
سخرية بطريقة خاصة
وتمثلت طريقة السخرية باستبدال هذا الرمز بصورة لجنود ميليشيا أسد وهم يعفشون ويسرقون ممتلكات وأثاث المدنيين خلال الحرب التي شنوها على السوريين لقمع ثورتهم المستمرة منذ عام 2011.
وأمس الأحد أصدر مصرف أسد المركزي رسميا قرارا باعتماد ورقة نقدية جديدة من فئة الخمسة آلاف ليرة، هي الأولى من نوعها في تاريخ سوريا الحديث والقديم.
وسبق قبل طرح العملة إشاعات كثيرة عن طرحها إلا أن مسؤولي أسد الاقتصاديين نفوا هذا الأمر مرارا وتكرارا حتى إلى ما قبل إصدار العملة بحوالي شهرين، رغم أن فئة الخمسة آلاف كانت مطبوعة وجاهزة منذ عام 2019، كما ظهر بشكل واضح من بيان المصرف نفسه الذي أقر تداول العملة الجديدة.