نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


عالم حالم من ناسا يريد إقامة مركز لأبحاث الفضاء في غزة حيث يحلم الناس بالخبز والماء




غزة - عماد الدريملي - يلقي عالم الفلك الفلسطيني سليمان بركة بالاعتبارات المريرة لواقع قطاع غزة وهو يتمسك بحلم إقامة مركز لأبحاث الفضاء في القطاع نفسه المحاصر من كل الاتجاهات وليس في أي منطقة أخرى من العالم ،ويقتصر بركة وهو عالم فيزياء فضائية وباحث في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" طموحاته العملية على قطاع غزة لتحقيق نهضة علمية فيه رغم ظروف المتدهورة فيه جراء الحصار الإسرائيلي المشدد منذ ثلاثة أعوام وما شهده من عقود عنف


عالم الفلك الفلسطيني سليمان بركة
عالم الفلك الفلسطيني سليمان بركة
ويكتسب بركة /45 عاماً/ شهرة واسعة في الشريط الساحلي المكتظ بأكثر من مليون ونصف نسمة إذ ينظم لقاءات ليلية لطلبة المدارس والأطفال ليشاهدوا الكواكب الأخرى عبر"التليسكوب" الوحيد في القطاع والذي تسلمه من وكالة ناسا.

كان بركة وهو النجل الأكبر من بين 14 ابنا لأحد قصابي غزة نهض من بدايات متواضعة في القطاع الذي دمره العنف ليصل إلى مكانة مرموقة بين علماء الفضاء في العالم حتى استقطبته الوكالة الأشهر في العالم "ناسا".

وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء من معهد الفيزياء الفلكية في باريس وعمل خبير محاكاة للفضاء في "ناسا".

وقد عاد قبل أقل من عام إلى وطنه مع مهمة جديدة لتعليم الأطفال كيفية التحديق من بيئتهم المحاصرة المدمرة إلى جمال الكون اللامتناهي عبر أول تلسكوب فضائي يدخل إلى قطاع غزة.

يقول بركة إنه يقيس الإنسان بحلمه وتطلعاته كونها أساس النجاح متحدياً بالوصول إلى أصعب الأهداف في حال امتلاك الإرادة والاجتهاد.

ولدى السؤال عن أحلامه يسارع بركة إلى القول إنها تتلخص بإقامة مركز لأبحاث الفضاء في قطاع غزة ليكون انطلاقة علمية في موازاة الحصار والعنف "الناتج عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي".

كان بركة شرع فعلا في العام 2007 بإنشاء أول محطة لقراءات مغناطيسية الأرض في قطاع غزة وحصل على دعم من حكومات فرنسا وبولندا والجزائر إلا أن فرض الحصار حال دون ذلك.

آنذاك قرر بركة السفر والالتحاق بوكالة ناسا وكان ضمن طاقم كفيزيائي لحل بعض المشاكل المتعلقة بتأمين بيئة فضائية سليمة للمركبات الفضائية من نشاطات إشعاعية شمسية كهربائية مفاجئة وحماية رجال الفضاء من هذه الإشعاعات الكونية أو الشمسية بالكهرباء.

بعد ذلك بعام عاد مجدداً إلى قطاع غزة من أجل الإصرار على تحقيق تقدم في قطاع غزة وليس في منطقة أخرى.

قبل عودته تعرض بركة لمأساة إنسانية بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي منزله بعدة صواريخ ما أدى إلى قتل نجله البكر وجرح عدد من أفراد عائلته بينهم والدته.

يقول عن ذلك " كانت لحظات عصيبة فقد هدم منزلي واحترقت مكتبتي الخاصة التي جمعت كتبها على مدار عشرين عاما وفوق كل ذلك استشهد ابني الذي لم يرتكب أي جرم سوى أن الاحتلال استهدفه وهو في غرفته".

عاد بركة ليقدم خلاصة خبراته وعلمه إلى أطفال غزة عبر جهاز "التليسكوب" الذي عمل جاهدا لإدخاله إلى القطاع كأول خطوة جادة في مسعاه الذي يتمني أن يكلل بتأسيس مرصد فلكي فلسطيني للنهوض بعلم الفلك المغيب في فلسطين.

وهو يؤكد أن جهاز "التليسكوب" يتجاوز قيمته المادية ليخترق الحصار الإسرائيلي المطبق ويحلق بالأطفال الفلسطينيين في سماء الحرية.

يقول " قد يسخر البعض من تسخير عملي لأطفال غزة عبر تليسكوب لكن بالنسبة لي فإن الشعب الفلسطيني له كينونة خاصة تجعل أطفاله يشاهدون السماء المعبأة بالطائرات والصواريخ جميلة بالنجوم والمجرات".

ويضيف "خطواتي الأولى تبدأ عبر تشكيل مجموعة بحثية من خريجي الجامعات الفلسطينية في مركز أبحاث نعمل على تأسيسه في جامعة الأقصى في غزة ومن ثم تأهيلهم للالتحاق بالمعاهد الأوروبية والأميركية للدارسات العليا".

ويتابع " هذه رسالة سامية أسخر كل طاقاتي لها من أجل مصلحة هذا البلد وشبابه".

زار بركة 30 دولة حول العالم في مسيرته بين العمل والدراسة واكتساب الخبرات ليفضل في النهاية الاستقرار في غزة " التي لا أشعر بالراحة إلا فيها ولا أريد أن أموت إلا على أرضها".

ولا توجد أي بنية تحتية لعلوم الفلك في قطاع غزة أو جامعاته التي تعاني الأمرين لكن بركة يؤكد القدرة على العمل لإيجاده "خصوصاً وأن الفلسطيني قادر على صنع المعجزات ويتعلم بسرعة ويحقق الإنجازات في شتى علوم المعرفة".

ويعبر بركة عن سعادته الغامرة وهو يتنقل بين الأطفال الفلسطينيين، ليشاهدوا المجموعة الشمسية والنجوم والمجرات عبر "التليسكوب"، لافتاً إلى أهمية إعطاء نموذج ناجح أمام الجيل الصاعد حتى يتمكن من توسيع رؤيته للمستقبل.

يقول " قمنا بإدخال أول تلسكوب لرؤية الكواكب، وهي خطوة أولى وسيتبعها إدخال مجموعة كبيرة من التلسكوب في الفترة القادمة بما يخدم مجال الفلك في فلسطين، وسنقوم بإدخال قبة فلكية متحركة حوالى خمسة أمتار وتظهر كل تفاصيل السماء، سيدخل الطلاب والأطفال بها فتشرح لهم عن السماء بإصبعك".

وأضاف " أعمل حاليا مع زميلة في جامعة ليدن في هولندا على جلبه إلى فلسطين وقمنا بكتابة خطة حول ذلك وهي خطوة ثانية أما الخطوة الأخرى فهي المنهج الفلكي في الجامعات الفلسطينية".

وعن ظروف قطاع غزة يقول "واثق أن الاحتلال لن يقف عقبة أمام تطوير البحث العلمي الفلسطيني في مجال الفلك خاصة أنها تعمل جاهدة على ترسيخ صورة الفلسطيني المجرم والإرهابي الذي يحمل البندقية لكن نحن نثبت العكس".

ويجري بركة مع مجموعة بحثية في أوروبا والولايات المتحدة دراسات في بعض المسائل العلمية الدقيقة المتعلقة بالمجال المغناطيسي عن أرض قطاع غزة، مشيراً إلى أنه يمكن الإعلان قريبا عن نتائج هذه الدراسات التي ستساهم في حل إشكاليات كثيرة تتعلق بالطيران وأنابيب البترول والكهرباء والاتصالات والفضاء وغيرها.

وينفى بركة خشيته من استهداف خارجي له ولنشاطه في قطاع غزة " علمي موجه إلى العالمية التي تشترك فيها كل الناس وكافة الأديان، أما أن يجرى استهدافي ليس لأني فلكي بل لأني فلسطيني فهذا شيء طبيعي".

وهو لا يخفي حلمه بأن يصبح أول فلسطيني يحصل على جائزة نوبل الدولية في مجال الفيزياء لتكون تتويجا لمسيرته التي بدأت بالفقر المدقع وتكللت باكتساب العلوم والمعرفة الواسعة

عماد الدريملي
الاثنين 3 ماي 2010