تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


عصر مشرق من الموسيقى والرومانسية المحببة يتوارى مع احتضار شرائط الكاسيت




برلين - وينفريد دوليش - ظلت شرائط الكاسيت لعدة عقود وسيلة ضرورية بالنسبة للشباب الذين يريدون طريقة رخيصة لتسجيل الأغاني المحبوبة لديهم من المذياع، وكانت هذه الشرائط تتيح وسيلة تسجيل قوية ومحمولة للموسيقى وغيرها من التسجيلات الصوتية، غير أن الأسطوانات المدمجة وأجهزة التشغيل الصوتي " إم بي ثري " تفوقت عليها وأذنت بغروب عهدها


نهاية الكاسيت تعني أن عالم الموسيقى أصبح داخل أسطوانة مرة أخرى
نهاية الكاسيت تعني أن عالم الموسيقى أصبح داخل أسطوانة مرة أخرى
وتم طرح شرائط الكاسيت في الأسواق عام 1963 كوسيط لتخزين المواد المسموعة.

وبدأ هواة الموسيقى باستخدام شرائط الكاسيت لتسجيل برامج الإذاعة والموسيقى من الأسطوانات البلاستيكية التي كانت حتى ذلك الحين الوسيط المفضل للموسيقى المسجلة، وفي عام 1963 بدأت شركات التسجيلات في عرض تسجيلات موسيقية على شرائط الكاسيت بالإضافة إلى الأسطوانات البلاستيكية التقليدية والتي كان يتم تشغيلها على جهاز الأسطوانات الدوار.

وعرفت هذه الشرائط في ألمانيا بين هواة الموسيقى بالحرفين إم سي وهما اختصار لكلمتين بالإنجليزية تعنيان موسيقى الكاسيت، وكان معظم هواة الموسيقى يفضلون هذه الشرائط على الأسطوانات البلاستيكية باعتبارها وسيطا أكثر ملائمة وأصغر حجما، وبعد ذلك بخمس وأربعين عاما ذهبت شرائط الكاسيت نفس المنحى الذي أخذته الأسطوانات البلاستيكية، وغربت شمس شرائط الكاسيت في ألمانيا رسمياعندما أغلقت آخر شركة كبيرة للتسجيلات على هذه الشرائط أبوابها في الأول من تموز/ يوليو هذا العام.

وفي عام 1991 وهو العام الأول بعد الوحدة بين شطري ألمانيا وصلت مبيعات شرائط الكاسيت إلى ذروتها حيث تم بيع 4ر78 مليون شريط في ذلك العام، وتراجع هذا الرقم بحدة ليصل العام الماضي إلى ثلاثة ملايين فقط.

ويقول دانيال دونيل من الرابطة الألمانية لصناعة الموسيقى : " إننا نصنف اليوم شرائط الكاسيت المسجلة باعتبارها منتجا له زبائنه المحدودون، ولا يبدو أن هذا الإتجاه قابل للتغيير.

ويوضح هولجر نيومان مدير شركة بالاس الألمانية للتسجيلات أنه لا يمكن توقع حدوث موجة لإحياء شرائط الكاسيت مثلما حدث مع الأسطوانات البلاستيكية، وعندما ننتج ألبوما مسجلا على هذه الأسطوانات يمكننا أن نضمن نوعية عالية من التسجيلات ولكن بالنسبة لأجهزة التسجيل على شرائط الكاسيت يتطلب استخدام بطاقات قراءة ممغنطة مع أغطية للشرائط يتعذر العثور عليها في هذه الأيام بسبب تراجع الطلب عليها.

أما رينهارد ساور مدير معهد جوته في بورتو أليجري بالبرازيل فيقول إنه لن يذرف الدمع على موات الكاسيت، مشيرا إلى أنه لم يكن يستخدم هذه الشرائط حيث أنها كانت تسيح بسبب المناخ الإستوائي الذي تسوده الرطوبة في البرازيل.

ويستخدم روبرت فالنشتاين بمعهد جوته بجوهانسبرج الأسطوانات المدمجة فقط.

بينما يقول رئيس قسم تعليم اللغات في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية إن المدرسين في المدارس العامة بهذه المنطقة لا يهتمون بالمقارنة بين أفضل الوسائط التي يمكن استخدامها في الفصول الدراسية، ومن المرجح أن يكونوا مهتمين بدرجة أكبر بالحصول على الكهرباء.

ويعتصر راينر كاليس الذي يعمل بشركة للتسجيلات الموسيقية في مدينة كاسيل ذهنه ليتذكر آخر شريط كاسيت مسجل أنتجته الشركة، ويقول إن الشريط كان يتضمن موسيقى الكورال وصدر عام 1992، مشيرا إلى أنه بالنسبة لنوعية الموسيقى الكلاسيك لا يكون هناك اهتمام كبير بتسجيلها على شرائط باستثاء هواة الموسيقى الكلاسيك الرومانسية.

ويوضح كاليس أن العزف الدقيق والرفيع لموسيقى الحجرة لا يمكن تسجيله بكل جماله وتعقيده على شريط كاسيت، وتكون الأسطوانة المدمجة مناسبة بشكل أكبر لهذه النوعية من الموسيقى.

ويشير خبراء التسجيلات إلى مشكلة تتعرض لها شرائط الكاسيت وهي أنه أحيانا ما يتم جذب الشريط الممغنط الداخلي بالصدفة من داخل علبته وحينئذ يكون من الصعب إدخاله مرة أخرى وإعادته إلى حالته الأولى.

ومع ذلك يعرب نيومان مدير شركة بالاس عن أسفه لقرب إنتهاء عصر شرائط الكاسيت ويقول إن الخبرات التي اكتسبها موظفو شركته في إنتاج التسجيلات الموسيقية على هذه الشرائط فقدت قيمتها، وتنتج شركته حاليا الأسطوانات البلاستيكية فقط وأسطوانات مدمجة وأسطوانات دي في دي، ويضيف قائلا : " إن نهاية الكاسيت تعني أن عالم الموسيقى أصبح داخل أسطوانة مرة أخرى ".

وينفريد دوليش
الاربعاء 4 أغسطس 2010