نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن نافالني… بعد أربعين يوماً!

27/03/2024 - موفق نيربية

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة


علويون يشنّون ثورة افتراضية "غير مسبوقة" على بشار




في مشهد لم يكن مألوفا من قبل، أخذت أصوات علوية في عمق الحاضنة المؤيدة لبشار الأسد (الساحل السوري)، تتعالى بالانقلاب والثورة على نظام بشار الأسد ورموز حكمه الفاسدين، وذلك بعد حوالي عشر سنوات من انطلاق أول شعار سوري "ثوري" نادى بالحرية والكرامة وإسقاط النظام.



ورغم أن هذه الثورة لاتزال في العالم الافتراضي وتدور الشكوك حول مصداقيتها وأهميتها، لكنها مع ذلك لاقت اهتماما وتفاعلا واسعا من نشطاء الثورة والمعارضة، سلبا وإيجابا.

4 مطالب وشعارات غير مسبوقة 
مع أن صفحتي البهلولية نيوز وانتفاضة الساحل، اللتين تصدران من عقر دار العلويين (طائفة رأس النظام بشار الأسد)، بدأتا منذ حوالي 5 أشهر بانتقاد نظام أسد وشبيحته على إثر تدهور الحياة المعاشية والاجتماعية في البلاد، إلا أنهما شهدتا خلال الأيام الأخيرة، انقلابا جذريا على رأس النظام يختلف عما كان عليه في السابق.

فبعد أن كانت الصفحتان تنتقد مسؤولين نافذين ومقربين من بشار وتوجه انتقادات غير مباشرة له، قفزتا إلى مرحلة جديدة، وهي انتقاد بشار الأسد بشكل مباشر ومطالبته بالرحيل.

ولم تكتفِ الصفحتان بذلك بل وحّدتا مطالبهما وشعاراتهما غير المسبوقة، بما يتوائم تماما مع مطالب ثورة السوريين التي انطلقت منتصف آذار 2011.

لقد طالبت الصفحتان بأربعة أمور رئيسة وهي :
- رحيل نظام بشار الأسد
- فترة انتقالية يديرها ضباط شرفاء لم تتلوث أيديهم بدماء السوريين
- إعلان دستوري وانتخابات
- وإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين من جميع الأطراف 
كما استخدمت الصفحتان شعارات موحدة إلى حد ما وغير مسبوقة مثل، (نظام قاتل وفاسد، سيسقط النظام حتى لو دافعت عنه كل قوى الأرض، نظام مجرم، نظام غير قادر على إطعام شعبه).


تفاعل وشك وتهويل
يتضح من خلال التعليقات على ما تنشره الصفحتان ومن خلال عدد المتابعين لهما البالغ قرابة 40 ألفا حجم التفاعل الكبير معهما رغم قصر عمرهما، كما يتبين من خلال المتابعة أن معظم التفاعل إيجابي سواء من طرف حسابات الموالين أو المعارضين.

ومع ذلك، فإن الكثير من نخب المعارضة وناشطيها ينظرون إلى هذا الحراك، أو مايسمونه "ثورة افتراضية" بعين الشك أو التهويل.

فالنقيب رشيد حوراني المنشق عن الإدارة السياسية التابعة لميليشيا أسد منذ ما يزيد عن ثماني سنوات يرى أن هذه الثورة الافتراضية ماهي إلا أسلوب مخابراتي من ألفه إلى يائه ويعتريها كثيرا من الشك والتهويل.

ومن وجهة نظره أن مخابرات أسد تعمد إلى هذا الأسلوب لتحقيق هدفين رئيسين يتمثل الأول بخلط الأوراق وتعميق الشرخ الاجتماعي بين السّنة والعلويين.

وأما الثاني فهو لإظهار أن هناك حرية رأي في انتقاد نظام أسد وهو على أبواب الانتخابات الرئاسية.

ولا يمكن بأي حال نفي الشك بمصداقية هذه الصفحات وبالجهات التي تقف خلفها من وجهة نظر الدكتور محمد خير الوزير، الناشط والمعتقل السابق، والذي يشغل حاليا مدير المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام.

وبالنسبة للدكتور الوزير فإن القضية تحمل "مصداقية" و"مكذوبية" متساوية في الوقت نفسه، لكنه لا يستغرب أن يكره العلويون بشار الأسد أو أن يقفوا ضده، خاصة وأنه متزوج من "سنية" وهي في الفترة الأخيرة سحبت البساط من تحت كثير من رموزهم، وأبرزهم رامي مخلوف وأبنائه وحاشيته.



حتى ولو!
لكن المعارض السوري المقيم في أمريكا المهندس أيمن عبد النور، اعتبر أن ما يجري سواء في العالم الافتراضي لدى الحاضنة المؤيدة لبشار أسد أو في الواقع يشكل تطورا بارزا ولايمكن تجاوزه، فما يجري الآن كان قبل سنتين مستحيلا وصعبا بينما أصبح الآن ممكنا وإن كان افتراضيا.

وقال عبد النور (رئيس منظمة مسيحيون سوريون من أجل السلام)، في رسالته السابعة والعشرين ضمن برنامجه الإذاعي رسائل للسوريين، إن الشارع الدرزي والعلوي وحتى المسيحي، يشهد استياء من نظام أسد"، وثمّن التحرك الافتراضي الذي قام به أهل الساحل والمطالب المنظمة والواضحة التي طرحوها هذه المرة.

وألمح إلى أن الأجواء كلها تشير إلى الاستياء الكبير من حاضنة نظام أسد، واستشهد بأن سيدة مسيحية تعمل في حقل الإغاثة والمساعدات الإنسانية، في سقيلبية ومحردة بحماة،- لم يذكر اسمها- دعت عبر وسائل التواصل منذ فترة قريبة إلى رحيل النظام.

 واعتبر المعارض عبد النور أن كل ما يحدث هو مؤشر مهم وخطير يبشر بتغييرات كبيرة خلال العام الجاري.

كلام عبد النور تقاطع مع ما قاله المبعوث الخاص إلى سوريا الذي غادر منصبه البارحة وودع السوريين برسالة قال فيها إن النظام يعيش في مراحله النهائية "وما سيحصل الآن هو انهيار أكبر ضمن صفوفه، أسبوع وراء أسبوع وشهر وراء شهر".

وحذر في رسالته بشار الأسد بأن سعيه للحل العسكري لن يكون له أي طائل وأن لا حل آخر خارج إطار القرار الدولي 2254، بما يضمن لانتقال سياسي في دمشق.

ولفت إلى أن نظام أسد لن يستطيع التهرب من ضغوطات قانون قيصر ولن يستطيع تجاوز العزلة الدولية.

"فائدة مباشرة"
بغض النظر عن التشكيك والتهويل الذي قد يكون وراء الصفحتين المذكورتين، لكنهما بدأتا منذ يومين بتقديم فائدة مباشرة للثورة السورية والمعارضة، تمثلت بفضح أسماء وجرائم شبيحة كبار يرتبطون بنظام أسد وميليشياته.

وهذه الخطوة  قد تساعد ناشطي الثورة وحقوقييها بإدانة هؤلاء المجرمين وتقديمهم للمحاكم الدولية مستقبلا أو التضييق عليهم اقتصاديا وسياسيا وأمنيا من قبل دول كثيرة في مقدمتها أمريكا والاتحاد الأوروبي اللذان يدعمان مطالب قوى الثورة والمعارضة ويطالبان تطبيق القرار 2254، القاضي بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وهناك هيئات و جهات ثورية ومعارضة كثيرة تهتم بهذا الجانب في مقدمتها مركز مع العدالة والشبكة السورية لحقوق الإنسان، والمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية الذي يديره المحامي السوري المعارض أنور البني من ألمانيا، وغيرها من الهيئات.

أورينت نت - يحيى الحاج نعسان
الخميس 21 يناير 2021