تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


على الشعر ألتقت ثقافتان في اليوم الأول من "الأسبوع اللبناني - النروجي" في بيروت




بيروت - في اطار الأنشطة المقامة بمناسبة إعلان اليونيسكو بيروت عاصمة عالمية للكتاب، وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية والسفارة النروجية في لبنان ومؤسسة نورلا النروجية، افتتحت جمعية "نحن" "الأسبوع الثقافي اللبناني النروجي" بلقاء حول الشعر شارك فيه من النروج كلّ من الشاعرين هافارد ريم وكورنيليوس ياكّيلين، ومن لبنان الشاعرين عبّاس بيضون وجمانة حداد.


الشعراء المشاركون في اليوم الاول من الاسبوع الثقافي
الشعراء المشاركون في اليوم الاول من الاسبوع الثقافي
في البداية تحدثت السفيرة النروجية في لبنان السيّدة اودليس نورهايم مقدّمة الشكر لجمعية "نحن" على الجهود التي تبذلها للتقريب بين الشعبين اللبناني والنروجي، ولوزارة الثقافة اللبنانية التي دعمت "الأسبوع الثقافي اللبناني النروجي". وقد أثنت السفيرة على شمول برنامج الأسبوع الثقافي محاضرات تعقد في جامعات، لأن في هذا "إشراك للجيل الشاب في التعرف على الثقافات الأخرى والتفاعل الثقافي".
واعتبرت ان هذا الأسبوع الثقافي مهم للبنانيين وللنروجيين، فالنروج دولة "متعددة الديانات والثقافات" كما لبنان الذي"يعترف رسمياً بـ18 طائفة تعيش جنباً الى جنب وتحترم معتقدات بعضها البعض"، مشيرة الى استفادتها من التجربة اللبنانية. كما رأت أن "احترام الآخر جزء مهم لخلق عالم أفضل وتعاون بين الشعوب والثقافات والديانات". مدير جمعية "نحن"
ثم تحدث مدير جمعية "نحن"محمد أيوب، نافياً أن يكون اللقاء المعقود لقاءً مع الآخر، معتبراً فكرة الغرب المتناقض مع الشرق "كذبة فرضها وحيدو القرن الذين يجتمعون حول وحيد القرن الأكبر ليزيدوا في شعبنا تقسيماً وتمزيقاً واستغلالاً وتهميشاً، لأن الشعوب ساذجة تحتاج الى شيطان تحاربه".
واستنكر أيوب واقع المثقفين في العالم العربي إذ "بينما تتسابق الدول على تبني مثقفيها ودعمهم بالمال والجوائز حتى لو كانوا من اصول أخرى، تنحو دولة الطائفة الى تهميش الثقافة على أساس أنها من الكماليات، وأن لا دور لها في بناء الدولة ولا تغيّر آفاق الرؤيا. فيصبح المثقف لدينا مرادفاً للفقير البلا مصلحة".
ووضع أيوب "الأسبوع الثقافي اللبناني النروجي في إطار توسيع "اطار رؤيانا، ولنخرج من دوائرنا الصغيرة الى رؤيا أوسع وأشمل للوجود".
وعرضت "نحن" بعد كلمة أيوب وثائقياً قصيراً يعرض لأعمال وإنجازات الجمعية منذ انطلاقتها.
اللقاء حول الشعر
بعدها، اعتلى الشعراء المنبر والقوا قصائدهم بعد تقديم الكاتب النروجي وليد الكبيسي كلاً منهم على حدة.
البداية كانت مع الشاعر النروجي هافارد ريم. هافارد ريم قال مرّة للكبيسي أن عمره 250 سنة، فصدّقه الأخير "لأن عمره ومراحل تطوّره مشابهة لتاريخ حركة التنوير في اوروبا التي انتهت بالعلمانية كما حياة ريم، ابن احد قساوسة الكنيسة، الذي انتهى تطوره الفكري بالعلمانية"، قال القبيسي.
ترجم الكبيسي لريم مختارات شعرية من ديوانه "بلاد المشنقة" الى العربية. قال للكبيسي: "بلاد المشنقة هي حيث لا يشنق أحد". قصة هذا الديوان ان ريم استبدل كلمة الصليب في كتاب الإنجيل بكلمة مشنقة، وبدأ بقراءته على هذا الأساس. كما استبدل رمز الصليب الظاهر على أعلام بعض الدول الاوروبية بمشنقة. وتساءل: "ماذا نتوقع من حضارة رمزها القومي مشنقة؟".
اصدر ريم عشر مجموعات شعرية، واشتهر عالمياً لكتابته أشعاراً تغنّيها فرقة "آها"، كما اشتهر بترجمته نصوص شكسبير الى أهمّ المسارح النروجية وبكتابته السير الذاتية لأهم الشخصيات النروجية.
القى ريم مجموعة من القصائد بالنروجية وترجمها الكبيسي مباشرة. "اللغة قيثارة هوائية/ لا أعزف عليها كثيراً/ اقضي معظم وقتي جالساً أدوزن اوتارها"، افتتح امسيته.
ثم أكمل قراءاته الشعرية بقصائد تعرض خلاصة تأملاته الشخصية وتأملاته للقضايا العالمية واوضاع شعوب هذا العالم. قال: "في هذا العالم لا يحدث شيء/ في هذا العالم يشيخ الناس".
يستنكر ريم ضيق الأفق الفكري للمعتقدات الأيديولوجية، الدينية منها وغير الدينية. تحدّث عن "انقراض الهنود البيض" قاصداً الشعوب الاوروبية التي سيذكر التاريخ اسهاماتهم كالديمقراطية وحرية الاعتقاد والتعبير كما ذكر حفاظ الهنود الحمر على الطبيعة وعلاقتهم الخاصة بها.
وختم قراءته بقصيدة "صلاة العشاء"، وهي صلاة لرجل علماني تستغفر الله على الأخطاء البشرية وتستغفره لأن المؤمنين به دعوه أباً لا أماً.
بعد ريم ألقى الشاعر اللبناني عباس بيضون قصيدتين من مجموعته الشعرية "الموت يأخذ مقاساتنا" هما قصيدتي "قط اسمه نينو" التي تتحدث عن ذلك القط المتشرد الذي احضروه الى البيت في كيس، والتي تنطلق من وحي قصة القط للوصول الى خلاصات من اروعها: "إذ لا أشقَّ من أن تجتاز العالم بحذاء واحد وأن تحمله في النهاية في عنقك للقاء الله" وقصيدة "على سطح نفسي" اللتي جال فيها على مكامن النفس البشرية العميقة منها والظاهرة، مقدماً خلاصات فكرية عن حياته.
ثم قرأ الشاعر النروجي الشاب كورنيليوس ياكّيلين الذي ولد سنة 1977، أي في السنة التي أصدر فيها ريم أولى مجموعاته الشعرية، بعضاً من قصائده".
تختلف تجربة ياكّيلين الحياتية عن تجربة ريم، فهو ولد في مجتمع كان قد تحوّل الى العلمانية. عاش في باريس، في الأحياء المسلمة، خمس سنوات فبدأ بالإهتمام بالميثولوجيا، وشعر بنقص في هويته. لم يجد ريم الذي درس الفلسفة وميثولوجيات الشعوب ضالته إلا في الميثولوجيا النروجية القديمة السابقة على المسيحية. وهو أيضاً مغنٍّ أصدر ست اسطوانات مدمجة.
عندما وقف ريم، كان يحمل نسخة من كتاب "القرآن" مترجمة الى النروجية. تحدّث عن مرافقة هذه النسخة حياته واسفاره على مدى 13 سنة، وقرأ منها آيات وصفها بالرائعة.
ياكّيلين قرأ قصائداً استلهمها من الميثولوجيا النروجية القديمة، وأخرى تتحدث عن تجارب من حياته. كما القى قصيدة تتحدث عن عشر سنوات من حياة النروج بمنظار شخص يراها من خارجها.
وختمت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد، التي وصفها الكبيسي بأنها "موسوعة ثقافية ولغوية متحركة"، وبأنها من أهم النساء العربيات اللواتي يتصدّين لثقافة الرجل ولمسائل التمييز بين الجنسين وقضايا المرأة والتابوهات المجتمعية، الأمسية الشعرية. حداد القت قصيدة طويلة بعنوان "جيولوجيا الأنا" تحدثت فيها عن أناها بدءً من صرخات أمها التي ولدتها وصولاً الى حاضرها حيث وصفت نفسها بأنها "أنا من لست عليها الآن/ الأشياء والناس الذين كنتهم/ أمس/ ومن أكونهم في الغد/ ويصنعونني"، مروراً بكافة حياتها ما بين اللحظتين.

بيروت - الهدهد - حسن عباس
الثلاثاء 13 أبريل 2010