نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


عميد الأغنية المغربية يروي ذكريات مشرقة حدثت في أجواء معتمة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب




الرباط - بوشعيب الضبار - بخلفية فنية على خشبة المسرح، تؤثثها صورة تذكارية قديمة تجمع بين الراحلين الملك االحسن الثاني، والموسيقار المصري محمد عبد الوهاب، وببرنامج موسيقي فني حافل، احتفى المركز الثقافي المصري بالرباط، وجمعية "إبداع بلادي"، مؤخرابالذكرى التاسعة عشرة لرحيل "موسيقار الأجيال"، بحضور نخبة من ألمع الأصوات الغنائية التي رددت في تلك الأمسية مجموعة من ألحانه


عميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي
عميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي
ضيف الشرف كان هو عميد الأغنية المغربية، عبد الوهاب الدكالي، الذي أبى إلا أن يستعرض بعض ذكرياته مع محمد عبد الوهاب أثناء وجوده في القاهرة، في منتصف الستينيات من القرن الماضي.

قال عبد الوهاب الدكالي "إن أول لقاء لي مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، تم في الظلمة، وسط قاعة فنية باستوديو مصر سنة 1963، كان يجري فيها عرض عمل فني مصور، شاركت فيه آنذاك، وماأن ظهر إسمي على الشاشة، حتى التفت متسائلا عني. "

واضاف الدكالي، أنه" بعد إنارة الأضواء،إذا بي أرى محمد عبد الوهاب،أملي الكبير،وأبي الروحي، وجها لوجه،أحسست بالدموع تغالبني من الفرحة، وأنا أقف أمام هذا الهرم الفني الكبير الذي طالما داعب خيالي،وأنا طفل صغير أغني وسط الحدائق والجداول في مدينة فاس،وأحلم بلقائه."

يواصل الدكالي الحكي:" سألني عبد الوهاب في البداية، هل معك "عربية"؟ وحين أجبته بالنفي، أخذني معه في سيارة كان يقودها مجدي العمروسي، وحرص على إعطائي رقم تلفونه للاتصال به في البيت. ومنذ تلك اللحظة، توثقت بيني وبينه عرى صداقة حميمية جدا،يومها أحسست بقامتي تكبر، وثقتي في نفسي تزداد."

"ذات مرة،ونحن نتناول طعام الغذاء في بيته،والكلام دائما على لسان عبد الوهاب الدكالي،التفت إلي الموسيقار محمد عبد الوهاب،وقال لي:"أنت تعلمت الموزيكا إزاي؟"أجبته : لقد تتلمذت على يديك ،ولطالما غنيت أغانيك في المحافل الفنية،وربحت من وراء ذلك أموالا طائلة.،فقال لي مداعبا،وهو يمد يده لي:" هات النصف،".لقد كان يتمتع بروح مرحة،وينتشي حينما يسمع نوعا من الإطراء بحقه، ويصبح وجهه مثل طفل صغير، ثم سرعان مايهمس:"أستغفر الله."

وأشار الدكالي إلى أن ذكرياته مع الموسيقار محمد عبد الوهاب "لاتعد ولاتحصى" حسب تعبيره،مذكرا بأنه من الصعب جدا التحدث عنه بصيغة " كان" التي تعني الماضي،"لأنه يعيش بيننا،وأعماله تشهد على ذلك،بكل ماتركه في الوطن العربي من فن وعبقرية.لقد أطرب وما زال يطرب الملايين بأغانيه،كما أبكى الملايين أيضا بأفلامه."

ووصف الدكالي الموسيقار عبد الوهاب بأنه كان محبا وشغوفا، وعاشقا للفن بكل حواسه.

وذكر الدكالي أن الرئيس الراحل أنور السادات كان ذات يوم في زيارة للمغرب، فاتصل به أنيس منصور،الذي كان برفقته، وسلمه هدية من الموسيقار عبد الوهاب، وكانت عبارة عن تسجيل لأغنية " من غير ليه".

وفي هذه اللحظة،احتضن الدكالي عوده، مرتجلا ماأسماه "بعض التجليات الموسيقية"، داعيا الجمهور الحاضر، إلى الإنصات إليها بكل حواسهم، ليغني بعد ذلك " من غير ليه"،اخر ماغناه الموسيقار عبد الوهاب.

وحين لمح الدكالي بين الجالسين الشاعر والإعلامي المغربي محمد الطنجاوي،الذي كان قد غنى الموسيقار عبد الوهاب من أشعاره،أنشودة" الله أكبر"،حياه بتحية خاصة، وغنى بعض المقاطع من قصيدته " مولد القمر"، التي قال عنها، إنها أخذت منه "سنتين من الحب والعشق والسهر .."

وأهدى أحمد عفيفي، المستشار الإعلامي ومدير المركز الثقافي المصري بالرباط، وردة بيضاء، لعبد الوهاب الدكالي، عربون محبة، في إحالة على الفيلم السينمائي الشهير"الوردة البيضاء"، فيما قدم له أبوبكر محمود حنفي سفير مصر شهادة تقدير وتنويه، اعتبارا لمشاركته في الحفل الساهر، ولمسيرته الفنية،مخاطبا إياه بالقول:"إن محمد عبد الوهاب في قلبكم وقلوبنا".

وقال أحمد عفيفي في كلمة بالمناسبة "إن عبد الوهاب موسيقار الأجيال، يعتبر صاحب قامة و قيمة ..و هو عالم شامخ في سماء الفن العربي .. ولؤلؤة الموسيقى وجوهرة الغناء..وهو كروان الفن و بلبله ".

وأكد عفيفي أن " عاشق الروح" كان عنوانا كبيرا للفن العربي.. صنع تاريخا حافلا في الموسيقى و الغناء لا تبليه الايام ولا تمحوه السنون.. قدم لغة موسيقة لا تعرف الحواجز و لا القيود.. ابدع الحانا و نغمات تجاوزت حدود الزمان و المكان، ودخلت القلوب بلا استئذان، و تحولت الى طاقات نور اضاءت حياتنا اليومية."

وتناوب على منصة الغناء في هذا الحفل الفني الساهر المطربون المغاربة محمد علي والبشير عبده وعزيز حسني، وغيرهم من نجوم الفن والطرب الذين تنافسوا فيما بينهم لتقديم باقة مختارة من روائع الطرب في الزمن الجميل للأغنية العربية، كما صاغ ألحانها، وأبدع نغماتها موسيقار الأجيال

بوشعيب الضبار
السبت 15 ماي 2010