تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


فيلم "المصري" تشابك واشتباك الافكار المصرية منذ الفراعنة الى عهد مبارك مرورا بعبد الناصر




القاهرة - رشيد نجم - فيلم مصري او اوروبي او ايا يكن، المهم انه فيلم "المصري" الذي احتفى بالمصري زاهي حواس امين عام المجلس الاعلى للاثار المصرية على طريقته الخاصة ، فعرض الحياة المصرية بالصوت والصورة، الصوت من خلال ما قالته باقة من المصريين تنوعوا بين اهل السياسة والفكر، من الحرس الثقافي القديم وصولا الى الاقلام الشابة، وبالصورة من خلال مشاهد من القاهرة نقلتها العدسة من خلال جمع التناقضات التي اغضبت مجموعة من المصريين، وقد استطلع الهدهد اراء مجموعة من المثقفين الشباب الذين راوا ان الفيلم نقل السلبيات دون غيرها، خصوصا الزحام واكوام النفايات مع التركيز على الحجاب والنقاب بالاضافة الى الافراح الشعبية مشاهد الغرام بين الشباب على ضفاف النيل، ويقول احد الذين تحدثوا للهدهد الدولية بان الفيلم يعتبر ناقصا وساقطا من الناحية الفنية والسردية، فمصر لا يمكن اختزالها بهذه المشاهد فقط مع عدم نفي وجودها، فالحالة التي عليها بعض احياء القاهرة اليوم ليست اسلوبا معمما على كل شوارعها، واعتبر اخرون بان الفيلم لم يخرج عن النطاق التوثيقي لكنه فشل ايضا في هذه الناحية بسبب عدم التوازن في اللقطات.


زاهي حواس امين عام المجلس الاعلى للاثار المصرية
زاهي حواس امين عام المجلس الاعلى للاثار المصرية
شتان بين حياة آل فرعون والباحثين عنها وعن اسرارها، وبين الحياة العصرية المصرية كما صورها الفيام، وبمجرد التفكير بمقارنة العصرين تتبين لنا النتيجة التي وصل اليها من شاهد الفيلم، وكمية اللوم والرضا التي لم تتوازن، فمن النهاية او قبلها الفيلم قدم جمال البنا الذي صور عبد الناصر بانه اعاد مصر الى ما قبل عشرينات القرن الماضي واتهمته بانه المسؤول الاول والاخير عن هزيمة 1967 ، وبالاضافة الى البنا تكلمت المدونة المصرية عبير سليملن التي فتحت ابواب مآسي الزواج في مصر وقولها انها نفست عن احاسيسها بعدم الاستمتاع بالحياة لكن في الوقت نفسه فان عدم وجود الزوج بات امرا لا يشكل لها اي مشكلة.

وبين لقطات عادية بل عادية جدا بالنسبة للمواطن المصري وغير عادية بالنسبة للمشاهد الاوروبي، فجيهان السادات مثلا لم تؤكد الا على تدهور التعليم كسبب رئيسي لتدهور حياة المواطن المصري، بالاضافة طبعا الى الخطوة الجريئة كما وصفتها التي قام بها الرئيس الراحل انور السادات باتجاه السلام، اما عمر الشريف فقد شدد على حب المواطن للحياة وتمسكه بها الى اقصى الدرجات بالضافة الى التحرر والليبرالية واحترام المراة.

ولابراز الحداثة الثقافية كان لوزير الثقافة فاروق حسني الصديق القديم لحواس كلمات جميلة بحق صديقه ووصف شغف زاهي بالاثار ونجاحه باكتشاف الاثار وبراعته بالترويج للحضارة المصرية حول العالم، كما قدم صانع الفيلم ايضا الكاتب علاء الاسواني الذي فتح نيرانه على الوهابية التي انتشرت في مصر بفضل المصريين الذين توافدوا الى الخليج وراء لقمة عيشهم فنقلوها معهم بعد عودتهم، ويقول الاسواني ان الرؤية لدى المصريين اصبحت ضبابية جدا لكنه متفائل بالمستقبل وما سيحمله معه للمواطن المصري نافيا اي دور للحكومة المصرية في ذلك.

الفيلم عرض في حديقة الاتحاد الاوروبي في ضاحية الزمالك الراقية وكان من اخراج المصور الايطالي ساندرو فانيني الذي كتبه مع مارك انارو، وفي نهايته عاود حواس الظهور ليقول انه لا بد من الوقوف على الماضي ودرسه وفهمه جيدا لنستطيع بناء المستقبل بالشكل الصحيح، ويقول حواس ايضا انه عاشق للقاهرة لدرجة انه ما ان يسافر حتى يفكر بالعودة اليها واصفا اياها بالمدينة الساحرة، والفيلم وحسب مخرجه فانيني فهو وسيلة للاحتفاء بحواس من خلال عرض الحضارة العريقة التي يحاول حواس اكتشاف اسرارها والواقع الحالي للمصريين والمجتمع المصري، وقد سرد حواس قصة حياته ساردا عشقه للاثار المصرية وكيف ترك فرص كثيرة في الولايات المتحدة ليعود الى مصر ليغوص في اسرار حضارتها.

رشيد نجم
السبت 10 أبريل 2010