نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


"قسد" تقدّم هديتين للنظام مقابل مطلب وحيد..ما هو وما موقف الروس؟






تُواصل قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) مغازلة نظام أسد بهدف التوصل إلى اتفاق معه يضمن بقاءها في شرق سوريا وحصولها على حكم ذاتي مقابل تقديم تنازلات عسكرية وأمنية واقتصادية، أبرزها التخلي عن حقول النفط وانخراط قواتها ضمن ميليشيات أسد لتكون جزءاً منها.

وأكد "آلدار خليل" القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي بمقابلة تلفزيونية استعداد الحزب للدخول بعملية حوار نهائية مع نظام أسد، مشيراً إلى أن تسليم حقول النفط الواقعة في مناطق سيطرته شمال شرق سوريا للنظام قد يكون أحد شروط البدء بتلك العملية.


وادّعى خليل في مقابلته التي أجراها مع قناة "روسيا اليوم" مؤخراً، أن حزبه ليس لديه أي نية لاحتكار الثروات الباطنية في مناطق سيطرته، بل يعتبرها "ثروات وطنية لجميع السوريين".

وقال "إن تمكنّا من الجلوس والحوار والتفاوض مع النظام، سنناقش حينها التفاصيل حول هذه الموارد الموجودة في الشمال السوري، وفي حال اتفقنا حول الموضوع الإداري والسياسي، يمكننا بكل سهولة التفاهم والاتفاق حول موضوع النفط"، مطالباً أن تكون سوريا "ديمقراطية لا مركزية، يمكن فيها لجميع المناطق بأن تدير نفسها بنفسها بشكل ديمقراطي، اعتماداً على إيراداتها وإدارتها الذاتية".

جزء من جيش أسد

وتزامن تصريح القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي مع تصريح آخر صدر عن "رياض درار" رئيس "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) الجناح السياسي لـ"قسد" أكد فيه أن ميليشيا قسد ستكون جزءاً من جيش أسد بعد التسوية بين الحزب والنظام.

وذكر "درار" أن قسد مستعدة للحوار مع حكومة أسد دون قيود، معيداً التأكيد على ما ذهب إليه  آلدار خليل بأن بشار الأسد هو حاكم سوريا ولا بد من التفاوض معه مباشرة، على حد تعبيره.

وأردف درار أن هناك وساطة روسية بين النظام وما وصفها "بالإدارة الذاتية" لكنها بحسب اعتقاده ليست كافية، مضيفا أن التقدم الروسي داخل المناطق التي تسيطر عليها "قسد" يؤشر إلى أن الروس قد يكونون أكثر جدية في دعم الحوار هذه المرة.

تصريحات فارغة

وتعليقاً على هذه التصريحات، قال المقدَّم المنشق عبد الله النجار لأورينت نت، إنها ليست جديدة بل هي أسطوانة يرددها أتباع "ب ك ك" شرق الفرات إرضاء للأمريكان تحديداً، بعد أن طلبوا منهم الاتفاق مع النظام حتى يتسنّى لهم -أي الأمريكان- مغادرة المنطقة.

وأضاف: "أما عملياً فهي تصريحات فارغة أي غير عملية لأن النظام لا يستطيع منحهم أي شيء أكثر من الإدارة المحلية، ولذلك هو لم يرد نهائياً على تصريحاتهم ولم يلمسوا منه أي إشارة استجابة".

أمّا عن الدور الروسي فأشار المقدّم إلى أن الروس يتخذون دور الوسيط ويسيل لعابهم على نفط شرق الفرات لكن الأمر يتطلب الكثير من التنازلات التي لايستطيع النظام تقديمها حالياً.

وتابع: "زد على ذلك أن أتباع ب ك ك أثبتوا حسن نية كما أثبتوا مقدرة على إعادة النظام إلى شرق الفرات عندما أدخلوا الرتل الروسي من دیر الزور إلى الرقة رغم رفض الأهالي وهو كان المطلوب لإثبات قدرتهم على إعادة النظام إلى هناك في حال حصول اتفاق معهم".

التلكؤ الأمريكي

بدوره، قال الصحفي السوري سامر الأحمد إن محاولات تقارب قسد من النظام جاءت نتيجة التلكؤ الأمريكي في استمرار دعمها وخشية من غموض الموقف الأمريكي وخاصة فيما يتعلق بمستقبل وجود قواتها في الشرق السوري وتخوف قسد من تكرار سيناريو أفغانستان والانسحاب الأمريكي المفاجئ، بالتالي الولايات المتحدة لم تُبدِ أي موقف لا رافض ولا داعم للتقارب بين قسد والنظام.
وأضاف الأحمد: "أعتقد أنه تقارب بين قسد وروسيا وليس بين قسد والنظام لأن قيادات قسد وخاصة قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" رأت أن مصلحتها تكمن مع روسيا والبارحة كانت تكمن مع أمريكا، وبالنسبة لحزب شمولي يحاول الحفاظ على وجوده قدر المستطاع، فالمصلحة الوجودية هي التي دفعته لهذا التقارب.
 
وتابع: "أما العلاقة بين حزب العمال والنظام فهي علاقة تاريخية تمتد منذ تأسيس الحزب في دمشق على يد عبد الله أوجلان بالثمانينات، وظل مدعوماً من نظام حافظ الأسد عدة سنوات حتى بعد تسليم أوجلان"، موضحاً أن عودة العلاقات الجيدة بين مخابرات أسد وهذا الحزب كانت مطلع الثورة السورية وصدور عفو خاص شمل صالح مسلم وألدار خليل وبعض القيادات الأخرى.

وأردف الأحمد: "بعد عودتهم لسوريا قام النظام بتسليم هذا الحزب المرافق الأمنية والخدمية في الجزيرة السورية، وتكفل الحزب بقمع الحراك الثوري في الشارع الكردي ريثما يتفرغ النظام لقمع الحراك في بقية أنحاء سوريا، وعقد النظام مع هذا الحزب عدة اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية أبرزها حماية الحقول النفطية، فاليوم أي تقارب بينهما غير مستغرب لأنه نتيجة طبيعية لعلاقات سياسية عمرها أكثر من 40 سنة".

مغازلة النظام

وأشار إلى أن قادة حزب الاتحاد الديمقراطي يحاولون مغازلة النظام بوساطة روسية أو من دون وساطة حتى، فهم يريدون الحفاظ على وجود كينونة ما في الجزيرة العربية، بعد أن فقدوا قواعدهم في تركيا، وينحصر وجودهم في جبال قنديل بينما يحاولون الاستمرار في سنجار بالعراق إضافة إلى محاولتهم الحفاظ على وجودهم في شرق سوريا باتفاقية ما مع النظام يوافقون من خلالها على نشر قوات أسد على الحدود ورفع علمه مقابل حمياتهم من تركيا والاعتراف بكيان حكم ذاتي.

ولفت إلى أن النظام يريد الانتشار على الحدود وروسيا تريد وضع قواعد جديدة لها في الحسكة، كما إن النظام وروسيا يريدان السيطرة على الحقول النفطية في حين قسد لا تمانع بكل هذا مقابل الاعتراف بحكم ذاتي، ولكن النظام يبدو غير مستعد لتغيير شكله المركزي الاستبدادي التسلطي بأي خطة كانت، لأن أي تغيير سيؤدي إلى زعزعة في سلطة النظام، وحتى إذا وافق في تغيير العقلية السلطوية فهل روسيا وتركيا ستقبلان بذلك؟، فهناك جملة تعقيدات ستجعل من الصعب أن يتفق النظام مع قيادات الحزب. 
 
وبيّن أن روسيا تستغل التلكؤ الأمريكي في حسم الموقف في الشرق السوري وحاجة تركيا الأمنية في تأمين حدودها من أجل الضغط على قسد والحصول على تنازلات تضمن لروسيا توسيع نطاق سيطرتها ونفوذها في الجزيرة السورية. 

وكانت وكالة "سبوتنيك" تحدثت في 3 تشرين الثاني/نوفمبر عن مناورات عسكرية روسية بالاشتراك مع "قسد"، شاركت فيها مقاتلات حربية ومروحيات روسية في الريف الشرقي لمدينة عين عيسى وعلى خطوط التماسّ بين ميليشيا قسد والجيش الوطني في صوامع قرية شركراك، وألقت خلالها البالونات الحرارية والقنابل الضوئية.

أورينت نت - هاني البيات
الاثنين 8 نونبر 2021