نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


قصب السكر في صعيد مصر ملاذ آمن لعتاة المجرمين والخارجين على القانون






الأقصر (مصر) - حجاج سلامة - رغم ما يمثله قصب السكر من مصدر خير وبهجة لأهالي صعيد مصر الذي تعد زراعاته الكثيفة التي تمتد على مساحة آلاف الأفدنة فى الصعيد مكانا آمنا لاختباء المجرمين والخارجين على القانون ومكانا لمن يريد الأخذ بالثأر أو القيام بأعمال تخريبية وهو ما أدى – بحسب دراسة لمركز الأقصر للدراسات والحوار والتمنية - إلى وجود قناعة راسخة في عقل الحكومة وأجهزتها الأمنية قبل قرابة عقدين من الزمان بضرورة مواجهة هذا الموقف وخاصة مع تنامي حوادث العنف الموجهة للسياح والتي كان من أشدها عنفا حادثة الدير البحري الشهيرة غرب الأقصر في عام 1997التي راح ضحيتها 57 سائحا وسائحة.


قصب السكر في صعيد مصر ملاذ آمن لعتاة المجرمين والخارجين على القانون
فقد قامت أجهزة الأمن اثر تلك الحادثة وما سبقها بإزالة مساحات كبيرة من زراعات القصب الواقعة على جانبي الطرق السياحية والسريعة خشية اختباء الجماعات المسلحة بها عند تنفيذ أعمال العنف ضد الشرطة والسياح آنذاك وذلك فيما سمى بالحزام الأمني الذي لا يزال معمولا به حتى اليوم.
 
وفى أسيوط وسوهاج وقنا وغيرها من محافظات صعيد مصر كانت زراعات القصب وما زالت عاملا مساعدا في ارتكاب العديد من جرائم الثأر وهروب الكثير من الخارجين على القانون . و تمكنت أجهزة الشرطة مؤخرا من ضبط ترسانة أسلحة عند مدخل قرية النخيلة لكن المهربين الذين تبادلوا إطلاق النيران مع قوات الشرطة نجحوا في الفرار إلى زراعات القصب الكثيفة مما أعاق عملية القبض عليهم لصعوبة الوصول لهم والمخاطر التي تحيط بأي عملية أمنية لاقتحام زراعات القصب .
 
وكانت زراعات القصب بأسيوط مخبأ آمنا لعزت حنفي تاجر الأسلحة والمخدرات الشهير، والذي شكل شراكة إجرامية مع شقيقه حمدان وآخرون، واستولوا على 280 فدانا في جزيرة النخيلة لتابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط ، وزرعوا عشرات الأفدنة بالمخدرات، وقامت عصابته باستقطاب الهاربين من أحكام في شتى محافظات الصعيد،الذين كانوا يهربون وسط زراعات القصب على الدوام عند أي محاولة أمنية لضبطهم واستولت على مئات الأفدنة في المنطقة لزراعتها بالمخدرات، وبلغت سطوتها في قيامها بتهديد بعض الصحفيين لمنعهم من متابعة الجرائم التي يرتكبونها والتي بلغ عدد ضحاياها خلال السنوات الخمس الأخيرة 103 قتلى ، كما شملت تلك التهديدات عدداً من نواب البرلمان المصري.
 
وبعد عملية اقتحام كبيرة شنتها الشرطة على الجزيرة تم القبض عليه في أول آذار/ مارس 2004 وتم إعدامه هو وشقيقه في 18 حزيران/يونيو 2006 وفى قنا كانت زراعات القصب و لا تزال مخبئا للعديد من المسجلين والهاربين من تنفيذ أحكام قضائية . ومركزا للقيام بعملية الثأر المتبادل بين القبائل . وكان أشهر من كان يتخذ من زراعات القصب مخبأ في قنا هو نوفل سعد الدين اشتهر باسم خط الصعيد وعرف بعلاقاته الغامضة مع جنرالات الداخلية آنذاك . و رحل بعد أن انتهت حياته رمياً بالرصاص في زراعات القصب بمعقله بقرية حمرا دوم في قلب محافظة قنا. لكن رحيله عن الوجود لم يضمن علي الأرجح رحيلاً مماثلاً لكم هائل من الأسرار.
 
وبحسب دراسة مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية فإن هناك أكثر من شخص من المطاريد الذين سكنوا زراعات القصب هربا من الملاحقة القانونية حملوا اسم خط الصعيد عبر عقود مضت ، ولكن أشهرهم وأكثرهم دموية هو"محمد منصور " الذي بدأت قصته بسبب جريمة قتل بسبب الثأر انتقاما لمقتل أحد أقاربه، ومن بعدها استمرت لعبة القط والفأر بينه وبين رجال الشرطة لمدة زادت على 34 عاما بدأت من عام 1914 وحتى عام 1940 وعلى مدى هذه السنوات تحول منصور إلى أسطورة اختلطت فيها الوقائع الحقيقية بالمبالغات منها إحدى القصص العجيبة عندما علم أن مأمور أسيوط سيشاهد أحد الأفلام في سينما المدينة، وهنا دخل الخط قاعة العرض وجلس إلى جوار المأمور مباشرة وقدم له سيجارة من علبته الأنيقة وفى اليوم التالي أرسل إليه رسالة يقول فيها إنه الخط وهو سعيد بالسهرة معه في السينما.
 
وجاءت نهاية الخط الدرامية عندما استطاعت الشرطة أن تستدرجه لمنزل أحد أصدقائه وتحاصره وعندما رفض أن يستسلم تم إطلاق النار عليه وقتله وأراد بعض أهالي أسيوط وبعض ضباطها أن يحملوا جثته على " سيارة كارو " ويطوفوا بها المدينة لكن محافظها الشاعر الرقيق عزيز باشا أباظة رفض ذلك احتراما لقدسية الموت وخشية الهجوم على الجثة من أعدائه أو حملها على الأعناق من محبيه.ومن الصعيد أيضا يأتي أحد السفاحين العتاة الذي اشتهر باسم " سفاح بنى مزار" وهو " عيد عبد الرحيم دياب " والذي اتهم بقتل 56 مواطنا بالإضافة إلى عشرات الاعتداءات على النساء و البلطجة بكافة أنواعها، وقد بدأ عيد حياته خارجا عن القانون كلص ماشية في قرى المنيا .
 
وبدأ تاريخه الأسود في القتل عندما قتل شقيقين معا وألقى بالجثتين في بحر يوسف, بعدها قتل أحد أصدقائه الذي اختلف معه وخوفا من ثأر أهل القتيل استدرج عائلته بالحيلة في أحد أيام الجمعة ليقوم بفتح الرصاص من مدفعه الرشاش عليها ليقتل ويصيب 25 مواطنا في " طلعة " واحدة دون أن يكون لمعظمهم أية مشكلة مع سفاح بنى مزار.وفى الأقصر تحول زراعات القصب بحسب تصريحات اللواء احمد ضيف صقر مدير الأمن دون إلقاء القبض على ياسر الحمبولى زعيم عصابة الحمبولى الشهيرة والمتهم بارتكاب أكثر من مئة جريمة ما بين قتل وسطو مسلح قبل سقوطه في قبضة الشرطة . الأمر الذي جعل سلطات محافظة الأقصر والأجهزة الأمنية بالمحافظة تدرس مقترحا لإزالة عشرات الأفدنة من زراعات القصب شرق المدينة وغربها بينها 60 فدانا بمنطقة الضبعية غرب الأقصر والتي تستغلها العصابات المسلحة في الهروب والاختباء والانطلاق منها لتنفيذ عملياتها الإجرامية . والتي باتت أوكارا وملاذا آمنا للبلطجية وأفراد عصابتي الحمبولى وحمزة شرق المدينة وغربها .
 
وتقول مصادر أمنية أن زراعات القصب تسببت في تمكن أفراد تلك العصابات من الفرار من قبضة قوات الشرطة والجيش أكثر من مرة لكثافة تلك الزراعات وطول مساحاتها وارتفاع طولها .

حجاج سلامة
الاحد 5 ماي 2013