الكاتب الباسكي كيرمن أوريبي
وعلى الرغم من أن رواية أوريبي "بيلباو- نيويورك- بيلباو" عمل تجريبي، إلا أنها حرصت جيدا على عدم الوقوع في فخ التباهي بالخرق الجذري لفنون القرن العشرين. و دلل أوريبي على ذلك بقوله:" الرواية تجريبية لكنها لا تعد خروجا على ما قبلها".
أما عن "كيرمن أوريبي" فهو في حقيقة الأمر شاعر، بدأ مؤخرا في تأليف الروايات. وبعد منحه هذا التكريم، يصبح ثالث باسكي يحصل على جائزة الرواية الوطنية في تاريخها. وقد تصدر اسمه ميدان المنافسة حين قام "باتشي لوبيث" رئيس حكومة إقليم الباسك المحلية - وهو أول حاكم باسكي من حزب غير قومي خلال ثلاثة عقود حيث ينتمي للحزب الاشتراكي الحاكم- بإلقاء قصيدة لـ"اوريبي" في شهر أيار/ مايو عام 2009 أثناء مراسم استلام منصبه وأداء اليمين.
وأراد الكاتب أن يشرح لماذا يفضل "التغيير عن الخرق"، حيث قال: "إن هذه الرواية تنسب إلى التقليد الباسكي والاسباني.. وعلى الرغم من أنها تجريبية إلا أنها تتغذى من الحكمة والعلم الحي للأدب، ومن المخزون الأنجلوساكسوني,, وأيضا من التقليد الغربي للرواية". وأضاف: "أردت أن أقدم شيئا مختلفا ومبتكرا".
"بيلباو – نيويورك – بيلباو" تحكي تاريخ ثلاثة أجيال عريقة ومتأصلة في إقليم الباسك، خاصة في "أندارورا" المتميزة والمعروفة بمصايد الأسماك في الساحل الشمالي الاسباني. وعلى الرغم من ذلك اقتصرت هذه الملحمة على تقديم حبكة بها العديد من النوادر والكثير من الانطلاقات والأسفار. في حين تزينها دائما عناصر معينة من الخيال، يتأمل الراوي باستمرار من خلالها مهمة كتابة نص الرواية ذاتها.
وأضاف: "إن تأثير التكنولوجيا الحديثة شديد الوضوح في الرواية.. إنها رواية تحاكي زماننا"، فهي تعكس علي سبيل المثال طريقة القراءة الأكثر تقطيعا، مدفوعة ومتأثرة بالتكنولوجيا الحديثة والجديدة ومنتدياتها والشبكات الاجتماعية الشهيرة كالـ"فيس بوك". وسنرى النص يتبادل قصاصات "نسخ ولصق أو "copy- paste" من موسوعة الويكيبيديا وأجزاء من المراسلات الالكترونية للكاتب.
إن الرواية تحاول استرداد وإنقاذ استمرارية الحياة التي تتسم بثقافة محلية تعترضها هاوية عالم العولمة.. لذا نرى أن النص الأصلي للرواية كتب باللهجة الباسكية وقرأته (لجنة التحكيم الأولى) في صورة ترجمة مؤقتة.
يقول الشاعر: "كانت لأبي حياة واحدة فقط، كانت له خطيبة واحدة، تزوج مرة واحدة، وكانت له وظيفة واحدة..... هكذا كانت الحياة ..... ليس إلا.. أما الآن فكأننا نعيش ثلاث أو أربع حياوات في نفس الوقت، فالثوابت الجديدة هي "تغيير الوظائف، تبديل مكان السكن....الخ". ويمكننا القول بأن العنوان واضح ويشير إلى نفسه دون الحاجة إلى توضيح أو شرح، فنستدل منه أن هناك "رحلة عمل روتينية". رحلة الطيران التي تمثل "الوقت الواقعي والحقيقي" الذي بدأ منه الراوي التخيلي تذكر تاريخ عائلته – الذي أراد أن ينقله إلى النص – هي عن عمد رحلة سريعة ليوم واحد ذهابا وإيابا، تبدأ وتنتهي في بيلباو بعد فترة فاصلة في نيويورك.
ويشير أوريبي إلى أن "الرحلة ليست هروبا.. فالكاتب لن يذهب للبحث عن حياة أخرى في عالم جديد"، إنما "أردت أن أقدم رؤية لطيفة لإقليم الباسك" بحسب تعبيره. ويتفادى كيرمن بدقة ومهما كلفه الأمر الاقتراب من مستنقع السياسة والايدولوجية، فيمزح قائلا: "إن السياسة غاية في الخطورة".
يا له من تملق أن يسمع على حين غرة عبر الراديو رئيس حكومة الباسك الجديد يقرأ إحدى قصائده، إلا أنه يفضل البقاء بعيدا ولا ينشغل أو يهتم بأي شرح أو ترجمة غير صحيحة أو زائفة قد تطرح عند استخدام اللهجة الباسكية الأصلية. فقد أشار "كيرمن" إلى أنه يود أن يرى اللغة بطريقة طبيعية دون أن يحملها أو يفرض عليها مضمونا غريبا.
وكما يتذكر "أوريبي": من "بيلباو – نيويورك – بيلباو" نستخلص هذه "الرؤية اللطيفة" تلك التي التمس أديب نوبل التركي "أورهان باموك" رسمها عن بلده.
فعلى سبيل المثال في ذكرياته عن والده وعن خطوط الفرشاة على مركب صيد السمك لجده، وعن مهنة إذا لم تكن مهددة بالانقراض فقد تم استبدالها جذريا بسبب التطور و الحداثة، انه لطف سوداوي ومؤانسة كئيبة وفي الوقت نفسه بهما تفاؤل !
الرواية هناك "تغيير" نوعا ما تقليدي ومبتذل.... هي "خرق" فني..... هكذا تحولت في بدايات القرن الحادي والعشرين إلى "تناقض"؟ إنها قبل أي شيء رواية قوية ولها قيمتها.
الرواية هنا، بما فيها من أوجه قصور أو نقص، تجريبية..... وربما دون طريق واضح.... و ليست فقط تجربة بل هي تجربة تامة وشاملة.
أما عن "كيرمن أوريبي" فهو في حقيقة الأمر شاعر، بدأ مؤخرا في تأليف الروايات. وبعد منحه هذا التكريم، يصبح ثالث باسكي يحصل على جائزة الرواية الوطنية في تاريخها. وقد تصدر اسمه ميدان المنافسة حين قام "باتشي لوبيث" رئيس حكومة إقليم الباسك المحلية - وهو أول حاكم باسكي من حزب غير قومي خلال ثلاثة عقود حيث ينتمي للحزب الاشتراكي الحاكم- بإلقاء قصيدة لـ"اوريبي" في شهر أيار/ مايو عام 2009 أثناء مراسم استلام منصبه وأداء اليمين.
وأراد الكاتب أن يشرح لماذا يفضل "التغيير عن الخرق"، حيث قال: "إن هذه الرواية تنسب إلى التقليد الباسكي والاسباني.. وعلى الرغم من أنها تجريبية إلا أنها تتغذى من الحكمة والعلم الحي للأدب، ومن المخزون الأنجلوساكسوني,, وأيضا من التقليد الغربي للرواية". وأضاف: "أردت أن أقدم شيئا مختلفا ومبتكرا".
"بيلباو – نيويورك – بيلباو" تحكي تاريخ ثلاثة أجيال عريقة ومتأصلة في إقليم الباسك، خاصة في "أندارورا" المتميزة والمعروفة بمصايد الأسماك في الساحل الشمالي الاسباني. وعلى الرغم من ذلك اقتصرت هذه الملحمة على تقديم حبكة بها العديد من النوادر والكثير من الانطلاقات والأسفار. في حين تزينها دائما عناصر معينة من الخيال، يتأمل الراوي باستمرار من خلالها مهمة كتابة نص الرواية ذاتها.
وأضاف: "إن تأثير التكنولوجيا الحديثة شديد الوضوح في الرواية.. إنها رواية تحاكي زماننا"، فهي تعكس علي سبيل المثال طريقة القراءة الأكثر تقطيعا، مدفوعة ومتأثرة بالتكنولوجيا الحديثة والجديدة ومنتدياتها والشبكات الاجتماعية الشهيرة كالـ"فيس بوك". وسنرى النص يتبادل قصاصات "نسخ ولصق أو "copy- paste" من موسوعة الويكيبيديا وأجزاء من المراسلات الالكترونية للكاتب.
إن الرواية تحاول استرداد وإنقاذ استمرارية الحياة التي تتسم بثقافة محلية تعترضها هاوية عالم العولمة.. لذا نرى أن النص الأصلي للرواية كتب باللهجة الباسكية وقرأته (لجنة التحكيم الأولى) في صورة ترجمة مؤقتة.
يقول الشاعر: "كانت لأبي حياة واحدة فقط، كانت له خطيبة واحدة، تزوج مرة واحدة، وكانت له وظيفة واحدة..... هكذا كانت الحياة ..... ليس إلا.. أما الآن فكأننا نعيش ثلاث أو أربع حياوات في نفس الوقت، فالثوابت الجديدة هي "تغيير الوظائف، تبديل مكان السكن....الخ". ويمكننا القول بأن العنوان واضح ويشير إلى نفسه دون الحاجة إلى توضيح أو شرح، فنستدل منه أن هناك "رحلة عمل روتينية". رحلة الطيران التي تمثل "الوقت الواقعي والحقيقي" الذي بدأ منه الراوي التخيلي تذكر تاريخ عائلته – الذي أراد أن ينقله إلى النص – هي عن عمد رحلة سريعة ليوم واحد ذهابا وإيابا، تبدأ وتنتهي في بيلباو بعد فترة فاصلة في نيويورك.
ويشير أوريبي إلى أن "الرحلة ليست هروبا.. فالكاتب لن يذهب للبحث عن حياة أخرى في عالم جديد"، إنما "أردت أن أقدم رؤية لطيفة لإقليم الباسك" بحسب تعبيره. ويتفادى كيرمن بدقة ومهما كلفه الأمر الاقتراب من مستنقع السياسة والايدولوجية، فيمزح قائلا: "إن السياسة غاية في الخطورة".
يا له من تملق أن يسمع على حين غرة عبر الراديو رئيس حكومة الباسك الجديد يقرأ إحدى قصائده، إلا أنه يفضل البقاء بعيدا ولا ينشغل أو يهتم بأي شرح أو ترجمة غير صحيحة أو زائفة قد تطرح عند استخدام اللهجة الباسكية الأصلية. فقد أشار "كيرمن" إلى أنه يود أن يرى اللغة بطريقة طبيعية دون أن يحملها أو يفرض عليها مضمونا غريبا.
وكما يتذكر "أوريبي": من "بيلباو – نيويورك – بيلباو" نستخلص هذه "الرؤية اللطيفة" تلك التي التمس أديب نوبل التركي "أورهان باموك" رسمها عن بلده.
فعلى سبيل المثال في ذكرياته عن والده وعن خطوط الفرشاة على مركب صيد السمك لجده، وعن مهنة إذا لم تكن مهددة بالانقراض فقد تم استبدالها جذريا بسبب التطور و الحداثة، انه لطف سوداوي ومؤانسة كئيبة وفي الوقت نفسه بهما تفاؤل !
الرواية هناك "تغيير" نوعا ما تقليدي ومبتذل.... هي "خرق" فني..... هكذا تحولت في بدايات القرن الحادي والعشرين إلى "تناقض"؟ إنها قبل أي شيء رواية قوية ولها قيمتها.
الرواية هنا، بما فيها من أوجه قصور أو نقص، تجريبية..... وربما دون طريق واضح.... و ليست فقط تجربة بل هي تجربة تامة وشاملة.


الصفحات
سياسة








