نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


معركة الأقصى أو "جبل الهيكل" تحول الصراع العربي - الصهيوني من سياسي الى ديني




القدس - ماجدة البطش - حذر محللون اسرائيليون وفلسطينيون من ان عدم التوصل الى حل نهائي لوضع مدينة القدس والمسجد الاقصى، لب الصراع المركزي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، من شأنه ان يؤجج البعد الديني للصراع بين الطرفين.
وقال المحلل الاسرائيلي المستقل موشي عميراف لوكالة فرانس برس ان "جبل الهيكل (المسجد الاقصى) بالذات سيكون بؤرة الاحتراب والاقتتال، خصوصا ان هناك ازديادا كبيرا في اعداد المتدينين المتعصبين من كلا الطرفين".


معركة  الأقصى أو "جبل الهيكل" تحول الصراع العربي - الصهيوني من سياسي الى ديني
واضاف عميراف ان "موضوع المسجد الاقصى كان المعضلة في مباحثات كامب ديفيد عام 2000. لقد فشل السياسيون الفلسطينيون والاسرائيليون آنذاك في حل موضوع جبل الهيكل وسيفشل السياسيون مرة اخرى في الحل النهائي، اذا لم يجدوا حلا لموضوع القدس والاقصى".
واعتبر عميراف، وهو خبير في موضوع القدس ورافق رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك في محادثات كامب ديفيد، ان "هناك 55% من الاسرائيليين يؤيدون تقسيم مدينة القدس، بينما هناك ما بين 70% الى 80% من الاسرائيليين يؤيدون ابقاء جبل الهيكل تحت السيادة الاسرائيلية".

من جهته اعتبر المحلل الفلسطيني مهدي عبد الهادي انه "منذ عام 2000 وبعد مفاوضات كامب ديفيد ولقاءات طابا، وخصوصا بعد استفزازات واقتحامات للمسجد الاقصى، بدأ التوجه لدى الفلسطينين والعرب، ياخذ منحى دينيا كرد فعل على الاستفزازات الاسرائيلية، ولم يعد الصراع وطنيا مثلما كان خلال الاربعين عاما الماضية".
واكد "ان مدينة القدس هي مركزية الصراع والقضية، اذ انها تجمع كل عناصر الصراع من لاجئين وحق عودة وتقسيم المدينة والهوية القومية ووضع الاماكن المقدسة والاقصى".

ولفت عبد الهادي الى ان "استمرار الاستفزاز الاسرائيلي للاقصى يخلق ثقافة الانتقام والغضب والعداء الديني، وتتراكم فيه ثقافة الانتقام من اليهودي وتتطور وتنتقل الى الشارع الفلسطيني، وتأخذ عندها ادوات المقاومة اشكالا فردية".
وبدوره اكد عميراف ان "المسلمين يخشون ان تقوم مجموعات يهودية متطرفة بهدم الاقصى وبناء الهيكل، بينما يخاف اليهود بان يخسروا سلطتهم على المكان، وخصوصا ان هناك ضغوطات من قبل الادارة الاميركية عليهم، مما يخلق شعورا قوميا كبيرا عندهم بان كل العالم ضدهم".
وللخروج من دائرة الصراع على الاقصى ومنعا لاراقة الدماء يقترح عميراف ان يكون "الحل دينيا عبر اجتماع رجال دين من علماء الازهر والعالم الاسلامي والحاخاميات اليهودية ورجال دين في الفاتيكان والاحتكام عند البابا".

وشدد مبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير في كلمة امام منتدى حول التفاهم الديني في جامعة جورج تاون الامريكية على اهمية الاعتراف بالبعد الديني للنزاع في الشرق الاوسط ومعالجته.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني السابق الزعماء الدينيين في القدس الى توجيه نداء مشترك لابقاء المدينة المقدسة مفتوحة لاتباع كل الديانات حتى عند اندلاع التوترات.
وقال "احد الامور التي نسعى الى تنظيمها هو صدور بيان مشترك من الحاخامات والزعماء المسيحيين والمسلمين حول القدس ينص على انها مدينة مفتوحة للعبادة للناس من كل الاديان".
وقال "اذا لم نكن مستعدين للاعتراف بهذا البعد والتصرف على اساسه، اعتقد اننا سنفشل في واجبنا".
واضاف بلير "يقولون لي ان المسالة لا تتعلق بالدين، كما نعلم. بل تتعلق بالسياسة+".
وتابع "اقول حسنا. ولكن ويا للاسف فان الكثير من الضالعين في النزاع يعتقدون انه يتعلق بالدين. ولذلك لا يمكنك حقيقة فصل البعد الديني عن النزاع".

وقد بني المسجد الاقصى - كما يعتقد - في المكان الذي كان يقوم عليه الهيكل اليهودي الثاني وذلك عدة قرون بعد ان دمر الرومان هذا المعبد سنة 70 للميلاد. ويطلق اليهود على المسجد الاقصى اسم جبل الهيكل.
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وضمتها اليها واعلنتها عاصمتها الابدية. الا انها تركت ادارة المسجد الاقصى وباحته لدائرة الوقف الاسلامي برعاية اردنية، لكن الشرطة الاسرائيلية تراقب منافذه عبر مركز في الموقع، وهي تسمح منذ 2003 لمجموعات صغيرة من اليهود بزيارة الاقصى بدون اذن الوقف الاسلامي، لكنها تمنعهم رسميا من الصلاة فيه.

وكان سيلفان شالوم النائب الاول لرئيس الوزراء الاسرائيلي قال للاذاعة العامة الثلاثاء ان "المعركة بدأت لفرض السيادة (الاسرائيلية) على القدس وبشكل خاص على جبل الهيكل".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دان "استفزازات" المتطرفين اليهود الذين يريدون تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، مؤكدا ان قضية القدس تحتاج الى جهود العرب والمسلمين لمواجهة محاولات اسرائيل لتهويدها.
من جهتها دعت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الى اطلاق الانتفاضة مجددا "دفاعا عن الاقصى".



ماجدة البطش
الخميس 8 أكتوبر 2009