ومع تراجع شعبيّة المحافظين بسبب تعاملهم خلال أزمة كورونا، تُظهر استطلاعاتُ الرأي أنّ حزب الخضر يأتي في المرتبة الثانية بعد حزب ميركل، ويتمتّع بفرصة استثنائية كي يتحوّل إلى أكبر حزب في الائتلاف الحاكم، وينتزع منصب المستشارية.
فماذا نعرف عن اثنين من أبرز المرشحين لقيادة ألمانيا بعد ميركل؟
أرمين لاشيت
شغل أرمين لاشيت (59 عاماً) منصب عضو في البرلمان الأوروبي، عن حزب "الشعب الأوروبي" لمدة 6 سنوات (1999-2005)، وانصبّ اهتمامه حينها على قضايا السياسة الخارجية الأوروبية والعلاقات الدولية.
يتبنّى أفكاراً أكثر انحيازاً لأوروبا، وهو ما دفعه لانتقاد حكومة ميركل بوصفها "ينقصها الطموح الكافي فيما يتعلّق بالدفاع عن أوروبا".
يرى لاشيت أنّ الولايات المتحدة أكبر شريك لألمانيا خارج الاتحاد الأوروبي، لكنه يتبنى سياسة متشددة تجاه بعض قضايا الشرق الأوسط، عرّضته لكثير من الانتقادات سابقاً.
فقد نشر تغريدة عام 2014، اتّهم فيها واشنطن بـ"دعم داعش والنصرة ضد الرئيس الأسد في سوريا"، وقال إنّ "قطر والسعودية تموّلان المجموعتين"، ما أثار مشكلة بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي حينها جون كيري.
ويعتبر لاشيت ذا سياسة "ناعمة" تجاه الصين وروسيا، فهو يعتقد أنّ ألمانيا ووراءها الدول الأوروبية "بحاجة إلى روسيا في العديد من القضايا العالمية"، كما يرى أنّ حماية صناعات التصدير الألمانية من أهم قضاياه التي تستوجب علاقات متينة مع الصين.
ويتبنى لاشيت شعار "عدم التسامح" فيما يخص حوادث "التطرّف والإرهاب" داخل ألمانيا.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي تراجعاً في شعبية المحافظين مؤخراً بسبب الاستياء الشعبي من طريقة مواجهتهم وباء كورونا، بالإضافة إلى أنّ أرمين لاشيت لا يحظى بشعبية كافية، ما يجعل احتمالية فوزه ضعيفة وإن كان يمثّل نفس الحزب الذي تنتمي إليه ميركل.
أنالينا بيربوك
في ظلّ تنامي الفوضى والصراعات التي تعصف بالأحزاب المحافظة، وخلافاتهم حول المرشح الذي قدّموه خلفاً لميركل، يرى بعض الخبراء أنّ هذا قد يمنح حزب الخضر فرصة تاريخية ليكون الحزب الأكبر في الائتلاف الحكومي المقبل.
ترفع هذه الأسباب احتمالية أن تكون أنالينا بيربوك هي مستشارة ألمانيا المقبلة، رغم أنّها المرة الأولى التي يقدّم فيها الحزب مرشحاً لمنصب المستشارية منذ تأسيسه.
وتتزعّم أنالينا الحزب إلى جانب روبرت هابيك منذ عام 2018، كما أنّها تشغل مقعداً في البرلمان عن الحزب منذ عام 2013.
ويهتم حزب الخضر بقيم المساواة بين الجنسين ومكافحة معاداة الأجانب والعنصرية، كما يهدف إلى تقليل الاستقطاب في البلاد، وهذا يعرّضه لانتقادات واسعة من الأحزاب اليمينة هناك ما يصعّب المهمة.
كما أنّ سياسات الحزب تتمحور بشكل أساسي حول موضوع البيئة والمناخ، ويقدّم خطّة طموحة جداً لتحقيق ذلك، عكس الحكومة الحالية، بحسب صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية.
وقالت بيربوك بعد إعلان ترشحها: "أنا أمثّل التجديد بينما يمثّل آخرون استمرار الوضع الراهن"، مشددة أنّ "التغيّر المناخي أكبر مهمة بالنسبة لجيلي".
وتعمل بيربوك محامية كما أنّها أم لطفلين، وازدادت شعبيّتها العام الماضي بسبب انتقاداتها المستمرة لعدم منح الحكومة أولوية للأطفال خلال أزمة الوباء.
وتصف بيربوك طفولتها، حيث كان والداها يصطحبانها إلى المظاهرات المناهضة للطاقة النووية، أنها جمعت بين الاحتجاجات الغاضبة في الشوارع ثم العودة إلى البيت لتناول "الغاتو"، فيما يعكس راديكالية الطبقة الوسطى الألمانية ميسورة الحال، التي تلخّص هوية الحزب وتفسّر ازدياد جماهيريته مؤخراً، بحسب شبكة BBC الإخبارية.