تلاميذ بمدرسة ثانوية المانية يشاركون في مشروع هكذا تعيشون المسرحي
قام هؤلاء التلاميذ، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاما بتمثيل المشهد أمام اقران لهم من مدينة إسطنبول، وذلك بعد أن كان التلاميذ الألمان قد عاشوا ستة أيام في المدينة التركية لتكوين صورة عن أسلوب الحياة هناك.
هكذا تصور التلاميذ الألمان المشهد وهكذا مثلوه:" لقد زوج الأب المستبد ابنته ضد رغبتها".
غير أن تلاميذ إسطنبول صاحوا قائلين: "توقفوا! ليس هذا صحيحا".
ثم مثل التلاميذ الأتراك المشهد حسب العرف السائد في وطنهم وهو: رفض الأب الشخص الذي تقدم لخطبة ابنته قائلا إنه لن يزوج ابنته قبل أن تتم تعليمها وإنها تستطيع الزواج عندما تنتهي من هذا التعليم.
هكذا كانت نظرة التلاميذ الأتراك للحقيقة.
"هكذا تعيشون" هو موضوع أحد المشروعات المسرحية لتلاميذ من هامبورج وإسطنبول، قام تلاميذ هامبورج خلاله بإعداد مشاهد استقوها من فترة الأيام الستة التي عاشوها في إسطنبول خلال شهر تشرين اول/اكتوبر الماضي.
ثم قام التلاميذ الاتراك بتصحيح هذه الرؤية خلال المشروع المشترك قبل أن تتوحد الرؤى والتصورات وتقدم بأداء مشترك على شكل عمل مسرحي بالألمانية والتركية والإنجليزية.
ومن المقررأن يأتي تلاميذ إسطنبول إلى هامبورج لرد الزيارة وزيارة المعالم السياحية في هامبورج، قبل أن ينفذ موضوع مماثل يبدأ من تمثيل تلاميذ تركيا تصوراتهم عن حياة أقرانهم الألمان، ثم يصححها لهم التلاميذ الألمان ثم يتم الاتفاق على تصور مشترك يقدم في أداء مشترك أمام المتفرجين.
يرمي ذلك كله إلى معرفة الهوية الذاتية وتصحيح النظرة للآخر والاستعداد للتشكيك في الأحكام المسبقة.
وعن هذه التجربة، تقول الممثلة الألمانية مورينا بارتل/44 عاما/ المتخصصة في الأعمال التمثيلية للأطفال والشبيبة، والتي تشارك في المشروع بهذه الصفة: "علينا أن نعرف من نحن، ومن أين أتينا، وهذا ما يمكن معرفته عندما نوجه أنظارنا لناحية أخرى غير ناحيتنا..".
كانت كريستيانه ريشرس، مخرجة مشروع "تياتر ام شتروم" التمثيلي الذي تعمل فيه بارتل، صاحبة فكرة مشروع "هكذا تعيشون".
أشرفت بارتل على هذا العمل في إسطنبول ولكن مدرس المسرح التركي، علي كيركار، سيتولى هذه المهمة الآن في هامبورج.
ترى بارتل أن "المسرح يعني التعارف المتبادل والتعلم من بعضنا البعض ورؤية الآخرين، وكل ذلك له صلة بالاندماج".
ولكن زوايا الرؤية في هذه المشروع ذات طابع خاص للغاية. فهناك من بين التلميذات والتلاميذ الألمان الاثني عشرة المشاركين في المشروع أحد عشر تلميذا من أب أو أم غير ألمان، حيث أن ذلك شيئا معتادا بالنسبة لسكان حي فيلهلمسبورجر، الذي تقع فيه المدرسة الألمانية.
أغلب التلاميذ من أصل تركي، اضافة الى تلميذ من أبوين بولنديين، وآخر من مغربيين. وهناك شاب من أبوين من كوسوفو، وليس بينهم طالب من أبوين ألمانيين، سوى ماكس.
يتحدث جميع التلاميذ الألمانية بالبديهة، حتى وإن تحدث الكثير منهم، وليس كلهم بالتركية مع آبائهم أو جديهم في المنزل، أو بالألمانية مع أشقائهم، حسبما قالوا.
وعن هذا التنوع اللغوي، يقول المدرس برونو هونيج/62 عاما/ الذي تولى رعاية التلاميذ تربويا أثناء زيارة إسطنبول: "يعيش تلاميذنا هنا مع ثقافتين، وبثقافتين، فهم لا ينظرون لأنفسهم على أنهم ألمان، رغم أنهم يعيشون في ألمانيا، ولا يعتبرون أنفسهم أتراكا".
يدرس هونيج في حي فيلهلمسبورج منذ عام 1977 و أحيانا يصف هذا الحي، ساخرا، بأنه "إسطنبول الصغيرة" وذلك من كثرة ما يعيش به من السكان الأتراك.
يعيش في هذا الحي نحو 50 ألف نسمة، ولكنه ليس به سوى مدرسة ثانوية واحدة.
تصل نسبة التلاميذ الذين يصلون للمرحلة الثانوية المؤهلة للجامعة في هذا الحي إلى حوالي 17% من إجمالي تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية، مقابل 40% على مستوى مدينة هامبورج.
توقفت التلميذات والتلاميذ سارة وأسليهان ودينيس و ايمري وآدم و جميلة وجامزه عن أداء التجربة التمثيلية في مدرسة فيلهلمسبورجر للتحاور معنا.
وقال التلاميذ إن الجو المتحضر والمتحرر في الحاضرة التركية إسطنبول لم يفاجئهم بقدر ما كان انطباعهم إيجابيا عن الحاضرة التركية ذات المسجد الأزرق، في حين لم يتأثروا كثيرا بالحياة في المدارس التركية.
كان منا هذا السؤال لهم: "ما هي الصورة التي تريدون نقلها لتلاميذ إسطنبول عن حي فيلهلمسبورج؟".
أجابت سارة /17 عاما/: "صورة إيجابية في كل الأحوال، حتى وإن كانت سمعة الحي سيئة".
يرتدي الطالب آدم/17 عاما/ قميصا رياضيا طبعت عليه عبارة "أحب إسطنبول" ويريد أن يدرك سكان المدينة التركية أن "سكان حي فيلهلمسبورج في هامبورج مثلهم تماما، فربما تخيلوا أن من يعيش خارج بلادهم ناس مختلفون، وأن الحياة هناك أكثر حرية منها في تركيا، ولكن الأمر ليس هكذا".
بل إن فتاة مشاركة في دورة التدريب المسرحية تخلت عن السفر لإسطنبول لأنها ظنت، بحسب المدرس هونيج، أنه ليس من المسموح للفتيات ارتداء الحجاب في مدرسة إسطنبول.
تثير قضية الاندماج التفكير لدى الشباب، فمثلا يرى الطالب ايمري/17 عاما/ أن "الاندماج لا يعني فقط مجرد تعلم اللغة" وأنه من الضروري لمن يعيش في ألمانيا من الأجانب أن يتكيف مع الثقافة الألمانية "هذا هو ما يعنيه الاندماج لي".
وترى الطالبة جامزه/16 عاما/ أن النقاش عن الاندماج ضروري ولكنها لا تبالي بجنسية أصدقائها، حتى وإن كان الاصدقاء من الأتراك أكثر من أصدقائها الألمان.
أما الطالبة جميلة/17 عاما/ ، وهي من أم ألمانية وأب تركي، فترى أن "الاندماج نجح في ألمانيا كثيرا من ناحية، ومن ناحية أخرى، هناك مهاجرون لا يندمجون في المجتمع الألماني بالشكل السليم.. ولكن ذلك يعود إلى غياب المنظمات والدعم للاندماج، فالبعض يريد تعلم الألمانية ولكنه لا يجد الفرصة لذلك".
ورأت جميلة ضرورة تقديم عروض لمساعدة هؤلاء على تعلم اللغة وعدم الاقتصار على انتقادهم.
وتقول أوته هاندفيرج، من وزارة شئون الأسرة التي تدعم الاتحاد الألماني للألعاب والمسرح "بي ايه جي"، إن المسرح يقدم فرصا لدعم الاندماج.
قام هذا الاتحاد عام 2007 بتقييم حوالي 700 مشروع مسرحي شارك فيه مهاجرون شبان على مستوى ألمانيا وخلص إلى أن الأعمال المسرحية تساعد على بناء الهوية وتوسيع المدارك.
وقالت هاندفيرج: "لابد من تشجيع هذه المشاريع المسرحية ودعمها. ويحظى مشروع مدرسة فيلهلم بدعم مادي من اتحاد "بي ايه جي".
ينظر تلاميذ منطقة فيلهلمسبورجر إلى المشاكل المتعلقة بهويتهم بدون تشدد حتى فيما يتعلق بكرة القدم حيث كان معظم التلاميذ من أصول تركية يؤيدون المنتخب القومي التركي لكرة القدم في مباراته أمام ألمانيا "ومع ذلك فإن مسعود أوزيل (اللاعب التركي في صفوف المنتخب الألماني) لم يستحق أن يطرد من المباراة" حسبما رأى الطاب ايمري
هكذا تصور التلاميذ الألمان المشهد وهكذا مثلوه:" لقد زوج الأب المستبد ابنته ضد رغبتها".
غير أن تلاميذ إسطنبول صاحوا قائلين: "توقفوا! ليس هذا صحيحا".
ثم مثل التلاميذ الأتراك المشهد حسب العرف السائد في وطنهم وهو: رفض الأب الشخص الذي تقدم لخطبة ابنته قائلا إنه لن يزوج ابنته قبل أن تتم تعليمها وإنها تستطيع الزواج عندما تنتهي من هذا التعليم.
هكذا كانت نظرة التلاميذ الأتراك للحقيقة.
"هكذا تعيشون" هو موضوع أحد المشروعات المسرحية لتلاميذ من هامبورج وإسطنبول، قام تلاميذ هامبورج خلاله بإعداد مشاهد استقوها من فترة الأيام الستة التي عاشوها في إسطنبول خلال شهر تشرين اول/اكتوبر الماضي.
ثم قام التلاميذ الاتراك بتصحيح هذه الرؤية خلال المشروع المشترك قبل أن تتوحد الرؤى والتصورات وتقدم بأداء مشترك على شكل عمل مسرحي بالألمانية والتركية والإنجليزية.
ومن المقررأن يأتي تلاميذ إسطنبول إلى هامبورج لرد الزيارة وزيارة المعالم السياحية في هامبورج، قبل أن ينفذ موضوع مماثل يبدأ من تمثيل تلاميذ تركيا تصوراتهم عن حياة أقرانهم الألمان، ثم يصححها لهم التلاميذ الألمان ثم يتم الاتفاق على تصور مشترك يقدم في أداء مشترك أمام المتفرجين.
يرمي ذلك كله إلى معرفة الهوية الذاتية وتصحيح النظرة للآخر والاستعداد للتشكيك في الأحكام المسبقة.
وعن هذه التجربة، تقول الممثلة الألمانية مورينا بارتل/44 عاما/ المتخصصة في الأعمال التمثيلية للأطفال والشبيبة، والتي تشارك في المشروع بهذه الصفة: "علينا أن نعرف من نحن، ومن أين أتينا، وهذا ما يمكن معرفته عندما نوجه أنظارنا لناحية أخرى غير ناحيتنا..".
كانت كريستيانه ريشرس، مخرجة مشروع "تياتر ام شتروم" التمثيلي الذي تعمل فيه بارتل، صاحبة فكرة مشروع "هكذا تعيشون".
أشرفت بارتل على هذا العمل في إسطنبول ولكن مدرس المسرح التركي، علي كيركار، سيتولى هذه المهمة الآن في هامبورج.
ترى بارتل أن "المسرح يعني التعارف المتبادل والتعلم من بعضنا البعض ورؤية الآخرين، وكل ذلك له صلة بالاندماج".
ولكن زوايا الرؤية في هذه المشروع ذات طابع خاص للغاية. فهناك من بين التلميذات والتلاميذ الألمان الاثني عشرة المشاركين في المشروع أحد عشر تلميذا من أب أو أم غير ألمان، حيث أن ذلك شيئا معتادا بالنسبة لسكان حي فيلهلمسبورجر، الذي تقع فيه المدرسة الألمانية.
أغلب التلاميذ من أصل تركي، اضافة الى تلميذ من أبوين بولنديين، وآخر من مغربيين. وهناك شاب من أبوين من كوسوفو، وليس بينهم طالب من أبوين ألمانيين، سوى ماكس.
يتحدث جميع التلاميذ الألمانية بالبديهة، حتى وإن تحدث الكثير منهم، وليس كلهم بالتركية مع آبائهم أو جديهم في المنزل، أو بالألمانية مع أشقائهم، حسبما قالوا.
وعن هذا التنوع اللغوي، يقول المدرس برونو هونيج/62 عاما/ الذي تولى رعاية التلاميذ تربويا أثناء زيارة إسطنبول: "يعيش تلاميذنا هنا مع ثقافتين، وبثقافتين، فهم لا ينظرون لأنفسهم على أنهم ألمان، رغم أنهم يعيشون في ألمانيا، ولا يعتبرون أنفسهم أتراكا".
يدرس هونيج في حي فيلهلمسبورج منذ عام 1977 و أحيانا يصف هذا الحي، ساخرا، بأنه "إسطنبول الصغيرة" وذلك من كثرة ما يعيش به من السكان الأتراك.
يعيش في هذا الحي نحو 50 ألف نسمة، ولكنه ليس به سوى مدرسة ثانوية واحدة.
تصل نسبة التلاميذ الذين يصلون للمرحلة الثانوية المؤهلة للجامعة في هذا الحي إلى حوالي 17% من إجمالي تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية، مقابل 40% على مستوى مدينة هامبورج.
توقفت التلميذات والتلاميذ سارة وأسليهان ودينيس و ايمري وآدم و جميلة وجامزه عن أداء التجربة التمثيلية في مدرسة فيلهلمسبورجر للتحاور معنا.
وقال التلاميذ إن الجو المتحضر والمتحرر في الحاضرة التركية إسطنبول لم يفاجئهم بقدر ما كان انطباعهم إيجابيا عن الحاضرة التركية ذات المسجد الأزرق، في حين لم يتأثروا كثيرا بالحياة في المدارس التركية.
كان منا هذا السؤال لهم: "ما هي الصورة التي تريدون نقلها لتلاميذ إسطنبول عن حي فيلهلمسبورج؟".
أجابت سارة /17 عاما/: "صورة إيجابية في كل الأحوال، حتى وإن كانت سمعة الحي سيئة".
يرتدي الطالب آدم/17 عاما/ قميصا رياضيا طبعت عليه عبارة "أحب إسطنبول" ويريد أن يدرك سكان المدينة التركية أن "سكان حي فيلهلمسبورج في هامبورج مثلهم تماما، فربما تخيلوا أن من يعيش خارج بلادهم ناس مختلفون، وأن الحياة هناك أكثر حرية منها في تركيا، ولكن الأمر ليس هكذا".
بل إن فتاة مشاركة في دورة التدريب المسرحية تخلت عن السفر لإسطنبول لأنها ظنت، بحسب المدرس هونيج، أنه ليس من المسموح للفتيات ارتداء الحجاب في مدرسة إسطنبول.
تثير قضية الاندماج التفكير لدى الشباب، فمثلا يرى الطالب ايمري/17 عاما/ أن "الاندماج لا يعني فقط مجرد تعلم اللغة" وأنه من الضروري لمن يعيش في ألمانيا من الأجانب أن يتكيف مع الثقافة الألمانية "هذا هو ما يعنيه الاندماج لي".
وترى الطالبة جامزه/16 عاما/ أن النقاش عن الاندماج ضروري ولكنها لا تبالي بجنسية أصدقائها، حتى وإن كان الاصدقاء من الأتراك أكثر من أصدقائها الألمان.
أما الطالبة جميلة/17 عاما/ ، وهي من أم ألمانية وأب تركي، فترى أن "الاندماج نجح في ألمانيا كثيرا من ناحية، ومن ناحية أخرى، هناك مهاجرون لا يندمجون في المجتمع الألماني بالشكل السليم.. ولكن ذلك يعود إلى غياب المنظمات والدعم للاندماج، فالبعض يريد تعلم الألمانية ولكنه لا يجد الفرصة لذلك".
ورأت جميلة ضرورة تقديم عروض لمساعدة هؤلاء على تعلم اللغة وعدم الاقتصار على انتقادهم.
وتقول أوته هاندفيرج، من وزارة شئون الأسرة التي تدعم الاتحاد الألماني للألعاب والمسرح "بي ايه جي"، إن المسرح يقدم فرصا لدعم الاندماج.
قام هذا الاتحاد عام 2007 بتقييم حوالي 700 مشروع مسرحي شارك فيه مهاجرون شبان على مستوى ألمانيا وخلص إلى أن الأعمال المسرحية تساعد على بناء الهوية وتوسيع المدارك.
وقالت هاندفيرج: "لابد من تشجيع هذه المشاريع المسرحية ودعمها. ويحظى مشروع مدرسة فيلهلم بدعم مادي من اتحاد "بي ايه جي".
ينظر تلاميذ منطقة فيلهلمسبورجر إلى المشاكل المتعلقة بهويتهم بدون تشدد حتى فيما يتعلق بكرة القدم حيث كان معظم التلاميذ من أصول تركية يؤيدون المنتخب القومي التركي لكرة القدم في مباراته أمام ألمانيا "ومع ذلك فإن مسعود أوزيل (اللاعب التركي في صفوف المنتخب الألماني) لم يستحق أن يطرد من المباراة" حسبما رأى الطاب ايمري


الصفحات
سياسة








