وقال الوزير الصالح في الاجتماع إن الاتحاد مؤسسة هدفها نقل الصورة المثلى عن الثقافة السورية الحقيقية لا ثقافة العهد البائد وإشكالاتها ودهاليزها ومهمته اليوم أن يكون فضاء مفتوحاً متقدّماً للكتاب والكاتبات في مرحلة البناء التي تعيشها الدولة والمجتمع. وأن الاحتكام إلى التشاور والعمل الجماعي هو السبيل الأمثل لتحقيق هذا الهدف. وليس تراشق الاتهامات واللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه النقد.
وقد تم التصويت في مكتب وزير الثقافة على إقالة عضوين من أعضاء المكتب التنفيذي بالإجماع. كما طالب الوزير، عضو المجلس محمد منصور، بالعودة عن استقالته من المكتب وهو ما حصل.
وكان المجلس التنفيذي لرابطة الكتّاب السوريين قد وجّه خطاباً رسمياً إلى وزير الثقافة دعته فيه إلى التدخل لإيقاف التفكك في مجلس تسيير الأعمال الذي شاركت فيه الوزارة بعد التحرير بممثلين اثنين، بينما شاركت روابط وهيئات أخرى للكتّاب نشأت في سياق الثورة السورية بمندوبين عنها بغرض تسيير شؤون الاتحاد بعد إسقاط النظام البائد.

وقالت رابطة الكتاب في خطابها إن الحرية والكرامة والرأي والرأي الآخر وغيرها من المفاهيم الحضارية هي جوهر ما طالبت به الثورة والشعب، والمسؤولية تفرض على الرابطة بعد التحرير وبعد إسقاط النظام الاستبدادي، أن تشارك في استرداد اتحاد الكتاب من هيمنة فلول الأسد الذين حولوه إلى مؤسسة فاسدة". وأضافت الرابطة "اليوم يعاني الاتحاد من أزمة حادة تعصف بقيادته، ولأن معاليكم تعتبرون المرجعية العليا للاتحاد وفقاً للبيان التأسيسي له، ولنظامه الداخلي وكافة المراسيم التي تناولته وبحكم كون وزارة الثقافة هي صلة الوصل بين الاتحاد والحكومة، فإننا نأمل منكم التدخل الإيجابي لتطويق أي مشكلات تعترض طريق الاتحاد وتفرّق كلمة أعضاء مكتب تسيير الأعمال الحالي. وكلنا ثقة بقدرتكم على القيام بواجبكم كمثقف وكوزير، حريص كل الحرص على صون المؤسسات السورية العامة والمستقلة والمضي بها نحو ما يطمح إليه السوريون والسوريات جميعاً".
واشتكى أعضاء في الاتحاد من أن رئيسه الجديد أحمد جاسم الحسين الذي تولى مهامه قبل فترة وجيزة، كشف عن فرض توجّهه نحو إلغاء المجلات الأدبية المعروفة التي كانت تصدر عن الاتحاد كمجلة "الموقف الأدبي" و"الفكر السياسي" وصحيفة الأسبوع الأدبي" والآداب الأجنبية" وغيرها واستبدالها بموقع الكتروني شامل. وهو التوجه الذي عارضه أعضاء في المكتب التنفيذي مصرّين على أن تلك المجلات تشكل تراثاً راسخاً في ذاكرة السوريين يتوجب الحفاظ عليه وتصويب اتجاهه.

وقال بيان أصدره عدد من المثقفين والأدباء السوريين "نعبّر عن بالغ أسفنا للتطورات الأخيرة المتمثلة بقرار إلغاء المجلات الثقافية العريقة ودمجها في مجلة واحدة، بقرار من رئيس اتحاد الكتاب العرب يفتقر للإجماع المطلوب... ناهيك عن منع نشر مقال مخالف لرأيه وإصدار بيانات مضللة باسم الاتحاد، لها صفة التلاعب في محاولة لتضليل الرأي العام، فضلاً عن تفرد رئيس الاتحاد الجديد بالقرارات الصادرة عن الاتحاد". وأضاف البيان الذي وقعه عشرات الكتاب ونقلته وسائل التواصل الاجتماعي "لوحظ في الآونة الأخيرة عدم التشاور مع الهيئات المختصة والعودة إلى الأطر التنظيمية في اتخاذ القرارات المتسرعة" واعتبر أن "الممارسات الأخيرة تقوّض العمل الجماعي داخل الاتحاد وتلغي مبدأ الشراكة في اتخاذ القرار وتقصي أصحاب الخبرة، وهو أساس اي عمل نقابي او ثقافي مسؤول.. وبدلاً من توسيع قاعدة النشاط الثقافي في البلاد يتعرض هذا النشاط لانتكاسة، بل لاستهانة ولاعتداءات جسيمة مقابل تصدير صور ونشاطات استعراضية لرئيس الاتحاد وحده".
ووجه وزير الثقافة حديثه لرئيس وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد قائلاً "خلافاتكم ظاهرة صحية، لكن خروجها بهذا الشكل المشوه لا يليق بمشهد سوريا الثقافي".
يذكر أن نظام الأسد كان يكلّف القيادة القطرية لحزب البعث بالإشراف على اتحاد الكتّاب ويعمل على فصله عن وزارة الثقافة التي يتبع لها الاتحاد وفقاً لبيانه التأسيس ونظامه الداخلي والمراسيم الصادرة بشأنه في الماضي.


الصفحات
سياسة









