نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


"بولارشتيرن" سفينة عملاقة تستعد لبعثة إستكشافية بالقطب الشمالي




بريميرهافن - تُعد "البولارشتيرن" بقاعدتها في ميناء بيرميرهافن الألماني، واحدة من أهم السفن البحثية في العالم. فبفضل هيكلها المصنوع من الحديد الصلب والمزدوج الجدران، يمكن للسفينة أن تكتسح كتلا من الجليد يصل إرتفاعها إلى متر ونصف، ولا تتأثر بدرجات الحرارة الخارجية التي تصل إلى خمسين درجة تحت الصفر.


تقع السفينة الآن في حوض لويد للسفن، حيث يتم صيانة معداتها استعداداً لبدء بعثة استكشافية في العشرين من شهر أيلول / سبتمبر في ميناء ترومسو النرويجي . وعليه سيتم احتجازها لمدة عام وسط جليد القطب الشمالي المركزي، ويشير ماركس ريكس، من معهد الفريد ويجنر، المسئول عن الرحلة البحثية: "لم يكن هناك من قبل مثل هذه البعثات الاستكشافية". لا يمكن الوصول إلى القطب الشمالي في الفترة ما بين شهري شباط / فبراير إلى حزيران / يونيو حيث لا تسمح طبقات الجليد السميكة بمرور كاسحات من فئة "بولارشتيرن". إلا أنه من المهم بالنسبة للباحثين أيضاً إجراء بعض القياسات في فصل الشتاء للحصول على مزيد من المعلومات حول تغير المناخ. لذا ستتحرك السفينة، التي تحمل على متنها نحو 100 من العلماء وأفراد طاقم عالميين منجرفة فوق الغطاء الجليدي القطبي دون دفع ذاتي يحيطها الجليد من كل جانب، مثلما فعل الباحث النرويجي فريديتجوف نانسن بمركبه الشراعي "فرام" من 125 عاماً. ويقول ريكس بهذا الصدد:"لقد أثبت لنا أن هذا ممكناً" لكن على عكس "فرام" سيتم إمداد "بولارشتيرن" خلال البعثة الاستكشافية بكاسحات أخرى وطائرات. بالإضافة إلى ذلك سيقوم طاقمها والعلماء بالتناوب كل شهرين، إلا أن "بولارشتيرن" عليها أن تقدم خدمة موثوق بها ويعتمد عليها على مدار العام. ومن أجل إمكانية حدوث ذلك، يجب ألا تخضع السفينة في الوقت الحالي لصيانة دورية فحسب بل لإعادة تجهيز معداتها، على سبيل المثال تزويدها بنظام تدفئة من خلال خزان الوقود، كذلك تركيب نفق حراري لاحضار عينات على متنها وتركيب أدوات القياس للمياه الباردة في القطب الشمالي مع درجات حرارة تتراوح بين 5ر1 و 8ر1 تحت الصفر دون إتلاف الأجهزة. ومن ثم يوضح ريكس قائلاً: "إذا لم يتم ذلك، سيتجمد الجميع على الفور من جراء درجات الحرارة الخارجية التي تصل إلى 45 درجة تحت الصفر في فصل الشتاء". كما تم تركيب رافعة إضافية بالقوس، والتي تعتبر ضرورية لخفض أدوات القياس إلى مستوى الجليد. ويشرح لنا العالم ذلك: "نحن نقيس مقدار الحرارة المنبعثة في الجو من خلال القنوات والشقوق في الجليد". ويشدد ريكس قائلاً: "وفقاً لنموذج القياس من المرجح أن الأجواء في القطب الشمالي ستكون أكثر دفئاً في نهاية القرن الحالي بزيادة تتراوح بين خمسة إلى خمسة عشرة درجة". لكن هامش الحسابات لا يزال واسع النطاق بحيث لا يمكننا التنبؤ به وتحديد قراءات دقيقة ملموسة. ويتمثل التحدي الأكبر أمام البعثة الاستكشافية في العثور على ضفة جليدية مناسبة في الأسابيع الأولى يمكن لـ"بولارشتيرن" ان ترسو بها، بحيث يستطيع الخبراء إقامة معسكرهم الذي يحتوي على محطات القياس والخيام. وسوف ينجرف هذا الجليد أيضاً مع السفينة. لذا يشدد رئيس البعثة على حاجتهم لوجود ضفة جليدية يبلغ قطرها 5ر1 كيلومتر. ويحذر ريكس من أن البحث يمكن أن يكون أوسع مما تتطلب أبعاد المهمة حيث لم يعد هناك وجود لأي جليد قديم بسبب الاحتباس الحراري، مشيراً إلى وجود سباق مع حلول الليل القطبي بدءاً من 20 تشرين اول / أكتوبر حيث يسود الظلام طوال الوقت تقريباً. والهدف من الإشارة إلى ذلك وفقاً لريكس هو القدرة على إنزال كافة المعدات إلى الثلج قبل هذا التاريخ. وعند الانتهاء من هذه المهمة سيكون لدى ريكس وقت للاستمتاع بالمنطقة القطبية الشمالية، حيث يؤكد أن درجات الضوء تتغير وتختلف بشكل يومي فليس هناك ما يدعو للملل. ولا يحتاج الباحث إلى القلق بشأن "بولارشتيرن" فهي يمكن أن تتحمل أي ضغط جليدي، أما هو كرئيس بعثة فيثق في أن "السفينة مستقرة بما يكفي". تجدر الإشارة إلى أن سفينة الأبحاث بولارشتيرنPolarstern ، أو "النجم القطبي"، هي عبارة عن محطمة جليد من التصنيف الألماني ARC3، ويشمل نشاطها إجراء الأبحاث العلمية والبيئية وكذلك تستغل في التموين . تقوم بإجراء أبحاث في البحار في المناطق القطبية ، وتموين المؤسسات العلمية المبنية في مناطق قطبية مثل محطة كولوي في القطب الشمالي و محطة نيوماير III في القارة القطبية الجنوبية. حين دشنت عام 1982 كانت "بولارشتيرن" أحدث سفينة لبحوث المناطق القطبية في العالم. وكانت تابعة لجمهورية ألمانيا الاتحادية ممثلة في الوزارة الاتحادية للتعليم والبحث العلمي . وقد عهدت الوزارة "لمعهد ألفريد-فيغنر للأبحاث البحرية والقطبية " بتشغيل وإدارة السفينة AWI وميناؤها في بريمرهافن.

جانيت بيندر
الاربعاء 31 يوليوز 2019