نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


كورونا أشد فتكا بسكان نيويورك من هجوم المركز التجاري العالمي




نيويورك - أفضل طريقة تصل بها إلى حي مانهاتن هذه الأيام هي ركوب الدراجة، حقيقة أن مترو الأنفاق لا يزال يعمل ولكنه يحمل مخاطر كثيرة، فقد تسبب فيروس كورونا في وفاة عشرات من العاملين به.


ويمر طريق الدراجات المفضي إلى مانهاتن عبر جسر كوينزبورو ليصل إلى منطقة ميدتاون وهي وسط الحي، ثم يعبر طريق بارك أفينو مارا بناطحة السحاب "متلايف" الشهيرة
وقد يبدو هناك بعد ذلك خيط من الألوان الحمراء ، ولكن لا يوجد أحد لتسترعي انتباهه، ولا يكاد المرء يرى سيارة منطلقة على الطريق.
وينظر الكثيرون إلى نيويورك على أنها رمز ومكان للطموح والاشتياق للعيش فيه، على الرغم من حقيقة أنها أصبحت الآن أكثر هدوءا من أية منطقة ريفية منعزلة، ولا تزال الأضواء البراقة للوحات الإعلانية بميدان تايمز متوهجة وكأنها تحيل الليل إلى نهار، غير أنها لا يمكنها أن تبدد الإحساس بالقلق، حيث يتساءل السكان متى تنتهي هذه الأزمة برمتها، وما إذا كانت نيويورك ستعود إلى سابق عهدها مرة أخرى
ومن السهل قراءة كلمات مكتوبة في إعلان بميدان تايمز تقول : "شكرا للذين يقاتلون من أجل حياتنا"، في لفتة إشادة لجميع الأطباء والممرضات الذين يبذلون الجهد لإنقاذ حياة المصابين بالفيروس ويقومون بحصر مئات الوفيات.
وكل يوم يعلن حاكم نيويورك أندرو كومو عن أعداد الوفيات في مؤتمره الصحفي الصباحي بصوت ثابت وحازم، ويستمع الكثيرون من السكان إلى ما يقوله كومو بحثا عن شيء يبعث فيهم الأمل والثقة وسط أيام الإغلاق الطويلة.
ويكرر كومو مرارا إجراء مقارنة بين أعداد ضحايا أسود يوم في تاريخ نيويورك وهو الحادث الإرهابي، الذي دمر مركز التجارة العالمي حيث بلغ عدد القتلى 2753 شخصا، غير أن أعداد ضحايا كورونا بمدينة نيويورك مستمرة في التصاعد، كما أنه على مستوى الولايات المتحدة يتم تسجيل أرقام قياسية كئيبة جديدة في عدد الوفيات.
غير أن هذه المقارنة بين الهجوم الإرهابي والجائحة لا يبدو متناسبا مع الجو السائد في نيويورك هذه الأيام.
فذلك الحادث الإرهابي بكل ما حمله من ذعر وصراخ وأنقاض وحطام، يختلف تماما عن الصمت المشؤوم السائد في ربيع 2020، حيث يخترق الفيروس في صمت الأحياء المكتظة بالسكان.
وفِي هذه الحالة تسري الجائحة في الخفاء وتلحق دمارها داخل المستشفيات في أزمة صامتة تثير الرعب بين سكان نيويورك، وتبدو الصور المخيفة هنا ليست في أنقاض مبان، وإنما في سيارات البرادات المنتظرة لكي تحمل الجثامين أو في المقابر الجماعية لضحايا الفيروس.
وإلى جانب الأضرار الصحية، هناك جانب آخر للأزمة يلقي بضغوطه الثقيلة على سكان نيويورك، وهو التداعيات الاقتصادية للجائحة، فهناك مئات الآلاف من الأشخاص عجزوا عن سداد الإيجارات المرتفعة للغاية بالمدينة، كما باتت عشرات من المطاعم والمتاجر على شفا الإفلاس، كما أوصدت متاجر كثيرة أبوابها.
وتنتشر في كل مكان المخاوف الاقتصادية، ويتساءل الكثيرون عما يمكن أن يحدث بعد انتهاء الإغلاق ، ويخشى البعض من ألا تعود نيويورك مرة أخرى إلى حالتها السابقة، بينما يقول المتفائلون إن المدينة كانت دائما تخرج من الأزمات أكثر قوة.
وهناك إشارات تدعو للأمل، فذات يوم بعد الجولة المسائية من الاشادة بعمال المدينة، ظهر نجم برودواي المغني والممثل الأمريكي بريان ستوكس ميتشل من نافذة منزله، الكائن بمنطقة أبر وست سايد بمنهاتن بعد أن تعافى من إصابته بفيروس كورونا، ليرفه عن سكان المنطقة بترديد أغنية "الحلم المستحيل" لمغني البوب الأمريكي الراحل آندي ويليامز.
وقد تكون برودواي قد أوقفت أنشطتها الفنية الآن، غير أن نيويورك تجد دائما طريقا للتعبير عن الفنون.

بينو شفينجهامر
الجمعة 23 أكتوبر 2020