نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أوروبا والسير نحو «هاوية»...

18/03/2024 - سمير العيطة

( خيار صعب لأميركا والعالم )

18/03/2024 - عبدالوهاب بدرخان*

لماذا لم يسقط نظام الأسد؟

17/03/2024 - يمان نعمة

تأملات في الثورة الفاشلة

16/03/2024 - ماهر مسعود


لمعرفة المزيد عن صحتها..خبراء الأحياء يراقبون نوم الزرافات






برلين - أولريكه فون ليشتسنسكي
- النوم ثماني ساعات سوف يكون جنة بالنسبة للزرافة. تنام الحيوانات اللطيفة والحساسة نحو أربع ساعات ونصف الساعة في اليوم، ولا تكون حتى في حالة استرخاء.

ويقول فلوريان سيكس، خبير الأحياء والأمين في متنزه وايلدلايف بارك برلين: "يرجع ذلك أيضا إلى حجمها الهائل وأنها تأكل أوراق الشجر منخفضة السعرات الحجرارية". أو بعبارة أخرى، تحتاج الزرافات ببساطة إلى الكثير من الوقت لتناول الطعام.

وعلى النقيض من الأسود، التي تحب الخلود إلى الراحة لساعات بعد تناول وجبة غنية من اللحم، لا تستطيع الزرافات الاستلقاء للحصول على قيلولة بين حشائش السافانا. لديها الكثير من الأعداء الطبيعيين مما يحرمها من ذلك.


ويقول سيكس: "إنها (الزرافات) دائما تبرز مثل المنارة". لكنه درس عادات النوم لحيواناته المفضلة لسبب آخر أيضا: الطريقة التي تنام بها الزرافة تنم كثيرا عن سلامتها، وهو أمر مهم بالنسبة لحدائق الحيوان.
ووفقا لمنظمة "بيتا" لحقوق الحيوان، فقد نفقت عشرات الزرافات بشكل مبكر في الأسر في الولايات المتحدة بين عامي 2000 و2020. وقد نفقت قبل سن 25 عاما أو بسبب "ظروف غير عادية".
ويمكن أن يصل طول الزرافات إلى ستة أمتار ووزنها إلى 1600 كيلوجرام، ويمكن أن تعيش لعدة عقود.
وتنتقد منظمة بيتا بشدة إبقاء الحيوانات الخجولة في الأسر وتصف ذلك بأنه غير طبيعي ويتعارض مع رفاهية الحيوانات. ومن ناحية أخرى، يرى خبراء آخرون أن حدائق الحيوانات هي ملاذ لهذه الحيوانات المهددة بالخطر بشدة في البرية - ليس فقط من جانب البشر: ففي بيئتها الطبيعية، تُطبق قوانين الافتراس القاسية .
ويقول سيكس إن الحيوانات البرية لا تفقد غرائزها عندما تعيش في الأسر. ويقول عالم الأحياء /40 عاما/: "لن تُظهر الحيوانات أنها مرهقة، حيث يمكن للأعداء الاستفادة من كل علامة ضعف".
وحتى الآن، كثيرا ما تقيس حدائق الحيوان مستويات هرمون الكورتيزول في دم أو مخلفات الحيوانات لمراقبة سلامتها.
لكن سيكس خلص بالفعل في أطروحة دكتوراه عن الزرافات إلى أن سلوكهم في النوم يمكن أن يعكس أكثر من ذلك بكثير: الإجهاد، بل والمرض أو الإصابة.
وكما هو الحال في البشر، يتبع النوم العميق مرحلة نوم حركة العين السريعة في الزرافات.و تريح رقبتها الطويلة على جانبها أثناء الاستلقاء.
ويمكن أن توفر التغييرات في إيقاع النوم لأي حيوان مؤشرا على التغيرات في حالتها، ويقول سيكس: يمكن أن يؤدي الإنفعال إلى قلة النوم، وأن يؤدي المرض إلى زيادة النوم.
وشاهد سيكس أكثر من 600 تسجيل فيديو للزرافات خلال الليل في حدائق الحيوان. ويقول: "إن الزرافات تتعرض للضغوط بشكل خاص بعد النقل، لأنها مخلوقات نمطية". وبعد نقلها من مكان إلى آخر، لا تنام أحيانا لأيام.
ويمكن أن تتسبب التغييرات في بنية القطيع أيضا في حدوث مشكلات. حتى أن أنثى زرافة توقفت عن النوم لمدة ثلاثة أسابيع بعد وفاة شريكها الذي بقي معها لفترة طويلة. ويقول سيكس: "بالطبع لا يمكننا أن نقول ما إذا كان هذا حزنا أو شكلا آخر من أشكال القلق - ولكن كان ذلك ملحوظا للغاية".
وربما تم إنقاذ حيوان صغير في حديقة حيوان في فرانكفورت من خلال دراسات النوم. وكان شقيقه قد نفق قبل ذلك بعامين، حيث لاحظ حراس حديقة الحيوان أنه لديه العديد من نوبات نوم حركة العين السريعة قبل نفوقه بفترة قصيرة أكثر من المعروف عن صغار الزرافات ذات الصحة الجيدة.
وكشف تشريح الجثة عن وفاة الصغير بسبب سوء التغذية. لذلك بدأت حديقة الحيوانات في تقديم قدر إضافي من اللبن لشقيقه المتبقي على قيد الحياة. وذكر سيكس أنه: "بعد أقل من 24 ساعة من تناول الزجاجة الأولى من الحليب، عاد الصغير إلى نمط نوم حركة العين السريعة إلى الطبيعي".
وفي البرية في أفريقيا، الموطن الأصلي للزرافات، أصبحت هذه الحيوانات مهددة بشكل متزايد بسبب الصيد غير المشروع. ومع ذلك، فإن الزراعة المكثفة والتعدين تقلل أيضا موائل الزرافات.
ووفقا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، انخفض عدد الزرافات بأكثر من النصف على مدى السنوات الثلاثين الماضية. حيث لم يتبق سوى 68 ألف زرافة تقريبا، وتمت إضافة الزرافات إلى القائمة الحمراء للأنواع المهددة في عام 2016.

أولريكه فون ليشتسنسكي
الثلاثاء 7 يوليوز 2020