وتتضمن المراسم العديد من الطقوس والشعائر التقليدية والتي يتم الاحتفال بها في كاتدرائية وستمنستر. وتتضمن هذه الطقوس توجيه الدعوة لجميع أفراد البرلمان والسلطات الدينية والعسكرية والدبلوماسية لحضور الحدث الرسمي. يتم تتويج الملك الجديد بالتاج الامبراطوري، وهو التاج الذي يرمز إلى السلطة والقوة.

كما يؤدي الملك يمينا للمحافظة على كنيسة اسكتلندا عند تتويجه ملكا بشكل رسمي في كنيسة ويستمنستر بقيادة كبار رجال الدين في كنيسة إنجلترا.
البداية من تاج القديس إدوارد

تبدأ مراسم التتويح بارتداء الملك تشارلز لتاج القديس إدوارد، وهو أول تاج يرتديه الملك خلال الحفل.

ويتميز التاج بأنه مكون من الذهب الخالص إذ يبلغ وزنه 2.23 كجم، كما أنه مرصع بـ 444 قطعة من الأحجار الكريمة، مما يجعل وزنه ثقيلا بحسب ما وصفته الملكة إليزابيث الثانية عند ارتدائه.

  • التاج الامبراطوري

كما سيقدم للملك تشارلز التاج الإمبراطوري، وهو التاج الذي وضع فوق نعش الملكة إليزابيث. 

وصنع هذا التاج عام 1937 للتويج الملك جورج السادس، ولم يتم استعماله إلا في عهد الملكة إليزابيث. ومقارنة بتاج القديس إدوارد يعد هذا التاج أخف وزنا، وهو مكون من 2868 ماسة و17 حجرا من الياقوت و11 قطعة من الزمرد و269 لؤلؤة. إضافة إلى ذلك فإنه يحتوي على أشهر المجوهرات الموجودة في حوزة الأسرة الملكية البريطانية، ومنها ياقوتة "الأمير الأسود"، والتي تعود أصولها إلى الأندلس.

  • الكرة الملكية

إلى جانب التاجين، ستقدم للملك تشارلز كرة ذهبية ترمز للعالم المسيحي، ويعلوها صليب مرصع بالأحجار الكريمة.  

وبحسب المراسم التقليدية، توضع هذه الكرة في اليد اليمنى للملك الجديد، كدلالة على مسؤوليته عن العالم المسيحي. 

وتعود صناعة هذه الكرة إلى عام 1661، ولها 3 أقسام -قسمان في الأعلى وقسم في الأسفل- وتمثل القارات الثلاث التي كانت معروفة في العصور الوسطى.

  • العربات الملكية

وسيتنقل الملك تشارلز وزوجته كاميلا على متن عربتين، الأولى وهي عربة "اليوبيل الماسي" والتي صنعت احتفالا بمرور 60 عام على اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية للعرش عام 2014، ستنقل الملك والملكة من قصر باكينغهام إلى كنيسة وستمنستر. 

أما الثانية وهي "العربة الملكية الذهبية" ستنقل الزوجين من الكنيسة إلى القصر. وتعد هذه العربة أقدم عربة ملكية، ويعود عمرها لنحو 200 عام. 

وبحسب "بي بي سي مراحل التتويج الرسمية خمسة وهي

  •  الاعتراف: أثناء وقوفه بجانب كرسي التتويج البالغ من العمر 700 عام يتم تقديم الملك لأولئك الذين تجمعوا في الدير من قبل رئيس أساقفة كانتربري حيث سيهتف الحضور "حفظ الله الملك" وتنطلق الأبواق.

  •  القسم: يقسم الملك على احترام القانون وكنيسة إنجلترا.

  • المسحة: يتم إزالة رداء الملك ويجلس على كرسي التتويج الذي تحيط به قطعة قماش ذهبية لإخفاء الملك عن الأنظارحيث يقوم رئيس أساقفة كانتربري بمسح يدي الملك وصدره ورأسه بالزيت المقدس المصنوع وفقا لوصفة سرية، ولكنه معروف باحتوائه على العنبر وزيتزهور البرتقال والورد والياسمين والقرفة، ولن يحتوي الزيت الذي تم إعداده لتشارلز على أي مكونات ذات مصدر حيواني.

  • التنصيب: يُمنح الملك أدوات الدولة بما في ذلك الجرم السماوي الملكي الذي يمثل السلطة الدينية والأخلاقية، والصولجان الذي يمثل القوة، وصولجان الملك وهو قضيب من الذهب تعلوه حمامة مطلية بالمينا البيضاء والتي ترمز للعدل والرحمة، وأخيرا، يضع رئيس الأساقفة تاج القديس إدوارد على رأس الملك.

  • الجلوس والإجلال: يترك الملك كرسي التتويج وينتقل إلى كرسي العرش حيث ينحني أعضاء مجلس اللوردات أمام الملك إجلالا له.

وقد اعلن قصر باكنغهام عن انشطة مختلفة لعطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك حفلة موسيقية وعرض ليزري في قلعة وندسور يوم الأحد 7 مايو/آيار المقبل.

ومن المقرر أيضًا إقامة حفل موسيقي ضخم يضم أيقونات البوب العالمية، ومنهم السير بول مكارتني وكوين في قلعة وندسور، وسيسمح للآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء المملكة المتحدة بإقامة حفلات في الشوارع في عرض مذهل آخر، وسيختتم الاستعراضان في يوم التتويج بأفراد من العائلة المالكة، بما في ذلك الملك المتوج وقرينته يلوحون من الشرفة في قصر باكنغهام، ولم يتضح بعد ما إذا كان الأمير هاري وزوجته ميغان سيكونان من بينهم.

وسيتم إضاءة المواقع الشهيرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة بالإسقاطات وأشعة الليزر وعروض الطائرات بدون طيار، بمناسبة تتويج الملك بطريقة حديثة.

وفي سابقة تاريخية، سيطلب من الملايين من البريطانيين الذين سيحضرون أو يتابعون حفل تتويج ملكهم الجديد، الملك تشارلز الثالث، أداء قسم الولاء له، وهي المرة الأولى في التاريخ التي يسمح فيها الشعب البريطاني بالمشاركة الفعالة في مراسم تتويج ملك.

و دعا رئيس أساقفة كانتربيري جاستن ويلبي، الذي هو أيضًا رئيس الكنيسة في إنجلترا، الجماهير إلى المشاركة في المراسم بإطلاق صرخة دعم للملك داخل وخارج البلاد. 

وسيحل الولاء الجماهيري للملك محل الولاء التقليدي الذي كان يؤديه الأقران في السابق، والذي يتمثل في تقديم الولاء للملك من قبل الأقران الورثة وهم راكعون أمامه في خط واحد.

 سيشارك نحو 80 رئيس دولة وحكومة وملكا وأميرا وآلاف الشخصيات في حفل التتويج ، بحضور علماء ونواب مسلمين وممثلين عن مختلف الطوائف والديانات وأفراد الجاليات في بريطانيا.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن القصر الملكي وجه دعوات لممثلي نحو 200 دولة في العالم لحضور الحدث الأهم الذي تشهده بريطانيا في العصر الحديث.  لكن سيكون هناك غياب ملفت للرئيس الأمريكي جو بايدن ضمن قائمة الشخصيات المدعوة للحفل، على الرغم من العلاقات القوية بين البلدين. 

وقال البيت الأبيض لبي بي سي إن الرئيس تلقى دعوة. لكن في مكالمة هاتفية مع الملك، قال الرئيس إنه سيرسل زوجته، السيدة الأولى جيل بايدن، ومبعوثاً دبلوماسياً نيابة عنه، دون أن يقدم سببا لغيابه.

تقترب تكلفة الاحتفال بتتويج الملك تشارلز الثالث من 250 مليون جنيه إسترليني وذلك بسبب إجراءات الحماية والأمن.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام فإن العملية الأمنية وحدها ستكلف نحو 150 مليون جنيه إسترليني، فيما سيتم تخصيص ما تبقى لتنظيم المراسم والاحتفالات على مدار 3 أيام. 

وتأتي هذه التكلفة الباهظة رغم رغبة الملك في وجود نظام ملكي فعال من الناحية التكلفة، غير أن التهديدات الأمنية المتزايدة إلى جانب الاحتجاجات المحلية المخطط لها أدت إلى تكثيف الجهود الأمنية وتفعيل عدة خطط لضمان سلامة الملك.