تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري

سورية بين ثلاث مدارس للحكم والسياسة

13/10/2025 - ياسين الحاج صالح

اوروبا تستعد للحرب

13/10/2025 - د. إبراهيم حمامي

من الفزعة إلى الدولة

13/10/2025 - حسان الأسود

انتخاب أم اصطفاء في سورية؟

13/10/2025 - احمد طعمة

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي


ما وراء الانقسامات الطائفية.. موقع الأغلبية السياسية في الديمقراطيات التعدّدية









تُمثّل حوكمة المجتمعات المتعدّدة عبر مؤسّسات ديمقراطية مفارقةً تمسّ جوهر النظرية الديمقراطية: كيف تستطيع الأغلبية الانتخابية ممارسة سلطةٍ مشروعةٍ من دون أن تنقلب إلى هيمنةٍ دائمةٍ لجماعاتٍ عِرقية أو دينية أو طائفية؟
يكتسب هذا السؤال أهمية خاصة في المجتمعات المُنقسمة طائفيّاً، حيث يتهدّد آلياتِ التمثيل والتداول خطرُ التحوّل إلى أدواتٍ لـ"استبداد الأغلبيّة" بدل أن تكون سُبلاً للحكم الذاتي العام. ويرتكز الجواب النظري على تمييزٍ حاسم بين "الأغلبية السياسية" و"الأغلبية الطائفية"؛ يترتب عليه أثرٌ عميق في فهم الشرعية الديمقراطية وتصميم المؤسّسات.


 
تنشأ الأغلبية السياسية من اقترانٍ طوعي بين مواطنين يلتفون حول أهدافٍ وبرامجَ عامةٍ عابرةٍ للانتماءات الموروثة كالعرق والدين والقبيلة، تتبلور هذه التحالفات عبر عملياتٍ تشاوريةٍ يُقيِّم فيها الناخبون منصّاتٍ متنافسة تعالج قضايا متقاطعة تمسّ الجميع بغضّ النظر عن الهويات الطائفية. وهي أغلبيةٌ ذات طابعٍ زمني متحوِّل، قابلةٌ لإعادة التشكّل تبعاً لتغيّر تفضيلات السياسات وظهور أجنداتٍ جديدة؛ ما يولِّد حافزاً بنيويّاً للاعتدال إدراكاً لعدم ثبات التحالفات الراهنة وإمكان تبدّلها مستقبلاً. في المقابل، تستمدّ الأغلبية الطائفية تماسكها من معطيات الميلاد لا من الاختيار السياسي؛ إذ تكون العضوية فيها موروثة وغير قابلة للتغيير غالباً. وحين يُعاد تشكيل التنظيم السياسي على خطوط الانقسام الأساسية ذاتها، يغدو التنافس الانتخابي أقرب إلى صراعاتٍ صفريةٍ بين جماعاتٍ ثابتة، ويتحوّل وعد الديمقراطية بالتناوب السلمي إلى إحصاءٍ ديموغرافي للقوّة.
يُضيء هذا التمييز أسئلةَ الشرعية الديمقراطية التي لا تقوم على التفوّق العددي المجرّد، بل على المساواة السياسية، والعدالة الإجرائية، وتقييد السلطة زمنيّاً. وإذا كانت الأغلبية السياسية المنظّمة حول اهتماماتٍ عامةٍ متقاطعة تفتح مساراتٍ تتجاوز التصلّب الطائفي، فإنّ نجاح تشكّلها مشروطٌ بترتيباتٍ مؤسّسيةٍ ملائمة، وبنيةٍ ثقافيةٍ داعمة، وقيادةٍ سياسيةٍ واعية؛ وهي شروطٌ لا يصحّ افتراض توفّرها تلقائياً في المجتمعات المنقسمة، وتلك الخارجة من نزاعات مسلّحة.
رابط المقال في الرابط التالي.
https://www.alaraby.co.uk/opinion/%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A%D8%A9

Sent from my iPhone

فضل عبد الغني - العربي الجديد
الاربعاء 10 سبتمبر 2025