نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


”آرل” التاريخية في الريف الفرنسي تتحول إلى مقصد ثقافي




آرل (فرنسا) – يطل برج المعماري الأمريكي الكندي الشهير فرانك أو. جيري المعدني، كصخرة ضخمة معلقة فوق أسطح منازل مدينة آرل، جنوبي فرنسا، حيث من المقرر أن يضم هذا الصرح العملاق ذو الـ56 مترا والمصنوع من 11 مليون لوح ألومنيوم في غضون بضعة أشهر مركزا ثقافيا وقاعة معارض ومقهى ومطعما. ويتكلف تشييد المبنى الضخم ملايين اليورو، توفرها المليونيرة السويسرية مايا هوفمان، وريثة امبراطورية "لاروش-هوفمان" للمستحضرات الدوائية.


وتشارك السيدة هوفمان، التي تبلغ من العمر63 عاما، في واحد من أكبر المشروعات الثقافية الأوروبية من أجل هدف طموح، هو تحويل مدينة آرل التي يبلغ تعداد سكانها 50 ألف نسمة لتصبح أحد المراكز الثقافية الضخمة، وفي الوقت نفسه مركزا للتوعية بقضايا مثل البيئة وحقوق الانسان. وتؤكد هوفمان أنها لن تبخل بأي أموال من أجل تحقيق هذا الهدف. وتقدر تكلفة المشروع بـ 150 مليون يورو (168 مليون دولار). واشترت هوفمان الأرض التي يشيد عليها المبنى المقرر افتتاحه في ربيع عام 2020، وقطعة أرض مجاورة، مقابل عشرة ملايين يورو، وذلك في عام 2010. ويضم البرج خمسة أقسام عبارة عن مجمع ورش وقاعات. ويحل البرج القائم بوسط المدينة محل ورش إصلاح السكك الحديدية الفرنسية. وقررت هوفمان تحويل المكان بعد ترميمه إلى مركز للمعارض والفعاليات الثقافية. ويبدو أن "ملكة آرل"، كما يطلق على هوفمان في الأوساط الفرنسية، لديها تأثير قوي في كل مكان. فهي تمول المنتديات الثقافية في آرل، وبينها " Rencontres d’Arles"، والذي يعد أحد أهم معارض التصوير الفوتوغرافي في العالم، والذي ستمر عدة أسابيع وينتهي في 22 من أيلول/ سبتمبر من كل عام. ويجرى تنظيم المعرض بمناسبة الاحتفال هذا العام باليوبيل الذهبي لتأسيسه، 50 معرضا للتصوير الفوتوغرافي. جدير بالذكر أن مايا هوفمان هي أيضًا رئيسة مجلس إدارة مؤسسة فان جوخ ، التي أنشأها والدها لوكاس هوفمان. وقد استثمر حفيد مؤسس مجموعة بازل للصناعات الدوائية، الذي توفي عام 2016 ، نحو 11 مليون يورو في المتحف الذي افتتح في نيسان/ أبريل 2014. بالإضافة إلى ذلك، يبرز من بين ممتلكاته "La Chassagnette"، وهو أول مطعم حاصل على نجمة ميشلان ويستخدم المنتجات العضوية حصريًا. ويقع المطعم على بعد 12 كم من آرل، حيث يمتلك هوفمان أيضًا العديد من الفنادق الفاخرة، وبينها "أوتيل كلواتر" في وسط المدينة، و"الآرلتان". وترجع الصلة بين مايا هوفمان ومدينة آرل إلى طفولتها عندما كان والدها لوكاس يدرس علم الحيوان، وقد أسس الوالد مركز البحوث البيولوجية " La Tour du Valat" في منطقة "كماراج" لحماية المناطق الرطبة القريبة من البحر المتوسط. وترعرعت وريثة لاروش في هذه المنطقة، حسبما أوضحت خلال المقابلات القليلة التي أجرتها مع وسائل الإعلام حتى الآن. وفي عام 2014 ، نقلت مايا هوفمان إلى المدينة الفرنسية، مؤسسة لوما Luma، التي أسستها في سويسرا لتشجيع المشاريع الثقافية والفنية والبيئية. وتعبر لوما، عن الحروف الأولى من أسماء إبنيها، لوكاس ومارينا، وقد استقرت في بارك دي أتيلييه ، حيث يجري بناء برج جيري الآن. وترغب سيدة الأعمال وعاشقة الفنون في استكشاف تداعيات الفن والثقافة على المنطقة، وهي تتبع في ذلك نموذج مدينة بلباو الإسبانية، حيث شيد قبل 20 عاما متحف جوجنهايم وهو أيضا من تصميم المهندس المعماري جيري، وقد أعطى المدينة الإسبانية دفعة اقتصادية قوية كما حولها إلى منطقة جذب سياحي. وبفضل مايا هوفمان، وصلت شهرة مدينة آرل إلى نيويورك ولندن وبرلين، وفقًا لرئيس البلدية الشيوعي، هيرفي شيافتي. وأعرب المسؤول البالغ من العمر 63 عامًا عن ثقته في أن المشروع سيزيد حجم السياحة الوافدة من 300 ألف إلى 500 ألف سائح سنويا، وتضم المدينة بالفعل العديد من المواقع التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن قائمتها للتراث الإنساني. ولكن ملايين سيدة الأعمال السويسرية لم تثر التعاطف فقط، حيث ينظر بشك كبير إلى نفوذها المتزايد على مدار سنوات. وتعتبرها الصحيفة الساخرة الإقليمية "لو رافي" الرئيس الفعلي للمدينة، ويصورها رسم كاريكاتوري بجوار لافتة كتب عليها "مرحبًا بكم في ماياهوفمارليس"، في تلاعب بالألفاظ حيث تجمع الكلمة بين اسم الثرية السويسرية ولقبها مع المقطع الأخير من اسم المدينة. يشار إلى أنه في آرل، المدينة التي عانت من معدل بطالة مرتفع لسنوات، فاز حزب التجمع العنصري اليميني المتطرف بنسبة 32 في المائة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية التي جرت في آيار/مايو الماضي. وستجرى الانتخابات البلدية في فرنسا، في آذار/مارس من العام المقبل، ولن يترشح شيافتي، الذي تولى رئاسة البلدية منذ عام 2001، للاستمرار في المنصب.

سابين جلوبيتس
الاحد 8 سبتمبر 2019